الدكتور أيمن سلامة : هل تتنازل أوكرانيا عن أجزاء من اقليمها لروسيا ؟


يُقصد بالتنازل نقل السيادة على إقليم بعينه من دولة الي أخري نتيجة اتفاق دولي يبرم بينهما بمقتضاه تتخلي الدولة الأولي عن سيادتها علي الإقليم موضوع التنازل لتكتسبه الدولة الثانية.
التنازل كسبب من الأسباب الناقلة للسيادة على الإقليم هو تصرف دولي اتفاقي محله سيادة احدي الدول الأطراف علي جزء بعينه من اقليمها، ومن ثم فالمتفق عليه أن التنازل ينبغي أن يفرغ في صورة معاهدة مستجمعه لكافة شروطها الصحيحة الشكلية و الموضوعية طرفاها (المتنازل و المتنازل له) من الدول.
فالتنازل لا يتم إلا بعقد أي صك دولي تُخرج الدولة بعض اقليمها أو كله من سيادتها ليدخل في سيادة الدولة المتنازل لها.
ويبرم الصك الدولي نتيجة مفاوضات ودية تدخل فيها الدولتان المتنازلة والمتنازل لها، أو نتيجة مفاوضات بين دولتين متحاربتين في معاهدة يقرر فيها تنازل إحدى الدولتين المتحاربتين عن جزء من اقليمها والحالة الأوكرانية تعد المثال الصارخ في هذا الصدد حيث تريد روسيا الفيدرالية أن تتنازل أوكرانيا عن أجزاء من إقليمها وتضمها إما لروسيا أو لكيانات انفصالية اعترفت بها روسيا سالفا.
يحدث التنازل الإجباري عن أقاليم الدول عقب حرب تخسرها احدي الدولتين المتحاربتين فتُرغَم عند عقد الصلح علي أن تتنازل عن بعض أجزاء من اقليمها الي الدولة التي انتصرت عليها ومن الأمثلة التاريخية للتنازل الاجباري تنازل فرنسا لألمانيا عن إقليم الالزاس و اللورين عام 1871، ثم تنازل ألمانيا لفرنسا عنه بمقتضي معاهدة فرساي في عام 1919، و تنازل النمسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الاولي عن الأقاليم التي قامت عليها تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وبولندا .