الإعلامية السورية نجود يوسف: الميكرفون مصدر قوتي والجمال غير كاف للنجومية


إذا كان سباق الفضائيات على كسب ود المشاهد قد انطلق بلا هوادة معتمداً على خلق مناخات مثالية من التقنية والتنويع واللهاث وراء الأخبار بحلوها وبمرها, فإني أعتقد أنّ مفاتيح قلب المشاهد هو "المذيع", وفي سورية نفتخر بامتلاك نحبة من طيبة من المذيعين والمذيعات, ومن هذه الباقة اخترنا وردة جميلة هي نجود يوسف, تعلم جيداً دورها وتعرف تماماً مهنتها والسبيل إلى النجاح جماهيرياً ,وتعلم أنّ الوصول إلى قلوب المشاهدين طريقه الكلمة الطيبة, لذا تحمل في كل إطلالة على الناس قلبها كل كلمة طيبة, تمتلك لغة عربية صحيحة ولديها كل مقومات المذيعة الناجحة, في لقائي معها كان الحوار التالي:
*- لماذا اخترت العمل بالإعلام؟
منذ الطفولة أحب هذه المهنة، وكنت كل عام تقريباً أصدر مجلة سرية خاصة بي من صنع يدي طبعاً ,كنت أتابع نشرات الأخبار وأدون التصريحات الحكومية وأضعها في مجلتي الخاصة السرية على أنها تصريحات خاصة بي، لقد بنيت عالمي الخاص بالخيال كصحفية منذ كنت في المرحلة الإعدادية وكنت أقضي وقتاً طويلاً فيه، وعندما كبرت عشته واقعاً.
*- ما هي المحطات التي قد تتوقفين عندها خلال مسيرة عملك في الإعلام السوري؟
كل مكان عملت به قدّم لي إضافة خاصة ولكن أكثر الأماكن التي قدّمت لي إضافات على المستوى المهني كانت إذاعة نينار سنة 2016 تعد محطة مهمة جداً في حياتي المهنية اكتسبت خبرة كبيرة في تلك الفترة.
أيضاَ موقع الاقتصادي يعد نقلة حقيقية في حياتي المهنية حيث بدأت بالتخصص في مجال يراه البعض جافاً وجامداً ولكني أجده ممتعاً جداً.
*- ماذا يعني لك الميكرفون وكيف تتعاملين معه؟
الميكرفون برأيي أهم أداة لنقل الحقيقة وإيصال الواقع، عندما تتعامل معه تشعر بأنه أنت وأنه مصدر قوتك.
*- هل ترين أن مستمعي الراديو بدأ عددهم يتناقص بسبب التكنولوجيا والتقنيات الحديثة ؟
بالنسبة للشارع السوري مازال الراديو له مكانته الخاصة لدى شريحة كبيرة من الجمهور، وفي سورية تطور عمل الراديو بشكل كبير وطوّع التكنولوجيا لصالحه حيث لكل إذاعة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى تطبيق إلكتروني وموقع خاص بها، لذا أرى أن الراديو طوّع التكنولوجيا لصالحه.
*- أكثر المذيعات يحملن رغبة في إعداد أو تقديم برامج اجتماعية فهل لأنها أكثر سهولة أم بسبب اقترابها من تطلعات خاصة؟
المذيعة هي إنسان بالنهاية وتختلف تطلعات وأهداف كل إنسان بحسب ثقافته وطموحه وأفكاره، بالنسبة لي أنا أفضل البرامج المحلية التي نستطيع من خلالها نقل الواقع وهموم الجمهور ونجاحاته أيضاً، لأنها بالنهاية تخدم الشأن العام.
*- من خلال مراحلك المتتابعة ماهو التخصص الذي بدا الأقرب إلى طموحاتك؟
الصحافة الاقتصادية هي ما أسعى للتخصص بها، ولكن الواقع في سورية يرتب أولوياتنا فاليوم الواقع المعيشي هو الأكثر حاجة للتوجه نحوه، وهو جزء من الاقتصاد العام ويمكن أن نسميه الاقتصاد المعيشي.
