السبت 23 أغسطس 2025 04:44 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

احمد قنديل يكتب .. مع بداية العام الدراسي .. صور لا تعبر عن الواقع . بدايات سيئة . بعض المدارس متسخة . بعض المدراء ضعاف الشخصية . نظام ”حلق حوش” داخل بعض المدارس !

النهار نيوز

مع بداية كل عام دراسي جديد يذهب أولياء أولياء الأمور وكلهم أمل أن يرو تقدما في سير العملية التعليمية ، وأن تكون إدارت المدارس قد إستفادت من دروس الماضي ، وعملت على تلاشي الأخطاء والسلبيات التي واجهتها خلال أعوامها المنصرمة .

إقرأ أيضاً :-

https://www.alnahar.news/66785

لكن سرعان ما يروا أن بعض الإدارات المدرسية متحجرة الفكر ، ولا تتمتع بروح القائد ، وإنما تعمل وتسير على منهج نمطي عتى عليه الدهر ، وأفكار بآلية لا تتناسب مع النشئ .
خاصة في ظل هذا التقدم التكنولوجي الرهيب والذي أصبح في متناول الأطفال قبل الكبار !

إقرأ أيضاً:-

https://www.alnahar.news/66552

الكثير من المدارس ، خاصة تلك التي تحتضن أطفالنا الصغار ، والتي يجب أن يتم تطبيق أقصى قواعد الانضباط داخل أرواقها ، على المعلم قبل التلميذ ، عن طريق
إحكام الرقابة والمتابعة المستدامة للمحتوى التربوي العملي والشفوي المقدم والموجه إلي عقول التلاميذ ، والتشديد على ضرورة تحلي المعلم بالمثل والقيم الأخلاقية والإنسانية العليا.
كذلك المحافظة على المظهر العام ، سواء في أيام الدراسة أو في أيام النشاطات الصيفية .

فمن غير المعقول أن يرى التلميذ قدوته مرتديا ملابس غير الملابس الرسمية ، أوماسكا في يده عصاة من "الشوم" بدلاً من القلم .
فالتلميذ يقلد المعلم كما يقلد أباه في كل حركاته وسكناته!

تلك التجاوزات وغيرها يعود وجودها إلى وجود مسئول ذو شخصية ضعيفة، وإدارة مدرسية مرتعشة ، وهذا ما نراه جليا عند دخول أيا من المدارس التي يديرها هؤلاء ، من تسيب وعدم إنضباط ، وإهمال في مجريات العملية التعليمية وأركانها المتشعبة ، حيث أن العملية التعليمية لا ترتكز على التعلم وحسب ، بل هي منظومة متكاملة تتضمن الكثير من التعاليم والعلم والمفاهيم الصحيحة التي ترسي دعائم التقدم والازدهار ، والتي يجب أن يتم إيصالها إلى التلميذ بكل صدق وتفاني كي نبني جيلا سويا قادراً على تحمل المسئولية تجاه الوطن .

لذلك يجب علينا جميعاً أن نشارك في تقويم وتقييم ما تقدمة تلك المدارس حتى يتثنى لأبنائنا أن يحظو بمستقبل مشرق بإذن "الله" تعالى .

لابد من زيارة الأبناء باستمرار لرؤية البيئة المحيطة بهم داخل المدارس ، والوقوف على ما يوأرقهم من معاملة داخل الفصول ، وكذلك النظافة وتنظيم الحجرات التي يقضون داخلها معظم الوقت خلال يومهم الدراسي .

قطعا ما نراه على صفحات بعض المدارس من لقطات فوتوغرافية براقة من داخل الفصول والأفنية ، ماهو إلا دعاية إعلامية واهية لواقع مغاير تماماً عن حقيقة الأمر !
فمن غير المعقول أن يتم نشر السلبيات الموجودة بأي من هذه المدارس على وجه الحقيقة ، فماهو إلا انتقاء لبعض الإيجابيات المؤقتة التي تزول بزوال أسباب التركيز عليها لرفع أسهم إدارة المدرسة لدى المسئولين ، ونيل رضاء أولياء الأمور .

