بنت الشاطئ من القاهرة الي المغرب.. جديد د. مصطفي عبد الغني


كتب _مجدي بكري
"بنت الشاطىء من القاهرة الى المغرب" .. هذا عنوان احدث كتاب عن تجديد الخطاب الدينى و(عائشة عبدالرحمن نموذجا) من تأليف د.مصطفى عبد الغنى .والكتاب في مقدمة وخاتمة وبينهما عشرة فصول بدْءا من الاطار النظرى والمنهجى مرورا من التفسير العصري للقرآن الكريم والخطاب الدينى في مواجهة الاسرائيليات والخطاب الدينى في مواجهة البهائية الى التجديد والقضايا الأجتماعية والخطاب الدينى لدى عائشة عبدالرحمن مرورا من المواجهة الفكرية لدى كل من مصطفى محمود وعباس العقاد وقضايا ثورة يوليو والحياة الفكرية حولها من الازهر الشريف الى الجامعات العربية في تسع دول عربية خاصة وانها كانت أول امرأة حاضرت بالازهر الشريف، وكانت من من اول من اشتغلن بالصحافة في مصر - بجريدة الاهرام- وعملت بعدد من الجامعات العربية، في أكثرمن تسع دول عربية. ومن أبرز مؤلفاتها: "التفسير البياني للقرآن الكريم" و"الأسرائيليات في الغزو الفكرى" و"القرآن وقضايا الإنسان"و"قراءة في وثائق البهائية"، و"تراجم سيدات بيت النبوة "، فضلا عن العديد من الكتب والأبحاث، وأيضا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات.
ويؤكد الكتاب أن بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة ونموذجًا للمرأة المسلمة التي حررت نفسها بنفسها بالإسلام، فمن طفلة صغيرة على شاطئ النيل في دمياط إلى أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967 م والخرطوم، والجزائر 1968 م، وبيروت 1972 م، وجامعة الإمارات 1981 م وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983 م.
وتعود اهمية هذا الكتاب الى انه فضلا عما تأكد عبر حياة بنت الشاطىء او بعد رحيلها من السعى للقضاء على "الخطاب" الواعى لها خاصة وانها قدمـت الكثير من جذور الخطر الإسرائيلي المعاصرسواء في مراحل البداية والتحضيراو بعد اعلان اسرائيل بالفعل كدولة ، فقد شغل التحذير- بشكل علمى - من الخطر الإسرائيلي المعاصرسواء في (الاسرائيليات) او (البهائيات) الى غير ذلك مما شغل حيزاً أساسياً علميا وواعيا من خطاب د. عائشة عبد الرحمن ..
وهو ماحاول ان يرصده الكاتب في عدة فصول ؛ خاصة وانها لم تكن كاتبه عادية وانما كاتبة وباحثة ورائدة لايشق لها غبار في ميادينها ؛ والمعروف ان اثرها التنويري امتد من بدايات القرن العشرين, ليصل الي مداه علي المستوي الرأسي داخل مصر والمستوي الافقي من الاقطار العربية الي العوالم المتحضرة, والمهتمة بالفكر العالمي, ناهيك عن الفكر الاسلامي الذي انجزت فيه- بالفعل- مشروعا ثريا لم يكتب عنه او يحاط به بشكل متواضع حتي اليوم..
والمعروف ان بنت الشاطيء هي كاتبة واستاذة جامعية كبيرة كان لها اثارا منشورة لايمكن المرور عليه فضلا عن ذلك الصمت المحدق بآثارها غير المنشورة المؤلف منها او المخطوط دون ان ينال النشر.. خاصة وانها اكدت للمؤلف بانها تضع في مكتبتها العديد من المخطوطات المحققة، كما انها اكدت انها- في السنوات الاخيرة- فرغت الى الانتهاء من كتابات شخصية تقترب من السيرة الفكرية بعد ان طوفت بجسدها وفكرها انحاء العالم كله ، خاصة وانها أكدت للمؤلف ان عدة قضايا في حياتها خاضت بسببها العديد من المعارك الفكرية، فأخذت على عاتقها الدفاع عن الإسلام بشكل مستمر فوقفت ضد التفسير العصري للقرآن الكريم دفاعا عن التراث، كما دعمت تعليم المرأة بمنطق إسلامي...وما الى ذلك من القضايا الحيوية فى القرن العشرين ..
ويرصد الكاتب كيف ان ثمة عناصر اخرى اثرت في وعيها الفكرى خاصة ووعيها الدينى بشكل اخص وهو انها تدرجت في المناصب الأكاديمية داخل مصر وخارجها إلى أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا ؛ فاسهمت في تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ كما مارست النشر وعمرها لم يتجاز الثمانية عشر في مجلة النهضة النسائية، وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998.
اضف الى ذلك ان بنت الشاطىء كانت أول امرأة تحاضر في الأزهر، وتعرض لقضايا مهمة منها قضية الاختلاط والحجاب••• وموقف الأزهريين فيها، وما دار حول هذه القضية من صراع، كذلك اهتمت بنت الشاطئ بكل قضايا الأزهر ولا يجب اغفال اهم القضايا التي ناضلت من أجلها هي قضية الريف والفلاح••• فمنذ نعومة أظفارها كانت وقضية الفلاح قضيتها الأولى، طالبت بحقوقه ودعت إلى إنصافه، وتوفير الحياة الكريمة له، فالاهتمام بالريف، وتوفير الخدمات فيه كانت أيضا من اهم قضاياها المبكرة حيث كتبت المقالات ، وأصدرت كتاباً بعنوان "الريف المصري" •
والمعروف ان الدكتورة عائشة تبنت الى جانب ذلك كله عدة قضايا في حياتها خاضت بسببها العديد من المعارك الفكرية، فأخذت على عاتقها الدفاع عن الإسلام بقلمها فوقفت ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ذوداً عن التراث، كما دعمت تعليم المرأة بمنطق إسلامي...وما الى ذلك من القضايا الحيوية فى القرن العشرين التى رصد لها المؤلف بدأب شديد..