حسين بن صبح الغامدي يكتب: القدر الذي غيّر مساري المهني


كان طارق ريري يملك شخصية مبهرة، ومن فرط اعجابي به كنت أحيانا أتقمص شخصيته دون أن أشعر.. كلماته، نبرة صوته، لغة جسده، حضوره القوي.. ولطفه كان لطيفا جدا، قدرة الاستشعار لديه عالية.. شخص فطن.. يجيد التعامل مع الناس والحياة .. غفر الله له وجمعني به في جنات النعيم.
عرفته وأنا يافعا للتو انهيت الثانوية، عرفته كأحد أبرز قادة وزارة الإعلام .. وبعد سنتين من عملي في الوزارة رغبت في اكمال دراستي الجامعية.. وكانت الفرصة أن أنتقل للعمل في أحد الفروع التي بها أقسام مسائية، فانتقلت إلى تلفزيون جدة الذي كان يديره آنذاك.
انتظمت في دراستي ولم يعارض، وفي سنتي الأولى في الجامعة .. تحديدا في منتصف الفصل الدراسي الثاني قال لي احتاجك تكون معي في الصباح، تملكتني الحيرة .. من الصعب أقول للأستاذ طارق لا... طلبت منه أن يعطيني مهلة لاكمل هذا الفصل وبعدها أعمل نهارا
بدأت اسأل واستشير كيف أقوم بحل هذه المشكلة، وأكثر اجابة أقتنعت بها أن أقوم بتحويل تخصصي، كنت في قسم الصحافة آنذاك.. فقيل لي أنتقل إلى قسم اللغة العربية، هذا القسم يتيح الفرصة للدراسة عن بعد (انتسابا) الحضور وقت الامتحانات فقط..
مع نهاية الفصل قمت بإكمال إجراءاتي للانتقال إلى قسم اللغة العربية، وتمت بسلاسة ولله الحمد، ثم ذهبت إلى طارق ريري وقلت له أنا جاهزا استاذي للعمل صباحا.. فرد قائلا: يا ابني أكمل دراستك (الله يوفقك) وداوم في الوقت الذي يناسبك..
حيرة ثانية تملكتني.! هل أعود إلى قسم الصحافة الذي أحببته أم أكمل في قسمي الجديد، فاكملت في اللغة العربية منتظما..وتخرجت فيها.. وانتقلت إلى المعهد التجاري الذي كان لديه وظيفة مدرس لغة عربية شاغرة(وظيفة واحدة)، وهذا لم يكن سيحدث لو بقيت في القسم السابق.. (الصحافة)..الأكثر عجبا أنه بعد سنتين تغيرت المناهج واضافوا مواد لها علاقة بالصحافة والإعلام فكلفت بتدريسها.. أدركت لاحقا أنه قدري الذي كتبه الله لي.. ساقه في السيناريو الذي دار بيني وبين أشهر مخرج سعودي
رحم الله #طارق_ريري وأسكنه فسيح جنانه



















مصدر أمني : مصرع ثلاثة عناصر جنائية شديدة الخطورة بسوهاج
عاجل..سوهاج .. مصرع 4 عناصر اجرامية شديدي الخطورة بقرية الرشايدة مركز العسيرات
متحرش السرفيس في قبضة وهب الله
ضبط مصنع لحوم منتهية الصلاحية بالإسكندرية
منتخبا النمسا وكوستاريكا للناشئين يصلان الدوحة استعدادًا لكأس العالم تحت 17 سنة...