السبت 23 أغسطس 2025 06:31 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

عامريات.. شِعْرُ العراق وكرته في خطر!!

النهار نيوز

أصبح من حقها شهد الشمري حين تقول.. إنني شاعرة العراق الأولى..

يعني بعد كم سنة يمكن (نشوف) شعرها بكتاب الأدب الخاص بطلبة السادس الإعدادي (بكالوريا) حالها حال كبيرة العراق الشاعرة نازك الملائكة رحمها الله..
لان شعر شهد يحصد اللايكات (الفيسبوكية) وأينما حلّ في شبكات التواصل يحصد (الملايين) لا اقصد الراقصة (ملايين) التي هجرت العراق وأصبحت علامة من علامات الرقص (الشرقي) مع انها اشتهرت بالرقص العراقي المعتمد على الهجع وفرّ وتدوير الرقبة والشعر الطويل والخناجر الخشبية..! واصبحت (ملايين) هي الأخرى رائدة و(مديرة مدرسة) للرقص الشرقي في المهجر!.
الشعر الأشهر لشهد الشمري، نأخذ منه ما خرج بلسان انثى..

(طلگني طلگني خلي ارتاح والغايب إلكم..
بس ابني يبقى وياي مايبقى يمكم)
العجيب في الأمر ساعتها حين يأتي الكتاب (الأدب) ويفتحه الطالب فيجد مكتوب فيه: (ملاحظة) مهم (للحفظ).. قد يأتي في امتحان البكالوريا..!
والمقطع الثاني من شعر المعلقات لشهد يقول على لسان الذكر..
(ماطلگج لو أموت لو مو رغبتج
آخذ عليج إثنين وآخذ غرفتج.. أيضاً يتم وضع إشارة لطلبة البكالوريا ولكن كي لا يكون هناك ظلم لحواء وتقديراً لمؤلفة الشعر (شهد الشمري) بحيث يكون هذا البيت (للشرح فقط)..!
سقت هذه المقدمة، كي أصل من خلالها إلى حال كرتنا العراقية التي يتباكى عليها الجميع.. بينهم من يصدق بدموعه وغيره ينافس (التماسيح).. فحالها كحال الشعر (بات وأصبح) ومنصّات التواصل (تسوّق وتنشر)..

