الكاتبة مروة محمد مصطفى تكتب: ١٠٠ جنيه!!

مئة جنيه هي قيمة معاش المهندس الزراعي الذي خدم وطنه سنوات طويلة في الحقول والمشروعات والمصانع والمزارع، مئة جنيه فقط في ظل التضخم وزيادة الأسعار والمواصلات والكهرباء والبنزين والمياه وكل شيء، مئة جنيه لا تكفي اليوم لشراء علبة دواء أو وجبة طعام متواضعة!.
والأدهى من ذلك أن هذه المئة جنيه لا تُصرف كاملة، إذ يُخصم من هذا المبلغ الزهيد جزء لصالح اشتراك النقابة، بالإضافة إلى أنه لا يُصرف بانتظام، وكأن حياة هؤلاء المتقاعدين يمكن أن تنتظر!، لا أعتبر هذا خلل إداري بل ظُلم إنساني في حق من خدم وطنه لعقود، فمن غير المعقول أن يُترك المسن ليبحث عن عمل وهو في عمرٍ من المفترض أن يجد فيه الراحة والتقدير، أليست الشيخوخة مرحلة الراحة بعد التعب؟!.
أنه لأمرٌ مخزٍ ومؤلم أن يجد من أفنى عمره في خدمة وطنه هو نفسه اليوم من يقف عاجزًا عن شراء دوائه أو دفع فاتورته.. أين العدالة الاجتماعية التي كفلها الدستور؟ وأين دور النقابة في رفع المعاش بما يتناسب مع غلاء المعيشة وجحيم الأسعار؟.
أصحاب المعاشات هم من أفنوا أعمارهم فى خدمة بلادهم، ألا يحق لهم العيش بكرامة في هذا العمر، الكرامة لا تُقدّر بثمن، ولكنها تبدأ من الحد الأدنى للحياة الكريمة؛ لذلك نطالب نقابة الزراعيين والجهات الحكومية المعنية بأن تعيد النظر فورًا في قيمة هذا المعاش، وأن تُقر زيادة عادلة تتناسب مع مستوى المعيشة الحالي، وأن يتم صرف المستحقات المتأخرة دون تأخير؛ لإنقاذ أعضاء نقابة الزراعيين وغيرهم من اصحاب المعاشات من مصير صعب ينتظرهم.