السبت 23 أغسطس 2025 02:48 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

د. سهام نصار تكتب: هل تعمل هيئة المجتمعات العمرانية ضد توجهات الرئيس؟

د. سهام نصار
د. سهام نصار

لا أعرف هل كانت تسمية جامعة النيل على اسم شريان حياة مصر نعمة أم نقمة؟؟ دعانى الى هذا التفكير مايحدث لجامعة النيل منذ عام 2011 ومايحدث حاليا لنيلنا العظيم.

كان د.ابراهيم بدران- رحمه الله- صاحب فكرة انشاء جامعة تكنولوجية بحثية على غرار جامعة MIT الأمريكية، لاحداث نقلة علمية وتكنولوجية فى مصرـ وطاف بمشروعه على وزارت مصر، فتبنته وزارة الاتصالات التى أدركت أهميته، وتم الشروع فى البناء، وتم جلب أساتذة مصريين يعملون فى جامعات غربية مرموقة، وبدأت الدراسة قبل اكتمال البناء من مقر الجامعة المؤقت بالقرية الذكية، واستطاعت الجامعة تخريج باحثين قبلتهم الجامعات الأمريكية والأوربية بمنح مجانية، ودون اجراء معادلات، بل انها أجرت أبحاثا مولتها شركات أجنبية مثل شركة جنرال موتورز وغيرها، وما أن اكتمل البناء وانتقلت اليه الجامعة فى أواخر عام 2010 حتى تقدمت الى وزارة التعليم العالى لتحويلها الى جامعة أهلية.

بدأت متاعب جامعة النيل مع قيام ثورة 25 يناير، فقد وضع أحمد زويل عينيه على مبانى جامعة النيل وقام بالاستيلاء عليها لانشاء مشروعه الخاص، وللأسف وجد من ساعده من أعضاء الحكومة المصرية وعلى رأسهم الفريق أحمد شفيق، ثم د.عصام شرف رئيسا الوزراء بعد الثورة اللذان قاما بطرد طلاب جامعة النيل وأساتذتها خارج مبانى الجامعة وسلماها لزويل دون وازع من أخلاق أو قانون..ثم جاءت حكومة الاخوان التى أصدرت قانونا لمدينة زويل.. ومع ذلك لم يستسلم طلاب جامعة النيل وأولياء أمورهم ولم يتخلوا عن الجامعة التى آمنوا بها أكثر من حكوماتهم المتعاقبة، ورفعوا القضايا أمام المحكمة الادارية العليا، ومما يؤسف له أن رؤساء الحكومات المصرية ووزراء التعليم العالى فى تلك الفترة لم يلتزموا الحياد، بل انهم انضموا للقضية الى جانب زويل وضد جامعة النيل. ولكن قضاء مصر الادارى العادل الشامخ أنصف طلاب جامعة النيل مرتين بحكم ابتدائى وآخر نهائى.. ومع ذلك رفض زويل تنفيذ الحكم الى أن وصل الأمر للرئيس عدلى منصور الذى قام بتطبيق القانون بأن أعطى لزويل أرضا يقيم عليها مشروعه، مقابل أن يترك لجامعة النيل مبانيها..

ظننا أن العدل ساد المدينة بعد ثورة 30 يونيو وأن الجامعة ستحظى بالرعاية فى عهد الرئيس السيسى بعد أن لاحظنا اهتمامه بانشاء جامعات متميزة فى العاصمة الادارية ذات شراكة مع جامعات أجنبية، ولكن غالبا لاتأتى الرياح بما تشتهى السفن فقد علمت مؤخرا أن الحكومة أطلقت هيئة المجتمعات العمرانية على جامعة النيل لتستولى على أكثر من نصف أراضيها المخصصة للتوسعات المستقبلية التى ارتفع ثمنها الآن بفضل وجود جامعة النيل، لبيعها لمستثمرين، رغم وجود أراضى فضاء شاسعة غير مستغلة على الجانب الآخر بعد مبانى جامعة القاهرة، مما جعلنى أتساءل هل مازال زويل حيا ومستمرا فى حربه ضد جامعة النيل.

والأدهى من ذلك ماعلمته من أحد الزملاء أن جامعة النيل جاءت بشريك أجنبى تنفيذا لتوجهات الرئيس السيسى ولكن الوزارة رفضت وطلبت من هذا الشريك انشاء جامعة فى العاصمة الادارية فرفض وغادر..فلا استفادت منه جامعة النيل ولا العاصمة الادارية..

اننا لانجد من نلجأ اليه سوى الرئيس السيسى ليعيد الأمور الى نصابها فليس من المعقول أن نقضى على أول جامعة بحثية أهلية فى مصر خريحوها يعملون فى شركات التكنولوجيا بالخارج ويدرسون فى أرقى الجامعات الأمريكية والأوربية، وحققوا سمعة عالية للتعليم الجامعى فى مصر..ان منطق التاجر الذى تسير عليه هيئة المجتمعات العمرانية والحكومة الحالية التى حاصرت جامعة النيل بعدد ضخم من الكافيهات والمطاعم يضرب التعليم العالى والبحث العلمى فى مقتل ويسئ الى سمعة الدولة.

سهام نصار