السبت 23 أغسطس 2025 11:31 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

الفنون

الأنثى والجمال والصدمة

سيكولوجية الجمال وسسيولوجية الأنثى ((صراع احتضنه ضي))

الفنانة التشكيلية سارة نصار
الفنانة التشكيلية سارة نصار

في البداية من ضلع أدم هي أنثي الجمال ولغة العشق ودرة الفن بينما صراعها يأتي من قلب المجتمع فهو ينظر للمرأة يعبر بها عن سطوته وامتلاكه لهذا الجمال.

قد تجد الفنان يتألق باعتناق طيات الالوان لطبقات من النعيم الأنثوي حيث ضمت قاعة ضي بالزمالك تجليات الجمال الأنثوي، من بين زخات الشتاء الجميل، ودفيء معاني الأنوثة لعقول الحاضرين وأرواحهم.

ولربما هذه المرة احتاجت الأنثى الي صدمة المجتمع بجمالها الفتاك لمرة اخري، لتقدم صرخة لعتق الجمال والرأفة والرفق بهشاشته، فقد أزال الفنانين في هذه التظاهرة الستار عن روح وجسد المرأة ثم إعادة التعريف والتصريح بما ألم بها من تكاثف الأحكام والقوالب.

هنا السؤال يطرح نفسه، هل كان المجتمع بحاجة إلى هذه الصدمة؟

أترك الإجابة للمتلقي بعد إدراك الرسائل الجلية والخفية داخل هذه التجربة المتحررة من القيود.

قد اعتمد بعض الفنانين في هذه الملحمة الاستلهام من الطابع الغربي في تجسيد المرأة بجرأة كما صرخت أعمال رضا عبد السلام باستهلاك الأنثى في الغرب تحت مسمي الحرية، منكرا بذلك الهوية الشرقية المصرية ومفرداتها في محاولة لاستجلاب روح الحرية التي تتمتع بها المرأة الغربية

فكان هناك اعتماد علي المدرسة الغربية بألوانها الباردة واضوائها الخافتة وظهر ذلك في أعمال إيناس الصديق.

وبينما لم يستخدم البعض سوي معيار الحزن وانتقائه بدقة للتعبير عن الهوية المصرية للأنثى في أعمال زينب نور وأمنية سالم ولغة الحوار والشكوى بين الأنسي والطيور في أعمال مرفت شاذلي.

أخص بالذكر هنا، حوار دافئ مع قارئ جيد لتاريخ الفن المصري حيث استوقفته بعض الرموز في اللوحات، لاستدعاء رائعة العملاق حامد ندا، لوحة(الفجر) ومنها مقارنة بين بعض الرموز المعروضة في اعمال الفنانين ورمزية حامد ندا المتيمة بالشعبية الدرامية والتي تجلت في القط المتلصص والديك الحامي اعلي جسد الفتاه وبين (الزير) والتعبير عن الوفرة والارتواء من تجليات الجمال الانثوي.

شعبية صلاح العناني التي تمتد بانسيابية تعبيرية ناعمه من خلال الاشكال والشخوص تجمع ما بين السريالية في عالم الاحلام ودفئ الهوية اللونية في الفن المصري الشعبي وتوحيد المشهد في محاوله تمثيل المنظور المتعدد في المشهد الواحد ليجمع بذلك أيضا التسطيح المعهود للفن الشعبي.

عن الهوية المصرية في تجليات جرجس لطفي فقد فاضت بالدمج بين طابع الواقعية في وجوة الفيوم وبين رموز الحضارة المصرية في تعددية رائعة تخاطب الجماهير المصرية باختلاف منابعهم وأصولهم في حاله من السطوع والنصوع الابيض للتعبير عن الوحدة والقوه والاندماج داخل طبقات المجتمع المصري.

