جودة أبو النور يكتب: من أزقة مرسيليا إلى قمة العالم… قصة الأسطورة زين الدين زيدا


في عالمٍ يموج بالنجوم والأضواء، يظل اسم زين الدين زيدان علامةً فارقة في تاريخ كرة القدم. هو اللاعب الذي جمع بين الأناقة الفنية والتواضع الإنساني، والمدرب الذي قاد بذكائه وهدوئه أحد أعظم الفرق في التاريخ إلى المجد الأوروبي. قصة زيدان ليست مجرد مسيرة رياضية، بل حكاية إنسانٍ تحدّى الظروف وكتب اسمه بأحرفٍ من ذهب في سجلات المجد.
البداية من مرسيليا
وُلد زين الدين زيدان في الثالث والعشرين من يونيو عام 1972 بمدينة مرسيليا الفرنسية لأبوين جزائريين ينحدران من منطقة القبائل. نشأ في حيّ شعبي بسيط، حيث كانت كرة القدم لغته الأولى وطريقه إلى الحلم.
بدأ مسيرته في نادي كان الفرنسي قبل أن ينتقل إلى بوردو، حيث برزت موهبته كصانع ألعاب فريد يمتلك رؤية استثنائية للملعب.
المجد الأوروبي
عام 1996، انضم زيدان إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، وهناك عاش مرحلة من المجد، إذ حصد لقب الدوري مرتين وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين أيضًا.
وفي عام 2001، انتقل إلى ريال مدريد الإسباني في صفقة قياسية، وهناك حقق قمة المجد الأوروبي عندما سجّل هدفًا خالداً في نهائي دوري الأبطال 2002 أمام باير ليفركوزن، اعتُبر لاحقًا أحد أجمل أهداف القرن.
زيدان والمنتخب الفرنسي
ارتدى زيدان قميص المنتخب الفرنسي لأول مرة عام 1994، لكن تألقه الحقيقي جاء في كأس العالم 1998، حين قاد فرنسا إلى أول لقب عالمي في تاريخها وسجّل هدفين في النهائي أمام البرازيل.
وفي عام 2000، واصل تألقه في بطولة أمم أوروبا، فقاد “الديوك” إلى اللقب الثاني في تاريخه، مُثبتًا أنه أحد أعظم صُنّاع الألعاب في تاريخ الكرة الحديثة.
أما في كأس العالم 2006، فقد عاد من الاعتزال ليقود فرنسا مجددًا إلى النهائي بأداء أسطوري، قبل أن تطغى على المشهد حادثة النطحة الشهيرة للمدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي، التي تسببت في طرده وحرمانه من تتويج مسيرته بلقبٍ ثانٍ.
ورغم اختياره أفضل لاعب في البطولة، إلا أن تلك الحادثة حرمتَه على الأرجح من الفوز بالكرة الذهبية الثانية في مسيرته، التي ذهبت إلى الإيطالي فابيو كانافارو.
التتويج بالكرة الذهبية
نال زيدان الكرة الذهبية عام 1998 عن جدارة بعد قيادته فرنسا للفوز بكأس العالم، ليخلّد اسمه بين أعظم اللاعبين الذين جمعوا بين الموهبة والنتائج.
وظلّ منافسًا دائمًا على الجائزة في الأعوام التالية، بفضل مستوياته المتميزة مع يوفنتوس وريال مدريد، غير أن إنجازه العالمي في 1998 بقي اللحظة الأبهى في مسيرته كلاعب.
من الميدان إلى مقاعد التدريب
بعد اعتزاله اللعب عام 2006، اتجه زيدان إلى التدريب بهدوء وثقة. بدأ كمساعد في ريال مدريد، ثم تولّى تدريب الفريق الأول عام 2016، ليكتب صفحة جديدة من المجد الملكي.
قاد ريال مدريد إلى ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا (2016–2018)، في إنجاز لم يحققه أي مدرب في العصر الحديث.
امتاز زيدان بأسلوبه المتزن، وقدرته على إدارة النجوم بحكمة، حتى أصبح رمزًا للقيادة الهادئة في كرة القدم المعاصرة.
زيدان اليوم… بين الانتظار والطموح
منذ مغادرته ريال مدريد عام 2021، يلتزم زيدان الصمت، رافضًا التسرّع في اختيار وجهته المقبلة. وتشير التقارير إلى أنه المرشح الأبرز لخلافة ديدييه ديشان في تدريب المنتخب الفرنسي بعد كأس العالم 2026، في خطوة قد تُعيده إلى الواجهة من جديد.
إرث خالد
يبقى زين الدين زيدان تجسيدًا للعبقريّة الهادئة في عالمٍ يضج بالصخب.
هو اللاعب الذي حوّل كرة القدم إلى لوحة فنية، والمدرب الذي أثبت أن المجد لا يتحقق بالصوت العالي، بل بالعقل، والرؤية، والاتزان.
إنه أسطورة كتبتها الموهبة، وصاغها الصمت، وخلّدها التاريخ.



















مصدر أمني : مصرع ثلاثة عناصر جنائية شديدة الخطورة بسوهاج
عاجل..سوهاج .. مصرع 4 عناصر اجرامية شديدي الخطورة بقرية الرشايدة مركز العسيرات
متحرش السرفيس في قبضة وهب الله
ضبط مصنع لحوم منتهية الصلاحية بالإسكندرية
تهنئة قلبية لمعالي الدكتور محمد حسنى أبو الدهب الفائز بالتزكية فى انتخابات...
الأمم المتحدة تدعو رئيس اتحادي المبدعين والإعلاميين العرب لإلقاء البيان الختامي...