الذكاء الاصطناعي وتطور صناعة الألعاب الإلكترونية

أصبحت التكنولوجيا حجر أساس لا يُستغنى عنه في العصر الراهن نظراً لاعتماد جميع المجالات عليها، بل واستحداث مجالات جديدة من خلالها فقط. دخلت التكنولوجيا في صناعات ومجالات لم تكن موجودة من قبل بهذه القوة والكثرة مثل صناعة الترفيه. لا تقتصر صناعة الترفيه في الوقت الراهن على السينمات والأفلام والألعاب الإلكترونية فقط، بل أصبح هُناك منصات عالية الحداثة تُقدم فقط وسائل ترفيه مُختلفة من ألعاب إلكترونية، ألعاب ذكاء وألعاب مباشرة على نحو يتماشى ويُحاكي الواقع الفعلي، ليس الواقع التي نراه بأعيننا فقط، بل أيضاً الواقع الذي طالما حلمنا بأن يكون. نناقش في هذا المقال تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الترفيه بشكل عام والألعاب الإلكترونية بشكل خاص.

نبذة مختصرة عن الذكاء الاصطناعي

غالباً ما يختلط الأمر على بعض الأشخاص فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي حيث يعتبروه شكل من أشكال الإنترنت الحديث، ولكن هذا الاعتقاد الشائع هو اعتقاد خطأ تماماً. يُعتبر الذكاء الاصطناعي مصطلح شامل يُعبر عن تأدية الآلة للمهام والواجبات والأمور المختلفة بسرعة شديدة ودقة غير مسبوقة ومستوى خالِ تماماً من الأخطاء وبدون أي تدخل بشري في أداء هذه المهام. يُمكن أن يتم تشبيه الذكاء الاصطناعي بالإنسان الخارق الذي يستطيع التفكير والتنفيذ والتخطيط بناء على مجموعة من المعايير والمدخلات التي يتم تطويرها وإدراجها بناء على المجال الذي يعمل فيه الذكاء الاصطناعي. يُركز العالم حالياً على تطويع الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تأخذ وقت كبير يدوياً وتُنتَج بنسبة كبيرة من الأخطاء وتحتاج إلى قدر كبير من الحداثة التكنولوجية العالية مثل الخوارزميات الرياضية والتواصل مع العملاء وتحليل البيانات وحل المشكلات وإدارة المخاطر وصناعة الترفيه.

دور الذكاء الاصطناعي في الألعاب الإلكترونية

أصبح الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من أي لعبة فيديو منذ السبعينات إلى وقتنا الراهن. حيث دخل الذكاء الاصطناعي في البداية رويداً رويداً في مختلف ألعاب الفيديو المشهورة والتي مع الوقت أصبحت تتسم بتعقيدات كبيرة في الحركة والألوان والقصة والأدوات التي يستخدمها اللاعبون. سمح الذكاء الاصطناعي للاعبين بتكوين وخلق واختيار شخصيات افتراضية مُختلفة عبر الإنترنت مما استطاع جذب العديد من شرائح اللاعبين المختلفة على مر السنوات. نتيجة انتشار الهواتف الذكية التي أصبح الذكاء فيها غير مسبوق، تهافت اللاعبين على الألعاب الإلكترونية والمنصات التي تُقدم مثل هذا النوع من الألعاب كما لم يحدث من قبل. ولأن فيروس الكورونا كان له نصيب الأسد في التأثير على الحالة النفسية والاقتصادية للأشخاص والبلاد، تم استحداث وسائل متنوعة من الذكاء الاصطناعي للدخول بشدة وبقوة في عالم الألعاب الإلكترونية وليس فقط ألعاب الفيديو الكلاسيكية. وصل الذكاء الاصطناعي للدخول إلى العاب لربح المال الحقيقي مثل العاب الكازينو والعاب الحظ بشكل عام حيث تعتمد هذه الألعاب بشكل كبير على تحديد خوارزميات دقيقة وتحليل بيانات لحظي وتوفير منصة تفاعل لحظية مباشرة ومحاكيه للواقع كما استطاع الذكاء الاصطناعي أن يضمن شفافية ونزاهة ومصداقية غير مسبوقين.

