السبت 23 أغسطس 2025 01:30 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب:”فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ”

النهار نيوز

لم تعد صناعة السياحة كما كانت منذ سنوات.بل .تشعبت فروعها وتداخلت في معظم مجالات الحياة اليومية متخطية تلك الحدود الضيقة لتدخل بقوة إلى كل مكان لتؤثر فيه وتتأثر به.لكونها صناعة مرتبطة بالرغبة الإنسانية في المعرفة ، ولعل ما تجنيه بلدة مثل سان بارتولومه دي بيناريس في وسط إسبانيا من طقس سنوي باسم "لومينارياس"يحتفل به مساء 16يناير عشية عيد القديس مار انطونيوس، ، شفيع الحيوانات لإبعاد الحسد والشر والأمراض من شوارع المدينة حيث بقفز الخيول مع فرسانها فوق نار مشتعلة، وهو طقس ديني لمباركة الحيوانات وتطهيرها من العين وحمايتها من الأذى. ربما يفوق ما تحصده بلاد كاملة من السياحة على مدى عام .
واول الرحلات السياحية كانت قبل حوالي 3000 لزيارة المقدسات الهندوسية والبوذية في الهند، وما زالت بعض هذه الزيارات مستمرة حتى اليوم. وشهد عصر النهضة الرحلات الكبرى في أوروبا حيث كان الشباب الأرستقراطيون يتنقلون عبر أوروبا للتعلم والتثقف. ورؤية الكاتدرائيات والكنائس والقصور وآثار روما القديمة
اما السياحة بمفومها الحديث دأت في 5 يوليو 1841 عندما غادرت أول رحلة بالقطار نظمها توماس كوك من ليستر إلى لاوبرا.بإنجلترا.أما السفر بغرض الاستمتاع فقد جاء متأخرًا.
اما الطقس المعروف باسم "لومينارياس" لا يعلم احد بالضبط الى متى يعود هذا التقليد و يقال ان هذا التقليد يعود الى 300 او400 سنة ، بعدما انتشرت آفة قضت على كل جياد البلدة. ومنذ ذلك الحين يقام هذا الاحتفال من اجل تطهيرها وحفظها من كل الآفات طالبين شفاعة القديس حيث ينطلق الحصان تلو الآخر مع فارسه واثبا فوق مواقد النار التي تنتشر في أزقة بلدة سان بارتولومه دي بيناريس في محافظة افيلا (شمال غرب مدريد)، مؤديا رقصة مع النار ويضم الموكب 150 فارس يندفعون من هبوط الليل باتجاه النيران مع مطيتهم لكي تحصل الجيادعلى البركة قبل ذلك تنطلق الواحد تلو الآخر فوق مواقد النيران الموزعة في البلدة بعدما يتم تضفير ذيلها وعرفها بعناية على شكل جدائل حتى لا تحترق. ومع تقدم الأمسية ترش المياه على المواقد فيتصاعد منها الدخان الذي يطهر الحيوانات على ما يفيد التقليد ثم يتجولون في أزقة البلدة المعبدة التي تضم نحو 600نسمة متنشقين "دخان القديس" المتصاعد من المواقد.ويلف الدخن البلدة في نهاية المطاف محولا الفرسان ومطياتهم الى أشباح. الا ان ذلك لا يرعب الصغار الفخورين في مواصلة التقليد المتوارث من جيل الى آخر
ويمكن رؤية رجال مع أطفالهم او رجل وزوجته على جواد واحد في الموكب.والجميع متمسك بهذا التقليد والجميع ينفي ان تكون الجياد تعاني ردا على الانتقادات الكثيرة الصادرة عن المدافعين عن الحيوانات لان الفرسان يرخون العنان ويدعون الحصان يختار. فإذا رفض الحصان القفز فلا يفعل. ويمر بجانب الموقد".

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة