نقيب أطباء إيطاليا: ”إستنزاف الكفاءات” يهدد الرعاية الصحية الإيطالية ”

صرح نقيب الأطباء بإيطاليا: أنه قلق بشأن هجرة العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى الخارج. تلقينا 21,500 طلب نقل إلى الخارج منذ عام 2023

فؤاد عودة: "تشهد إيطاليا هجرة أفضل كفاءاتها. يختار الأطباء والممرضون سويسرا ودول الخليج، حيث الرواتب والوظائف أكثر جاذبية. لكن ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة وبلجيكا أصبحت أيضًا أكثر جاذبية. 11,600 طبيب و6,650 ممرضًا و3,250 متخصصًا آخر، مثل أخصائيي العلاج الطبيعي والصيادلة وأخصائيي التغذية وأطباء الأقدام وفنيي المختبرات والأشعة، طلبوا معلومات من AMSI حول العمل في الخارج. بدون إجراءات ملموسة، نخاطر بفقدان 30-35% من كوادرنا العاملة في مجال الرعاية الصحية خلال ثلاث سنوات، مع عواقب وخيمة على قوائم الانتظار وغرف الطوارئ وجودة الرعاية."

تُعدّ لومباردي، التي يغادرها حوالي 3000 ممرض/ة سنويًا من قطاع الصحة الإقليمي بسبب التقاعد، وعقود العمل الحر، والسفر إلى الخارج، بؤرة قلق وطني بشأن نقص الكوادر الصحية. تُمثّل سويسرا ودول الخليج، وخاصة دبي والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الوجهات الأكثر طلبًا، في حين تُشير جامعات لومباردي إلى إنخفاض في أعداد المسجلين في مجال التمريض.

استنزاف يؤثر على جميع أنحاء إيطاليا. لا تقتصر الظاهرة على لومباردي: نزيف المهنيين أصبح على الصعيد الوطني. في عام 2024 وحده، غادر أكثر من 13,000 ممرض نظام الرعاية الصحية من خلال التقاعد والإستقالة الطوعية والنقل إلى الخارج، مع ذروة في لاتسيو وفينيتو وبييمونتي وكامبانيا. في المجال الطبي، تم تسجيل أكثر من 5,000 حالة خروج من النظام العام في نفس العام، بما في ذلك التقاعد المبكر والعقود المقبولة في الخارج. بشكل عام، غادر ما يقرب من 18,500 متخصص في الرعاية الصحية المستشفيات والمرافق الإيطالية في عام واحد.

يتحدث بالنيابة عن AMSI، نقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا، وUMEM – الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية، وAISC_NEWS، والحركة الدولية "المتحدين للوحدة"، الرئيس البروفيسور فؤاد عودة، وهو طبيب وصحفي دولي وخبير في الصحة العالمية.

المنافسة الأوروبية في الرواتب تجعل ألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة وجهات مفضلة، إذ تتراوح رواتب الممرضين في ألمانيا بين 2800 و3200 يورو مقارنة بـ 1800 في إيطاليا، فيما يبدأ الطبيب الشاب في إنجلترا براتب صافٍ يبلغ 4000 يورو شهريًا.

ويضيف البيان أن نحو 75% من الأطباء والممرضين الأجانب في إيطاليا يعملون في القطاع الخاص بسبب العقبات البيروقراطية وتأخر الاعتراف بالمؤهلات، ما يدفع كثيرين للتفكير في المغادرة إلى دول توفر فرصًا أفضل.

منذ يناير 2023 حتى سبتمبر 2025، تلقت AMSI نحو 21,500 طلب من متخصصين في الرعاية الصحية مهتمين بالإنتقال إلى الخارج. 95% من هذه الطلبات موجهة إلى دول الخليج، تليها سويسرا وألمانيا وهولندا.

الأسباب تتنوع بين الطب الدفاعي، وانعدام الأمن في أماكن العمل، وضعف التقدير المهني، والبحث عن فرص أفضل للنمو الوظيفي.

ويختتم البروفيسور فؤاد عودة تصريحه قائلًا: "إيطاليا تفقد أفضل كفاءاتها. لم يعد بإمكاننا الانتظار: نحتاج إلى سياسات للإحتفاظ بالكفاءات ورواتب عادلة وسلامة أكبر في مكان العمل. بدون إجراءات عاجلة، نخاطر بفقدان 30 إلى 35% من كوادرنا خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع عواقب خطيرة على جودة الرعاية وصحة المواطنين."