حدود الذكاء الاصطناعي في العصر الراهن

يقدم الذكاء الاصطناعي الكثير من المميزات لاسيما في مجال الترفيه والإعلام والألعاب الإلكترونية، لاسيما مع وجود بعض من الخواص مثل CHATGPT وغيرها من المميزات التي لاقت إقبال كبير في الفترة الأخيرة. ولكن على الرغم من المميزات الرهيبة التي يتم تقديمها من الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا زال في المهد فيما يختص بالمهام الإبداعية والأفكار الخلاقة. يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في تكوين وخلق أفكار جديدة أو مبتكرة، لاسيما في مجال كتابة السيناريوهات والأفلام وحبكة القصص. وبالمثل، يواجه مجال الترفيه بعض من حدود الذكاء الاصطناعي حيث لا يستطيع الذكاء الاصطناعي خلق قصة لعبة جديدة إذا لم يتم إدخال معايير وبيانات ومعلومات من عنصر بشري تساعد على خلق هذه القصة. تكمن طريقة عمل الذكاء الاصطناعي في الطور الحالي في تحليل البيانات المُدخلة واستنتاج كافة النتائج المُمكنة والأفضل على الإطلاق. ولكن فيما يتعلق بخلق شيء من العدم مثل فكرة من لا شيء أو إبداع شيء لا يوجد مثيل له، فإن هذا الأمر هو إحدى أكبر وأهم التحديات الذي يوجهها الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن. لذلك، إن الاعتماد الكُلي على الذكاء الاصطناعي في وضعه الحالي يُعتبر غير كافِ لخلق بيئة تنافسية ترفيهية مُبتكرة. لازال العنصر البشري يمتلك دور هام وفعال في تعزيز وإطلاق إمكانيات ومهارات ومميزات الذكاء الاصطناعي ولذلك يجب أن تتكاتف الجبهتين من أجل مستقبل أفضل.

النقاط المشرقة في استخدام الذكاء الاصطناعي

على الرغم من حداثة الأمر وعدم توفر الإمكانيات الكافية في الشرق الأوسط على وجه الخصوص، إلا أنه تسعى الشركات والمؤسسات بشكل كبير ومتزايد على الاستعانة بالذكاء الاصطناعي واستخدامه وتطويعه في شتى المجالات وذلك لما يوفره الذكاء الاصطناعي في نقاط مشرقة، فيما يلي بعض هذه النقاط المميزة للذكاء الاصطناعي عن غيره:

· إمكانية عالية الأداء للحوسبة

يوفر الذكاء الاصطناعي فرصة عالية المستوى للحوسبة في مجال الأعمال حيث مكن الشركات من التميز في هذا المجال بسرعة شديدة وبأسعار معقولة على نحو كبير. حيث كان هذا المجال يحتاج إلى تكاليف باهظة وفريق متخصص من المطورين، أما مع الذكاء الاصطناعي، فإن هذا المجال أصبح في متناول الشركات والمؤسسات.

· توفر كميات كبيرة من البيانات

يعتمد الذكاء الاصطناعي على البيانات والمدخلات والمعايير حتى يتمكن من التنبؤ والتقييم واستخراج نتائج دقيقة قدر الإمكان وهو ما ساعد مؤسسات ومنصات الترفيه والألعاب الإلكترونية. حيث يوفر الإنترنت بشكل عام قدر غير مسبوق من البيانات والمعلومات التي تؤدي إلى تحسين فرص المقامرة والمراهنات وتعزيز النزاهة والشفافية وتمكين اللاعبين من التحكم في أدوات الكازينوهات والتمتع بفرص غير مسبوقة من المتعة والربح.

أخيراً وليس آخراً، يُقدم الذكاء الاصطناعي ميزة تنافسية لمختلف المستخدمين سواء أشخاص أو شركات أو منصات. حيث يعزز من المزايا التنافسية ويخلق فرص جديدة للتعلم والدقة والمتعة والربح والاحترافية والحداثة التي يحتاجها مختلف المجالات. لذلك، يُمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي هو المُحرك والوسيلة والغاية والسبيل لمستقبل مشرق في مجالات الترفيه بشكل عام.