جودة أبو النور يكتب: رحيل محمد صبري… نهاية صادمة لنجم الزمالك ولاعبه الهادئ

في صباحٍ مفجع، رحل عن عالمنا نجم نادي الزمالك السابق محمد صبري إثر حادث تصادم أليم في منطقة التجمع الخامس. ترك الخبر وقعًا ثقيلًا على الوسط الرياضي وعلى جماهير الكرة المصرية التي اعتادت رؤية صبري لاعبًا مهذبًا ومحللًا هادئًا، فغابت ابتسامته فجأة وبقي أثره حاضرًا في قلوب محبيه.

حادث مأساوي يهزّ الوسط الرياضي

وقع الحادث حين فقد الراحل السيطرة على سيارته، فانحرفت المركبة واصطدمت بجدار خرساني، ما أدى إلى وفاته في الحال. وتشير روايات مقربة إلى أنه تعرض لوعكة صحية مفاجئة قبل الحادث بلحظات، يُرجَّح أنها كانت سببًا في فقدانه التحكم، لتنتهي بذلك مسيرته الإنسانية والرياضية في لحظة أليمة.

مسيرة لاعب من الجيل الذهبي

نشأ محمد صبري داخل جدران نادي الزمالك، وتدرّج في قطاع الناشئين حتى أصبح أحد أبرز صناع اللعب في الفريق الأول. تميز بقدمه اليمنى الدقيقة، وبقدرته على التحكم في إيقاع المباراة وصناعة الفرص لزملائه، مما جعله محورًا أساسيًا في جيل حقق الكثير من الإنجازات.

البطولات التي حققها مع نادي الزمالك

شارك محمد صبري في حصد جيل كامل من البطولات المحلية والقارية مع القلعة البيضاء، ومن أبرزها:

• الدوري المصري الممتاز
• كأس مصر
• دوري أبطال إفريقيا
• كأس السوبر الإفريقي
• البطولة العربية للأندية
• كأس الكؤوس الإفريقية
• بطولات دوري أبطال العرب

وكان صبري عنصرًا فنيًا حاسمًا في العديد من تلك البطولات بما قدّمه من تمريرات حاسمة وأداء ثابت.

مساهمته في اكتشاف المواهب

لم يقتصر تأثيره على الملعب فقط، بل امتد إلى اكتشاف اللاعبين الشباب، وكان أبرزهم مصطفى فتحي، نجم الزمالك وبيراميدز ومنتخب مصر. كان صبري أول من تنبّه لموهبة اللاعب، وساهم في تقديمه وإعداده ليصبح أحد أبرز نجوم الجيل الحالي.

أخلاق طيبة وعلاقات راقية

عرف الوسط الرياضي محمد صبري كشخصية راقية تميزت بالخلق الرفيع. فرغم انتمائه الشديد للزمالك، حافظ على علاقات ودّية مع مختلف الأندية، واحتفظ بمحبة الجماهير المصرية عامةً. لم يدخل في مشادات أو صراعات، بل ظل مثالًا للروح الرياضية الراقية.

حضور إعلامي هادئ ومهني

قدم صبري تجربة إعلامية ناجحة عبر قناة الزمالك، وظهر كمحلل فني يعتمد على الهدوء والموضوعية. وتميز في برنامجه زملكاوي برؤية تحليلية واضحة وتقدير كبير لضيوفه وجمهوره.

ذكرياتي معه… صداقة لا تُنسى

بالنسبة لي، لم يكن محمد صبري مجرد لاعب كبير أو إعلامي محترف، بل كان صديقًا عزيزًا. كثيرًا ما جمعتني به لحظات إنسانية صادقة، وكان يستقبلني دائمًا بابتسامته الهادئة وروحه الطيبة. كنت أحلّ ضيفًا على برنامجه زملكاوي عبر شاشة قناة الزمالك، وكان يحرص في كل لقاء على أن يخلق أجواء من الودّ والاحترام، ويمنح الجميع مساحة للتعبير والرأي.

ذكرياتي معه ستظل محفورة في قلبي، شاهدة على شخصٍ قلّ أن يجود الزمن بمثله.

ضرورة تكريمه من اتحاد الكرة ونادي الزمالك

نظرًا لمسيرته المميزة ومكانته كأحد رموز الكرة المصرية، يبرز وجوب قيام اتحاد الكرة المصري ونادي الزمالك بتكريم محمد صبري بعد وفاته. هذا التكريم يمكن أن يكون في صورة مراسم رسمية، أو إقامة ندوة تكريمية، أو تخصيص جائزة تحمل اسمه لتكريم اللاعبين الشباب، تكريمًا لمسيرته الناجحة وإبراز دوره في الرياضة المصرية. فصبري لم يكن مجرد لاعب، بل رمزًا للالتزام والأخلاق والإنجاز الرياضي.

وداعٌ مؤلم وجماهير تبكي أحد أبنائها

شُيّع جثمان الراحل في مشهد مهيب حضره زملاؤه وأصدقاؤه وجماهير من مختلف الانتماءات، في دلالة واضحة على المكانة التي حجزها في القلوب. وتوالت رسائل النعي من جميع أندية مصر ونجومها، معبّرة عن تقدير واسع للاعب خلوق وإنسان نبيل.

رحل محمد صبري، وبقيت ذكراه حاضرة، لاعبًا موهوبًا، ومحللًا محترمًا، وصديقًا مخلصًا، وإنسانًا ترك أثرًا لا يُنسى. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة زملائه ومحبيه، وفي قلوب من عرفوه عن قرب أو تابعوا مسيرته باحترام وإعجاب.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.