الكاتب العماني عبد الله الحكماني يكتب: مونديال قطر ٢٠٢٢م


بالرغم من أنّي في مطلع حياتي تقاسمتني هوايات عدة في مقدمتها الرياضة ممارسةً ومتابعة يليها الفن(أغاني وتمثيل) كمتابعة طبعا ثم ثالث الاثافي الأدب بشقّيه:(الشعر والنثر)وإن كان الأدب الشعبي وليس الفصيح ومع مرور الوقت والخروج من مرحلة العشرين إلى ما بعدها وجدتني منغمس في الأدب للنخاع فصيحه وعامّيّه وشعره ونثره وتارك كل الهوايات الأخرى على جنب بما فيها الرياضة التي هي عشقي الأول وحديث يومي وقوته.
مضت السنين والقطيعة لا تزال إلى هذا العام ٢٠٢٢م الذي استضافت فيه قطر كأس العالم وتأهلت ثلاث فرق عربية هي :(السعودية ،المغرب ،تونس،إضافة إلى الدولة المستضيفة) فتحركت لدي الرغبة العارمة في متابعة هذا المونديال من منطلق:(العصبة والشفّ) السياسي أو من منطلق القومية والإسلام.
لم تكن استضافة قطر لكأس العالم بالعادية ولن تمر مرور الكرام كما شهد بذلك وعلى ذلك كل من شاهد الأحداث و زار المكان من مختلف دول العالم وعلى مختلف توجّاهتهم واديانهم واعراقهم وزعلهم ورضاهم وحبّهم وكرههم أو كما يقول المثل الشعبي (شهد لهم العدو والصديق) بالنجاح الباهر والملفت ومنقطع النظير.
سواء في البنية التحتية للمنشآت الرياضية أو التنظيم أو الأمن أو غير ذلك مما يستحق الإشادة.
وليس بمستغرب أن يشيد العالم بدولة بذلت ٢٢٠مليار لاستضافة هذا الحدث العالمي الكبير وبغض النظر عن أن المبلغ يشمل البنى التحتية بمختلف أنواعها وليس الرياضية فقط ولكن يدل ذلك على الاستعداد التام للحدث والظهور المشرّف أمام العالم أجمع.
ومما يزيد العرب والمسلمين إعجاباً بقطر حفاظها على هويّتها الإسلامية وظهورها بذلك ويتمثّل هذا الحفاظ في رفضها لشعارات لا يقبلها ديننا الإسلامي كالمثلية مثلا، ومنع الخمور في الشوارع كما أنها أتاحت الفرصة للدعاة إلى الدين الإسلامي ونتج عن ذلك دخول الكثير من غير المسلمين إلى دين الإسلام كما وصلنا من أخبار حول ذلك ولم تكتفِ قطر بنشر الثقافة الإسلامية والحفاظ عليها بل نشرت ثقافتها المحلية المادية والمعنوية من خلال ما نلاحظه من وجود الخيم التي كانت في حقبٍ ما بيوتاً لأبناء الجزيرة العربية، والقهوة العربية التي هي رمز الضيافة لدى العربي منذ قديم الزمان والقائمة تطول.
وفي الاخير لا يفوتنا الإنجاز الكروي العربي الذي مثّله نيابةً عنّا كعرب المنتخب المغربي الشقيق الذي كاد أن يحضى بالكأس لولا القدر أو ما صنعته ايدي السياسة على رأي بعض المتابعين خصوصا عند خروجه من نصف النهائي وخسارته أمام فرنسا ثم كرواتيا في مباراته على المركز الثالث حيث تدور الملاحظات والشبهات حول أخطاء لصالح منتخبنا العربي ولكنها لم تحتسب من قبل المحكّمين وسواء كانت الملاحظات صحيحة أم لا يكفي أن المغرب الشقيق تجاوز عقدة الخروج مبكرا من المونديالات كعادة منتخبات العرب والافارقة سابقا وافتتح خط جديد ربما سيصبح لاحقا طريق الكثير من المنتخبات العربية والإفريقية.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول ألف شكرا وشكرا قطر على هذا الحدث العظيم الذي رفع رؤوسنا جميعا والشكر موصول إلى منتخب الأسود وإلى الأمام دائما وأبداً كعرب ومسلمين وإلى حدثٍ آخر يلم شملنا ويوحّد صفوفنا كما توحدت في هذا الحدث.