الشاعر محمد أبو العزايم يكتب: كرهت الجناح المهيضا


يبدو أنني مدينٌ باعتذار لكل من يؤمن بي شاعرًا ، ويحترمني إنسانا..بالأمس سألني حبيب أثق في محبته : ماذا كنت تقول لو أن أمل دنقل أو سيد البحراوي _ وهما عندك من هما_ كانا على قيد الحياة ، وسألاك عن معنى انشغالك في التعليق _بإسهاب_ على منشورات تخص كرة القدم في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بمنعطف من أهم منعطفاتها ؟
لقد نزل السؤال علي كالصاعقة ، حتى إنني _والله_ لم أنم دقيقة واحدة في هذه الليلة الصعبة التي أرقني فيها شعورٌ عارمٌ بالخزي والعار ،صحيح أنني لا أعلق كثيرًا على منشورات الكرة. وربما لا أعلق إلا مواجهةً للقبح أو المدافعين عنه ، وكراهيةً للكذب والتدليس وغياب الضمائر ، لكن في أزمنة القضايا الكبرى يجب أن يكون الشاعر مسئولًا ، وألا يشغل وقته وذهنه بغيرها ، حتى وإن لم تَجُد عليه قريحته بإسهام شعري يستحق الظهور .
----
لقد كنتُ أحمرَ حين انقسمنا مهاويسَ حُمرًا / مهاويس بِيضا
متاعيس حُمرًا / متاعيس بِيضا
محابيسَ حُمرًا / محابيس بِيضا
وها أنا أبدو أمامي بغيضا
وقد كنتُ أحمقَ
حين اطمأنَّ _ بلا أيِّ داعٍ -إلى الدَّرب خَطوي
فمُدَّ يديكَ انتشلني من الوحلِ ؛
هأنذا قد عثرتُ ،
وها أستميحُكَ _يا سيدي الشعرَ_ عذرا..أريدُ النهوضا.
وأخشى على الماءِ من أن يغيضا
فأغدو كمن راحَ يأتي نوافلَ
ليست عن الفرضِ تُغْني..وينسى الفروضا
أرُصُّ _ بلا أي شعرٍ - كلامي ،
فأَعْرى أمامي ، لأكسُوَ لغوَ الحديثَ عَروضا
وقد كنتَ أقرضْتني _قبلُ_ عينًا
وأقرضتَ عينِيَ _ كنتَ الوميضا_
فخُنتُ فلسطينَ _ أعلمُ يا سيدي_
خُنتُها، فاستعِدني أُوَفِّكَ فيها القُروضا
وخذني إلى غصنِ زيتونةٍ في فلسطينَ..خذني
وهبني نشيدًا يصدُّ الرَّصاص ،
ويَعني الخلاصَ ،
ويُمضي القصاصَ..
فإني سئِمتُ الغِناءَ الغُثاءَ..وإني كَرِهتُ الجناحَ المَهيضا.