*- يقال أن أضواء التلفزيون تسرق المذيعة من الإذاعة فهل هذا صحيح؟
الإذاعة لها مهارات خاصة يجب أن يتقنها المذيع، كما أن المهارات الخاصة بالتلفزيون مختلفة أيضاً , الأضواء جميلة جداً خاصة إن شعرت بقبول الجمهور لك وهذا هو الأهم لأن المتعة بالشهرة تتلاشى مع عاشر ظهور لك على الشاشة.
اليوم الإذاعات استطاعت من خلال السوشل ميديا منح المذيع ضوء أيضاً عبر الفيديوهات المصورة.
*- من مِن الشخصيات الإعلامية التي تعجبك أو يستوقفك حضورها؟
في الحقيقة هم كثيرون فمثلاً من الإعلاميين العرب أفضل اللبناني طوني خليفة, لكن أريد أن أشير إلى أنّ العديد من الزملاء الذين يعملون في سورية لديهم حضوراً رائعاً وأتوقع لهم نجومية لو امتلكوا ظروفاً مهنية أفضل، ولكن لن أذكر أسماء كي لا يفهم كلامي أنني أقلل من مهنية وسيلة ما.
*- هل تعتبرين الجمال طريقاً إلى النجومية؟
الجمال نعمة كبيرة من الله، لكنه شرط غير كاف للنجومية، ولا يعد شرطاً للنجاح، النجاح هو الجميل.
*- هل لديك نصيحة للفتاة السورية التي تسعى إلى العمل في الإعلام؟
أن لا تستعجل الشهرة، وأن تقضي وقتاً بالتعلم لأن سنوات التعلم والعمل هي سلم الشهرة.
*- ما مدى علاقتك بالرياضة، هل أنت من عشاقها؟
أحب الرياضة بشكل كبير جداً، ويؤسفني إني لم أستطع حتى الآن الالتزام بالتدريب.
*- من أين اكتسبت قوتك؟
على المستوى الشخصي اكتسبت قوتي من الحب الذي أحاطتني به أسرتي في طفولتي ويحيطني به زوجي وأصدقائي حالياً.
على المستوى المهني يعود الفضل الأكبر لزوجي الذي كان مديري في العمل سابقاً ومدربي ومعلمي لسنوات، وعلمني أن الصحفي موقف ورأي.
*- ما أبرز نقاط ضعفك ومم تخافين؟
لا أعتقد إني أملك نقاط ضعف فاقعة، لكني كأي إنسان أحياناً أكون مزاجية في النهاية لا يوجد إنسان كامل، لكن المقربين مني يقولون أني عاطفية وانفعالية خاصة في أي شيء يتعلق بعائلتي وأصدقائي.
*- ما نسبة الفشل في حياتك؟
لا يوجد شيء في الحياة اسمه فشل، كل خطأ هو درس يجعلنا نتعلم أن النجاح يحتاج جهداً أكبر أو تغيير المسار الذي نسير به.
*- ما الصفة التي لا يعرفها الكثيرون عنك؟
لا أعتقد أن هناك صفة لا يعرفها عني جميع أصدقائي، وبشكل عام أنا شخص عفوي جداَ في الحياة، واجتماعي إلى حد كبير ومتعاونة مع جميع الزملاء وأعتقد أن عدداً كبيراً من الزملاء يحبونني كما أحبهم.
*- أين تكمن السعادة في حياتك؟
في الكثير من المواقف وأهمها مساعدة شخص ما سواء كان من المقربين أو لا أعرفه, زوجي وأصدقائي وعملي هم مصدر السعادة في حياتي.
*- أصعب موقف مرّ في حياتك؟
لا أستطيع أن أحدد لأني بطبيعتي أنسى المواقف السلبية في الحياة، ولا أسمح لها أن تأسرني، مررت بالعديد من التجارب الصعبة لكنها مرت والحياة مستمرة.
*- ماذا عن أحلامك؟
أعظم أحلامي أن أبني صرحاً ضخماً دافئاً أجمع تحت سقفه جميع أطفال سورية المشردين، وأؤمن لهم حياة كريمة وتعليم، وتأهيل نفسي ومعنوي يمكنهم من نسيان سنوات التشرد.
صفوان الهندي