السبت 23 أغسطس 2025 06:30 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتبة سارة السهيل تكتب :الأكاديمية المصرية بروما جعلت الأرض تتكلم عربي

النهار نيوز

رغم الضعف الساري في جسد الوطن العربي من مشرقه ومغربه، وتراجعه العلمي مقارنة بدول العالم المتقدم، إلا أن الصروح الثقافية العربية لا تزال تقف شامخة في مواجهة أعاصير التردي الاقتصادي والسياسي العربي، بل يكاد يكون العمل الثقافي هو المكون العربي الوحيد القوي في مواجهة ما يواجهه العالم العربي من تشظي.
تقف الأكاديمية المصرية بروما في صدارة هذه الصروح العربية رافعة راية العروبة بحضارتها الزاخرة، وراية الحضارة المصرية التي أدهشت ولا تزال تدهش العالم بأسرارها وعلومها النادرة، وهذا ما تجسد أمامي عمليا خلال زيارتي وشعوري بالفخر ككاتبة عربية لوجود هذا الصرح الثقافي المصري العربيّ المشرف والمشرق لوجه العرب الحضاري في اوروبا.
سعدت جدا بهذه الزيارة التي استقبلتني بها الدكتورة هبه يوسف،رئيسة الأكاديمية وبجولة حول المبنى كاملًا وبحب شديد تعرفت على الدور الثقافي الهام التي تقوم به الأكاديمية في إيطاليا و قد كانت الدكتورة هبه تشرح لي و كأنها تتكلم عن جزء منها عن بيتها عن طفلها العظيم.
وكما تجسد حب الوطن والانتماء له في كلام د. هبة يوسف عن هذا الصرح الثقافي، سرى في داخل كلامها وكأنها تقول ما في قلبي وتعبر عن نفس مشاعري وانتمائي لمصر العزيزة، فحب مصر في قلب كل عربي لا سيما أنني ابنة مصرإنسانيا وثقافيا وروحانيا.
من خلال هذه الزيارة ازددت ثقه برعاية مصر لابنائها المبدعين في كل مكان فالمبنى يستقبل المثقفين والفنانين والفرق الشعبية وغيرها في فعاليات ثقافية ويستضيفهم في مبنى مخصص للضيافة.
وتعد الأكاديمية المصرية بروما جسرا ثقافيا بين مصر والمشرق العربي وأوربا، تتلاقح عبره الثقافات والأفكار ويتحقق من خلاله التواصل الإنساني في أسمى تجلياته.
تلعب الأكاديمية أدوار البطولة الرئيسية في تعزيز التواصل الثقافي الغربي و نظيره المصري والعربي، وتعمل على تعزيز الهوية العربية وترسخ منابتها في تربة الارض الغربية عبر العديد من البرامج الثقافية والمعرفية، لعل أخرها الجهد المشكور للدكتورة هبة يوسف وجهودها في تأصيل اللغة العربية للعرب والمصريين المقيمين بروما.
وبكل قلبي وعقلي وروحي أثمن هذه التي اطلقتها الاكاديمة تحت اشراف د. هبة يوسف ، وهي مباردة "اتكلم عربي" والتي تتضمن دروسا تعريفية عن اللغة العربية تذاع مساء الجمعة أسبوعيا على الموقع الرسمي للأكاديمية.
وفي تقديري، ان تنفيذ هذه المبادرة بناء على توجيهات وزيرة الثقافة المصرية ايناس عبد الدايم لتعليم اللغة العربية، من أهم الادوار التي تؤديها الاكاديمية في وقتنا الحاضر لمواجهة تحديات العولمة وما بعدها، وما افرزته من تهميش للغات والحضارات والأديان اللغة العربية.
فتحية وتعظيم لهذه المبادرة، وتحية لكل جهد يبذل من أجل الحفاظ على الهوية العربية التي تسعى جحافل الظلام الى طمسها.
فهذه المبادرة تمثل احياءا للغة والهوية العربية معا، وتبرز دور مصر الفاعل في تأكيد دور الحضارة العربية المصرية، وانها ستظل نابضة بعلومها ومعارفها وخصوصيتها.
وجاءت مبادرة أتكلم عربي طبقًا لتوجيهات وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم بهدف تعزيز الهوية للجالية المصرية وأيضا العربية بروما.
ولا يغفل أي مثقف عربي عن قدرات مصر بل سبق مصر في توظيف قدراتها الدبلوماسية الناعمة في الاصطفاف حول مصر وينابيع حضارتها وحضارة العربي وجسورها الثقافية المضيئة التي تحملها عبر مشاعل لغتنا العربية الجميلة.
فتحية لوزيرة الثقافة المصرية على هذه الفكرة، وتحية خاصة جدا للدكتورة هبة يوسف على تطبيق هذه المبادرة بحرفية عالية، ولكل الانشطة الثقافية التي تقوم بها الأكاديمية المصرية بروما تحت اشرافها، وأتمنى مزيدا من النجاح والتألق في عملها ودورها الفاعل في نشر الثقافة والابداع لخدمة الانسانية.
لو عدنا قليلا الى التاريخ كما روت لي الدكتورة هبة تاريخ الاكاديمية المصرية في روما .

كانت فكرة إنشاء الأكاديمية عام 1929)، على يد الفنان المصري راغب عياد. الذي كان يدرس الفن آنذاك في إيطاليا،و بعد مراسلات و مباحثات قررت إيطاليا انذاك متمثلة بجلالة الملك استعدادها لمنح مساحة من الأرض لبناء الأكاديمية المصرية، مقابل مساحة أرض تمنح من حكومة صاحب الجلالة ملك مصر انذاك لإقامة معهد لدراسة الحفريات في القاهرة.و في عام ١٩٦٥ انتقل مبنى الأكاديمية بعد انتهاء أعمال البناء في المقر الجديد ، بحدائق فيلا " بورجيزى " وهو من أرقي مناطق المدينة، حيث تم لاحقا تخصيص ميــدان صغـير بالقرب من الأكاديمية بتمثال يحمل اسم أحمد شوقي.
ودعتني الدكتورة هبة سليلة الحضارة الفرعونية بدعوة جميلة لحضور فعالية كبيرة في مبنى الأكاديمية و هي أوبرا عايدة و ذلك بمناسبة مرور ١٥٠ عام على تأسيس أوبرا عايدة المصرية سعدت بالدعوة التي سألبيها بقلب مليء بالفخر و المحبة لمصر العظيمة.