د. نصر حربي يكتب: مصر قلب الجسد الأفريقي


استطاعت مصر مُنذ تولى فخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي المسئولية عام 2014- وبعد سنوات طويلة من الجفاء – تحقيق نجاحات كبيرة في القارة الأفريقية، وذلك من خلال التعاون بين مصر والدول الأفريقية في كافة المجالات سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الصحية وكذلك الأمنية والعسكرية.
وقد أولت القيادة السياسية للدولة المصرية وعلى رأسها السيد الرئيس أهمية كبيرة لأفريقيا حيثُ أكد في كل المحافل والمناسبات على تاريخية واستراتيجية علاقات مصر بالقارة السمراء واعتزازها بانتمائها لها.
وهذا ما أكده حرص السيد الرئيس على المشاركة في قمتي الاتحاد الأفريقي بغينيا الاستوائية وأديس أبابا وكذلك الجولات المتعددة التي قام بها لعدد من الدول الأفريقية.
وبلا شك قد تعاظم دور مصر في أفريقيا مُنذ أن تولت مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في 10 فبراير عام 2019، حيثُ عملت مصر جاهدة على توصيل أصوات الدول الأفريقية من خلال المحافل الدولية التي جمعت مصر بالشركاء الاستراتيجيين، حيثُ حرص السيد الرئيس على المشاركة في كافة المحافل الدولية ممثلاً عن القارة الأفريقية حاملاً على عاتقه هموم وآمال شعوب دول القارة الأفريقية في التمتع بحياة كريمة وآمنة ومستقرة.
ومن ثم فقد أدرك العالم قيمة مصر بالنسبة للقارة الأفريقية حيثُ نجحت مصر بفضل جهود السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي في استعادة دورها الريادي والمحوري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية، وقد ظهر ذلك جلياً في حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على توجيه الدعوة للرئيس السيسي وذلك لحضور القمة الروسية الأفريقية.
وفيما يلي نذكر أهم الجهود التي قامت بها الدولة المصرية في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القارة الأفريقية.
العمل على إنشاء صندوق مخاطر الاستثمار في أفريقيا وذلك لتشجيع المستثمرين المصريين والأجانب بالتوجه نحو الاستثمار في أفريقيا والمشاركة في تنمية القارة الأفريقية، ويهدف هذا الصندوق على زيادة معدلات الاستثمار بالقارة الأفريقية، وتوفير جماعات للمستثمرين بشأن المخاطر السياسية والاقتصادية والتي تُعد أكبر عائق للاستثمار بالدول الأفريقية.
اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية والتي تم التصديق عليها من قبل 22 دولة، وتهدف تقدم الاتفاقية لإزالة الحواجز الجمركية وإلغاء التعريفة الجمركية تدريجياً بين دول القارة الأفريقية، وخلق سوق أفريقية موحدة للسلع.
عملت مصر على دعم جهود الدول الأفريقية لتوليد الطاقة الأفريقية المتجددة، وذلك من خلال المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة والتي أبرمت عام 2015 والتي تهدف إلى توليد ما يقارب 300 ميجا وات من مشروعات الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
اهتم السيد الرئيس في سابقة تاريخية بالشباب الأفريقي وكان الدعم من خلال التدريب والتأهيل وذلك من خلال منتدى شباب العالم 2016، 2017، 2018 وكذلك ملتقى الشباب العربي الأفريقي في أسوان مارس 2019.
مبادرة السيد الرئيس في يوليو 2020 التي تهدف لعلاج مليون أفريقي من فيروس (سي) بعدد 18 دولة أفريقية على أن يتم العلاج بالمجان.
وقامت الدولة المصرية بإرسال عدد كبير من القوافل الطبية إلى بعض الدول الأفريقية منها غينيا الاستوائية وأثيوبيا وجنوب السودان وإريتريا وغانا.
استطاعت الدولة المصرية وبفضل القيادات الحكيمة والرشيدة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي استرجاع وتحقيق الأمن في ليبيا، وذلك بعد أن أكدت وعملت بكل جهد على ضرورة الحل السياسي ووحدة وسيادة ليبيا، بل إن مصر الأن تعمل بجد على إعادة إعمار ليبيا تلك الدول الشقيقة والجارة.
ومن هذا المنطلق ولأن مصر حريصة على إطلاع دول القارة الأفريقية على حقيقة وضع المفاوضات بشأن ملف سد النهضة الأثيوبي ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث (مصر، السودان، أثيوبيا)، وذلك قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ خطوات أحادية من جانب أثيوبيا فإن النجاحات السابقة التي حققتها مصر في أفريقيا واسترجاع دورها المحوري والريادي في القارة سيكون له دور كبير في حلول الأزمة والتوصل إلى أتفاق يراعي مصالح الدول الثلاثة وذلك في خلال الأيام القادمة.
حفظ الله مصر