السبت 23 أغسطس 2025 04:47 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب: زمن علي بلوط .. وبصمته

النهار نيوز

أمام هذا الطوفان من النسيان للمبدعين الذين هم بحق ومضات أضاءت دروبا لكل من ألقى لها سمع وفتح لها فؤادا والإعراض عنهم رغم أنهم يبذلون ما يملكون من نفيس ويُضحون بكل ما يُضَنُّ به من راحة ويملكون إبداع العاملين، وأقدار النابغين يجودون بأنفسهم في موطن العمل، ويتقدمون غير هيَّابين ولا وَجِلين للتصدي لكل المعوقين والمتخاذلين حلفاء ليس في الإمكان أبدع مما كان، منطلقين إلى الغد مثل الجواد الذي يُنفق الطارف والتليد للوصول إلى ما يريدون ليس طمعاً في الحمد ولا رغبةً في الثناء.

مرت الصحافة الورقية وصناعة الإعلام ككل خلال الثلاثين عاما الأخيرة بتغييرات جوهرية أعادت تعريف المبادئ الأساسية للصناعة، والتي تتطلب تدريبا واحتياج الجيل القادم من الصحافيين وصناع المحتوى.
المهارات والقدرات اللازمة للنمو. وتمكين هؤلاء المبدعين من النجاح وكانت الأقدار كريمة معي والزمن في منتهى السخاء لي للتعامل عن قرب مع ثلاثة صناع من مدارس مختلفة للصحافة خلال بدايات حياتي المهنية هم الاستاذ الكبير موسى صبري رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئيس تحرير صحيفتها اليومية، والاستاذ إبراهيم سعدة رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم الأسبوعية والاستاذ أنيس منصور رئيس مجلس دار المعارف ومجلتها أكتوبر، وكنت أعتقد أن الزمن لن يجود بمثلهم لسنوات طويلة أسوة بالأنبياء الذين يأتون على فترات متباعدة لتجديد طبيعتنا الساكنة وخلق عالم من الإبداع يجدد الأرض الخربة والخاوية ليصبح عالمًا صالحًا جميلًا، حتى التقيت الأستاذ علي بلوط في جريدة الراي وتعاملت معه عن قرب وواكبت ثورته لتجديد نمط ومضمون وشكل الصحف الكويتية معتمدا أسلوبا جديدا وكأنه ببصيرته قرأ في كتاب المستقبل فعلم أن الصحافة الخبرية لن يكون لها مكان في الصحف الورقية قبل أن يحدث ذلك فعلا بعشرين عاما، فكان يعطي مساحة للحكاية الصحافية أفكارا إبداعية جديدة، وزوايا إبداعية مبتكرة للتغطية، وإضافة طرق جديدة لإثراء حياة الجماهير.

ومن خلال بصيرته النافذة التي جعلت الصحافة مزيجا بين العلم والفن كان حريصا أن من يتصدى لذلك من الصحافيين لابد أن يكون على دراية بأساليب التحليل العلمية والإحصائية، ويجب أن يكون لديه ثقافة واسعة متعددة التخصصات في الفنون والفلسفة والعلوم، كأساس لمثل هذه الحكايات الصحافية التي تقدم حلولا إبداعية ومبتكرة للمتلقي فيلتصق بها ولا يبعد عنها وتكون خياره الدائم
فتحولت الصحافة الكويتية التي كانت ما قبل زمن (علي بلوط) تعيش في الماضى، لأنها كانت دائما ولسنوات طويلة قبل جريدة الراي بثوبها الجديد تخشى من طرح سؤال المستقبل والاستعداد له، ومن ثم إحداث التغيير المطلوب والاشتراك في صناعة المستقبل، لذلك تأخرت كثيرا في التحول ولم تظهر تجارب جادة لتجديد أساليب الكتابة وأشكال تقديم المضامين مثل جريدة الرأي النموذج فعليًا لصناعة محتوى مدمج من الحكايات الإخبارية والموضوع الترفية والقصص التي تنحاز فقط للصدق مهما كانت قسوة الحدوتة، يقوم فيه القارىء بدور المستهلك النشط وصانع المحتوى في آن واحد.
ودعمت هذا النهج التحريري في إنتاج القصص الصحافية المدعومة بالبيانات وعرضها على صفحات الجريدة باستخدام الوسائط المتعددة، من خلال المطورين في الإخراج والمبرمجين ومصممي الجرافيك في التنفيذ حتى يتسنى إنتاج مزيد من الأعمال التي تكون جاذبة للقراء ومحفزة للزملاء.