ما رأيناه خلال الأيام الْأُوَّل هذا العام ، هو بداية سيئة لأنظمة إدارية ضعيفة خاصة في مدارس القرى والنجوع التي تبعد عن مجهر الإدارات التعليمية والمسئولين. وما جعل هذه السلبيات تتفشي ، هؤلاء الذين يقومون بإبلاغ المدارس بإيفاد أعضاء من لجان المتابعة إليها قبل وصولهم بساعات قليلة ، لتقوم تلك المدارس بترتيب أوضاعها المخزية التي يندى لها الجبين ، من تستر على بعض المعلمين الغير مسئولين أثناء تغيبهم بعض الوقت لإنهاء مصالحهم الشخصية في بداية أو وسط اليوم الدراسي ، فضلاً عن تأخر البعض عن طابور الصباح والحصة الأولى ، مما يزيد الحمل والجهد على الزملاء الآخرين ، ويحدث عجزاً على العجز الفعلي القائم !

كنا نأمل أن يستفيد هؤلاء من دروس الماضي ، لتخطي العوائق التي تعوق سير العملية التعليمية في بداية كل عام ، من قتال على إحتلال المنضدة الأولي . والسيطرة على ذلك بأمر يسير وسهل للغاية وهو ، النداء بالترتيب على التلاميذ حسب تسلسل الأسماء بالقوائم ، وإجلاسهم بهذا النظام بالفصول دون تدخل أولياء الأمور .

أيضاً لابد وأن يكون أول يوم دراسي يوماً خفيف الظل غير ممل للتلاميذ ، ويكون ذلك عن طريق تواجدهم في أول يوم لمدة ثلاث ساعات أو أربعة على الأكثر ، لأنه من غير المعقول أن يحتبس طفل حديث العهد بالتعليم لمدة ست ساعات ، وطالب المرحلة الإعدادية يقضي أربع أو خمس ساعات هل يعقل هذا !

ولو افترضنا ضرورة ذلك ، لما لايتم هذا على مراحل إلى أن يعتاد الطفل البقاء فى الفصل لمدة طويلة ، ليكن التواجد فى أول يوم لمدة ساعتين أو ثلاثة وتزيد هذه المدة تدريجياً ، وأعتقد أنه من الجائز مخاطبة الجهات المختصة والإدارات التعليمية في هذا الشأن لأنه يعتبر شأن إداري يمكن ترتيبة حسب رغبة أولياء الأمور ومجلس الأباء والامناء بما يضمن إستقرار نفسية الأطفال خلال الأسبوع الدراسي الأول .

نأتي لأمر هام جداً يهم طرفي العملية التعليمية ، ولي الأمر والمعلم ، وهو تكدس الطلاب داخل الفصول .
مصر تكاد أن تكون الدولة الوحيدة التي لديها مجموع اجازات خلال العام الدراسي تتعدي 135 يوم فضلاً عن الإجازات الرسمية وأيام العطلة الرسمية يوم الجمعة والسبت في بعض المدارس ، وإذا ما نظرنا إلي عدد أيام الدراسة في نصف العام نجد أنه حسبما أعلنته وزارة التربية والتعليم بصدد الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2022،2023، أن مدة الدراسة الفعلية بالفصل الدراسي الأول الذى ينطلق الأول من أكتوبر هي : 98 يوما، متابعة
أى أن عدد أسابيع الدراسة بالفصل الدراسي الأول 17 أسبوعاً بما تعادل 102 يوم مطروح منها 4 أيام اجازات رسمية منها انتصارات اكتوبر والمولد النبوى الشريف، أى أن عدد أيام الدراسة الفعلية بالفصل الدراسي 98 يوماً، كما أن مدة الدراسة الفعلية بالفصل الدراسي الثاني 96 يوما بعد حذف أيام الجمع والاجازات الرسمية.

هذا ما يجعل المدارس تكدس الفصول حتى يتمكن المعلم من إنهاء عرض المنهج على الطلاب خلال الأسابيع القليلة التي تداهمه .