في حين روت فيروز سمير لوحاتها بطابع شرقي ممتاز من الزخارف التي تحيط وتغلف الأنثى بالدفء والحنان ولا تترك عالمها باردا بالأفكار بل عالم لا متناهي من الاتصال بالواقع.

بينما جنحت ايمان اسامه الي الشرقية الفارسية التي ترتكز على العنصر الإنساني كوحده زخرفية لا تتجزأ عن الأرضية معتمدة على شحوب اللون كلغة تعبيرية لتلقي الضوء عن معاناة الأنثى وجمال تقبلها للواقع فبينما هي الحياة وقلبها نابض بالحياة يخيم الفقد والفناء على بشرتها الرقيقة بذلك اللون الاخضر البارد.

وبالحديث عن الألم فقد استشعر عماد عبد الوهاب هذه الطبيعة الأنثوية من أوجاع الأمومة وارتباطها بالحياة والانجاب والاستمرار في جولة رائعة عن حياة الأنثى الخاصة وارتباطها العاطفي بالحياة التي تنتجها بكل الحب وبمنتهي الألم في حين قدمت راندا فخري ملحمة ما بين الواقع الممتلئ بالقيود والحدود واللاواقع الغير منظور فقد طمست أعين شخوصها بينما هم يملؤون جسد اللوحة كاملا وكأن أحلامهم هي ما يسمح لهم بالاستمرار..

ومن اللافت ايضا اتباع بعض الفنانين التسطيح الواضح والاختزال في الخلفيات والبعد عن المنظور المتعدد لأبعاد الزمان والمكان ليكون بذلك شديد التركيز على الاحداث السيكولوجية الداخلية للتعبير عن مشاعر الأنثى كما هو في أعمال عبير السيد ذات الطابع الزخرفي.

وانا بدوري أناقش صراع بين، هل سيعتنق المجتمع الملذات ام يري ما بعد الألم وتمسك الأنثى بحب الحياة. تناول الفنانون هنا تجليات الأنثى في حبها وشغفها والجمع بين مرح الأنثى والمخاوف والصمود كما ورد في أعمال كارل حمصي، ليتركوا هنا الضوء يعبث على أسطح جسدها الأملس ليعكس برودة وقسوة نظرات المجتمع.

ومن ثم يلقي اللون الضوء على قضايا المرأة الداخلية فانتقلت صراعاتها على الوجوه في الأعمال المعروضة، حيث تصف عيون الكيانات المرسومة للحياة تارة والحنين تارة والوحدة بجانب الرغبة في أعمال هند الفلافلي.

استطاع هذا الاحتفال الكبير الذي يضم الكثير من الفنانين الشغوفين بأن يعطوا قضايا المرأة الأدلة والبراهين لتكون شاهدة على دعوات عامة بالرفق وتأمين السماء لتتألق نجمة الحب في أدوارها البطولية في لغة التجريد عند بيريت بطرس غالي.

واخيرا في رأي الشخصي كمتذوق استطاعت بطلات الأعمال الفنية إيصال رسائلهن عبر خيال وفرشاة ارسلها من الفنانين حاملي القضية من خلال الحزن المخيم على حركة أجسادهن المستسلمة والممزوجة بالألم الذي يعلوا نظراتهن التي لطخها الحلم بالرغبة في استمرار الحياة.

0cba191007a4.jpg
2455145be0a4.jpg
25ef4c323010.jpg
42c92b649c2f.jpg
4732b6c0dd92.jpg
4eb5a0e5d68c.jpg
56912553f553.jpg
677d6504e113.jpg
7ae00bd190cf.jpg
8f6edd7f769b.jpg
9a9af943ca19.jpg
a016882f72cb.jpg
ab2f106bf6c8.jpg
bcdcce055b24.jpg
beea0fb12722.jpg
c0dcea41d349.jpg
cb4d845c6bf2.jpg
d1404f78c47f.jpg
d561acfea1f5.jpg
f99afb43fd53.jpg
فن/تشكيلي