أيمن سلامة: هل يَعوز الإنقلاب العسكري في النيجر اعتراف فرنسا بسلطته القائمة

النظام الفعلي هو حكومة تمارس سيطرة فعالة على إقليم ما، ولكنها تفتقر إلى الاعتراف الدولي ، ومن بين سلطات الأمر الواقع الفعلية ،الانقلابات العسكرية التي تطيح بشكل عنيف و مفاجئ بحكومة شرعية قائمة ، مثال حالة الغنقلاب العسكري في النيجر .

النظام الفعلي - سلطة الأمر الواقع - هو كيان يمارس سيطرة فعالة على منطقة ما وسكانها، وهذا يعني أن هذا النظام يجب أن يكون قادرًا على الحفاظ على القانون والنظام، وجمع الضرائب، وتوفير الخدمات الأساسية للسكان.

إن السلطات التي تتمتع بها أنظمة الأمر الواقع بموجب القانون الدولي معقدة ومتنازع عليه، يرى البعض أن أنظمة الأمر الواقع لا تتمتع بسلطة قانونية، في حين يرى آخرون أن لديها سلطة قانونية محدودة.

ومن الناحية العملية، فإن الوضع القانوني لأنظمة الأمر الواقع يتحدد في كثير من الأحيان من خلال موقف الدول الأخرى، فإذا اعترفت دول أخرى بنظام الأمر الواقع، فقد يتم منحها بعض السلطة القانونية، ومع ذلك، إذا لم تعترف الدول الأخرى بنظام الأمر الواقع، فقد يتم حرمانها من أي سلطة قانونية.

وفيما يلي بعض العوامل التي يمكن أخذها في الاعتبار عند تحديد الوضع القانوني لنظام الأمر الواقع بموجب القانون الدولي:

* مدى ممارسة النظام الفعلي لسيطرة فعالة على الإقليم المعني.

* درجة الاعتراف الدولي الذي حظي به نظام الأمر الواقع.

* شرعية الوسائل التي وصل بها نظام الأمر الواقع إلى السلطة.

* سجل حقوق الإنسان في نظام الأمر الواقع.

إن الاعتراف هو عمل سياسي يعود في النهاية إلى كل دولة على حدة، ومع ذلك، فإن عدم الاعتراف لا يعني أن نظام الأمر الواقع ليس له شخصية قانونية بموجب القانون الدولي.

يلتزم النظام الفعلي بالقانون الدولي ، ويشمل ذلك قانون حقوق الإنسان، وقانون الحرب، وقانون المعاهدات. ومع ذلك، فإن مدى التزام نظام الأمر الواقع بالقانون الدولي قد يكون محدودًا بسبب عدم الاعتراف به.

أيضا قد يتمتع النظام الفعلي بالقدرة على الدخول في علاقات دبلوماسية مع دول أخرى، ومع ذلك، فإن هذا الأمر متروك في النهاية لتقدير الدول الأخرى .

أثناء الحرب الأهلية الأمريكية:1861-1865 كانت الولايات الكونفدرالية الأمريكية بمثابة نظام أمر واقع كان يسيطر على جزء كبير من جنوب الولايات المتحدة، ومع ذلك، لم تعترف بها معظم الدول الأجنبية، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا ، فلم تستوف الولايات الكونفدرالية المعايير التقليدية للدولة، مثل وجود عدد سكان دائم وإقليم محدد.

أيضا أثناء الحرب الأهلية الإسبانية:1936-1939كانت الحرب الأهلية الإسبانية مثالاً آخر على نظام الأمر الواقع الذي لم تعترف به معظم الدول الأجنبية تم الاعتراف بالحكومة الجمهورية، التي كان يدعمها الاتحاد السوفييتي، من قبل الاتحاد السوفييتي والمكسيك وعدد قليل من الدول الأخرى، وفي المقابل تم الاعتراف بالحكومة القومية، التي كانت مدعومة من ألمانيا وإيطاليا، من قبل بعض الدول الأخرى.

جمهورية ألمانيا الديمقراطية: كانت جمهورية ألمانيا الديمقراطية نظامًا فعليًا كان موجودًا في ألمانيا الشرقية من عام 1949 إلى عام 1990، ولم تعترف به الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، ومعظم الدول الغربية ، حيث واصلت هذه الدول الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية (FRG) باعتبارها الحكومة الشرعية لألمانيا.

فيما يلي بعض الأمثلة على الأنظمة الفعلية في التاريخ الحديث:

* نظام طالبان في أفغانستان (1996-2001)

* المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا (2011-2014)

* جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتيا وجمهورية ولوهانسك الشعبية في أوكرانيا (2014 إلى الوقت الحاضر)

* المجلس العسكري في ميانمار (2021 إلى الوقت الحاضر)

هذه مجرد أمثلة قليلة لأنظمة الأمر الواقع التي تم حرمانها من الاعتراف الدبلوماسي من قبل دول أخرى، وقرار الاعتراف أو عدم الاعتراف بنظام الأمر الواقع هو قرار معقد يعتمد على عدد من العوامل، مثل استقرار النظام، ومكانته الدولية، ومصالح الدولة المعترفة.

في بعض الحالات، قد يتم منح النظام الفعلي اعترافًا دبلوماسيًا من قبل دول أخرى. ويتم ذلك غالبًا عندما يُنظر إلى النظام على أنه الخيار الوحيد القابل للتطبيق لحكم الدولة، أو عندما يكون للدولة المعترفة مصلحة استراتيجية في القيام بذلك ، فعلى سبيل المثال، اعترفت الولايات المتحدة بالحكومة القومية في الصين في عام 1949، على الرغم من أنها لم تكن تسيطر على الصين بأكملها، حيث رأت الولايات المتحدة أن الحكومة القومية هي أفضل وسيلة لمواجهة انتشار الشيوعية في آسيا.

وفي نهاية المطاف، فإن قرار الاعتراف بالنظام الفعلي من عدمه هو قرار سياسي تتخذه كل دولة على حدة، ولا يوجد قانون دولي يلزم الدول بالاعتراف بأنظمة الأمر الواقع.