وتعمدت أن أقول عرض المنهج لا شرحه ولا إيصال ما يتضمن من معلومات تحتاج إلى فترة زمنية مضاعفة لما عليه الحال الأن ، لأنه مهما إمتلك المعلم مهارات شخصية فإنه يحتاج إلي وقت كافي لإخراجها !

فهل يعقل أن يكون العام الدراسي في دولة نامية تريد النهوض بالعملية التعليمية 194 يوم أى مايقارب من ستة أشهر ونصف تقريباً .
مطالب فيها المعلم بتدريس وشرح المنهج كاملاً بما يحتويه من حشو و معلومات وأنشطة متنوعة.

كما أننا نريد من التلميذ أو طالب العلم كما ولابد أن يكنى بذلك ، أن يستوعب كل المناهج التربوية من لغة عربية وتربية دينية ، ولغة أجنبية ، ورياضيات ، ودراسات إجتماعية ، وعلوم ، وحاسب آلي ، وأنشطة تربوية أخري { عن طالب المرحلة الابتدائية أتحدث } كل ذلك خلال هذه الأشهر المعدودة ، ونقضى مايزيد عن أربعة أشهر في امتحانات الدور الثاني وصحيح اوراق الإجابة !

لابد من إعادة النظر فى توزيع الخريطة الزمنية للعام الدراسي من جديد والأخذ بعين الإعتبار والنظر إلى جميع السلبيات داخل اللوائح والقوانين التي عتى عليها الزمن ، وكانت تصلح لفترة من الفترات وفئة معينة من طالبي العلم !
هذا ما يدفع إدارة المدرسة إلى تكديس الطلاب داخل الفصول لتحقيق المعادلة الصعبة بين ما تريده الوزارة من المعلم في وقت وجيز جداً ، وبين نصابه القانوني من الحصص ، فإذا ما تم تعديل الخريطة الزمنية المحددة لإنهاء شرح المناهج لاستطاعت إدارة المدرسة تخفيض عدد الطلاب وزيادة أعداد الفصول في ظل العجز الصارخ في المعلمين .

فإذا زاد نصاب المعلم عما هو عليه الآن بواقع حصه يومياً لقضينا على مشكلة كثافة الفصول .
بمعنى أنه إذا كان عدد الفصول لدينا في صف من الصفوف على سبيل المثال :- ثلاثة فصول بواقع ثلاث حصص في اليوم ، وقمنا بمد عدد أيام الفصل الدراسي . وأصبح المعلم مطالب بحصتين في اليوم ، وزادت ايام الدراسة أسبوع او أسبوعين ماذا سيحدث ؟

سنقضي تماماً على هذه المشكلة التي تؤرق الجميع.
ونكون أرحنا المعلم من المجهود المبذول بدون داعي تجاه 60 طالب ، ويصبح عدد الطلاب في كل فصل 45 طالب {مجرد رؤية ووجهة نظر}

وإحقاقا للحق حتى نكن منصفين بعض الشيء للمعلم الحقيقي صاحب الضمير الحي ، وما يقدمه من مجهودات تربوية تعليمية ، لابد وأن تعيد الوزارة النظر في عدة نواحي منها الأجور والاستقطاعات والخصومات التي تكال بمكيالين عند منح العلاوة والخصم فلابد وأن يتم الخصم ومنح العلاوة على بداية تقاضي الأجور أو على آخر أجر تم تقاضيه ، {واحدة من إثنين} !

وللحديث بقية عن التجاوزات التي تتم داخل بعض المدارس سواء بجمع أموال من الطلاب أو تبرعات أو إجبار أولياء الأمور على شراء أشياء معينة من أماكن محددة بأسعار تتضاعف مع سعر السوق!
وتخصيص لجان امتحانات خاصة في بعض المدارس لأبناء المعلمين والمعلمات ووضع أسماء أبنائهم وأقاربهم بقوائم مجمعة !
والتستر على تجاوزات بعض العاملين بالمدارس اللفظية والفعلية!

إلى هذا الحين نستودعكم "الله" تعالى الذي لاتضيع ودائعه

بداية العام الدراسي صور لا تعبر عن الواقع بداية سيئة مدارس متسخة إدارات مدرسية ضعيفة نظام حلق حوش داخل بعض المدارس