الفنان التشكيلي عبدالهادي شلا يكتب: القادم اكثر انفتاحا


ونحن نتابع أخبار تخفيف القيود التي سببتها"كورونا" خلال العامين الماضيين وما حل فيهما من فقدان أعزاء نعرفهم ولا نعرفهم وكانوا أرقاما ضمن الإحصائيات اليومية التي صدرت عن المستشفيات والجهات الرسمية المختصة...أقول ونحن نتابع كل هذا وقد خطر في بالي اؤلئك الذين لا يدركون معنى "الوقت" وهو"الزمن" وهو"أيام العمر" التي تجري وتتسرب من بين أيدينا وتحت عيوننا وبصرنا دون أن يكون لهم دورا إيجابيا في الحياة يخلد ذكراهم ؟!
لا أفهم معنى لكل هذه اللامبالاة سوى أن صاحبها غير ناضج فكريا وغير مؤمنا بدوره الذي أنيط به في الحياة وأن أكثر الناس قيمة اؤلئك الذين تركوا أثرا يُنتفع به ويبقى صدقة جارية مادام الانتفاع قائما.
في حياتنا كثيرون أنجزوا مهماتهم الإنسانية على أكمل وجه في حينها وجاء من بعدهم من تابع المسيرة على نهجهم فأبدعوا واكتشفوا منافع أخرى تواكبت مع الزمن .
هؤلاء هم خير الناس حين تكون أعمالهم للناس ولاشك أن المنافع كثيرة وخاصة المادية التي تغلبت على شهوات الأكثرية في زماننا فمن يبدع ويكتشف ما يفيد الناس من المؤكد أنه سيستفيد من مردود عمله بالإضافة إلى ما سيذكره به الجميع من خير في مجالسهم وكتاباتهم وإعلامهم.
هكذا كانت"كورونا" حقلا خصبا رغم بُغضنا لها بأن أتاحت وقتا إضافيا للمبدعين كي يستفيدوا من فترات الحجز الصحي و اكتساب المزيد من الوقت الذي كان مهدورا في قضاء بعض الأمور الحياتية وكذلك اللهو فيما لا يفيد فكانوا فاعلين وطلعوا علينا بأفكار جديدة وأسلوب حياة استقر ولن يغادر لأن الحالة تقتضي أن يبقى وأن القادم سيكون أكثر انفتاحا على الحياة وسبر أغوارها من زوايا جديدة ومتفرعه.
إن تحول العالم إلى قرية واحدة يؤكد على أن الانصهار في بوتقة المستقبل القريب بكل ما يحمل من أدوات أمر قد تحقق فلا داعي للتخاذل تحت مسميات محبطة بحجج تفتقر إلى الإسناد...!!