أغلب الذين تحدّثوا عن اخفاقات الكرة العراقية وتراجعها، كانوا (يخوطون بصف الاستكان).. وما اخفاقة كأس العرب إلا مكمّلة لاخفاقات سبقتها..!
لأن لا الملاعب وغيابها كان السبب بتدهور الكرة العراقية وتخلّفها ولا حتى الدوري ذي الفصول الأربعة سابقاً والثلاثة فصول حالياً هو من يتحمّل السبب..
المتعارف عليه وعبر العقود الماضية كان هناك اهتمام كبير وأحياناً مبالغ فيه بالفرق الشعبية (هواة) والتي كانت تصدّر ومن دون ثمن مواهب كثيرة إلى الأندية المحلية العراقية التي تمتلك كشافين يتنقلون بحثاً عن (المواهب) التي يتم استقطابها إلى (مراكز الشباب) طيّبة الذكر بعفوية وليس مغريات كما يحصل اليوم.. ومن هناك المراكز الشبابية تبدأ الإنطلاقة للمواهب نحو عوالم متعددة للشهرة غير المستعجلة..
نكرر الفرق الشعبية (هواة) التي تناقص عددها بشكل مخيف اليوم عقب السطو (غير المسلح) على ملاعبها التي كانت بالآلاف في عموم العراق وأصبحت بالعشرات ومهددة بالانقراض اليوم..!
تلك الفرق التي أهملت، وجدت من يزاحمها وبقوّة عبر فعالية أخرى أرادوها للمتعة و(جني) المال ولم يدركوا أنها ستصيب كرة القدم العراقية بمقتل.. هنا نقصد فعالية (كرة الخماسي والسداسي والسباعي) التي انجرف إليها الشباب العراقي (الكسول) بعد أن وجد ان ملاعب الساحات المكشوفة (مهملة) وسعيد الحظ من وجد لنفسه (واسطة) او أمتلك المال ليصل إلى تحقيق الطموح وتعويض ما صرفه هو او عائلته بصورة شرعية أو (ملتوية) ليصل إلى نادٍ مؤسساتي او منتخب..!
أكبر سبب لدمار الكرة العراقية في الأندية والمنتخبات الوطنية هو (الخماسي).. ساحات صغيرة بعشب صناعي لا تنمّي القدرات بل تبقيها محدودة (جداً) وتشجّع على اللعب الفردي الذي يلغي ما عرفناه في منظومات فرق الساحات المكشوفة (11) لاعب.. لا خطوط دفاع ولا وسط أو أجنحة.. كرة واحدة من (مرمى إلى مرمى) ممكن يسجّل هدف..! من تلك الملاعب باتت عمليات الاستقطاب للانتقال إلى الساحات المكشوفة!
لذلك تأثّرت الأندية والمنتخبات من حيث التحمّل ومجاراة دول الجوار أو غيرها..
هل تعلمون بأن اغلب من ينتسبون إلى الأندية والمنتخبات كثيراً ما وجدناهم في (سوح الخماسي) يلعبون تحت مسمّى (بطولات) وتجمّعات على مدار السنة وقد تتداخل تلك الملتقيات مع بطولات الدوري المحلي بكافة فئاته..
مشاريع وزارة الشباب والرياضة (الاستثمارية) قضت تقريباً على الساحات المكشوفة وأوجدت البديل (ملاعب خماسي) التي تدر المال لجيوب المستثمرين.. وتناسى هؤلاء أنهم نشروا الداء الذي استوطن العقول والأجساد لتكون النتيجة تراجع مخيف للكرة العراقية التي هي من الأساس كانت (مهملة) وبأيدي لم ترحمها او تتركها لرحمة الله وهو من يلطف بها..!
نترك التخطيط الذي لا يجيدون وكذلك البناء الذي لا يعرفون وفن الإدارة وهو الآخر لا يفقهون منه شيئاً ونسأل..
في السابق كانت كرتنا العراقية تنتج بعفوية لأنها تمارس بعفوية لا تعتمد على دراسات او غيرها.. أنتجت لنا (طفرات) قيل عنها أنها (جينات) متوارثة.. مع أننا لم نعرف كرة القدم بشكلها الحديث إلا عن طريق التلاقح بالمشاهدة الناتجة عن السفر و(الاحتلال) والمناطق الحدودية (بحر وبر)..!
عليه نحن نحذّر من ابتلاع (كرة الخماسي) المنتشرة كالنار في الهشيم لكرتنا بالكامل لان المحددات التي يجب أن تكون لم نرَ منها شيئاً يطبّق على أرض الواقع..
والا هل يعقل أن أفضل مباراة في الدوري العراقي بكل عناوينه لا يصل وقت لعبها الفعلي إلى (15) دقيقة كحدٍ أعلى، فما بالكم بالأدنى؟!
أسئلة كثيرة طرحناها بشكلٍ غير رسمي على مختصين ومهتمين بالشأن الكروي حول التراجع المشار إليه.. لم نصدم حين أتتنا الإجابات.. إنها كرة الخماسي التي لم تجد من يقف بوجه القائمين على نشرها (عشوائياً).. وإن بقي الحال على ما هو عليه أو ازداد.. فلا تستغربوا ساعتها إن وجدتم كل من في (أرض السواد) يطالبون بالاستعانة بلاعبي المهجر من العراقيين او يطالبون بفتح باب التجنيس لأصحاب المواهب لتمثيل العراق وهؤلاء أيضاً نخشى عليهم من العدوى لأن مرض (الخماسي) وصل إلى ذروته ولا ندري من سيقول عن نفسه انه (لاعب العراق الأول) كـ(شاعرة العراق الاولى) والبلد لم يعد فيه نجم كروي يعتد به منذ آخر جيل تم تصنيعه بعفوية نهاية القرن الماضي ورحل مع إنجاز (2007) !؟.. دمتم ولنا عودة إن شاء الله.. (هذا إذا ما صار شي)..

عامريات شعر العراق