المواطن أحمد قنديل يكتب : سَخَطَ نيابي ”جاءت الرياح بما لم تشتهي السفن ”
النهار نيوزالنهار نيوز
جاءت الرياح بما لم اتشتهي السفن ؟ هذه المقولة هي بيت شعر للشاعر المتنبي تعبّر عن أنَّ الظروف قد تعاكس رغبات الإنسان ، ولا يتحقق كل ما يتمناه. انتشرت هذه المقولة وأصبحت مثلا شائعًا يُستخدم للدلالة على أن الأمور لا تسير دائمًا وفقًا لما يخطط له المرء، بل قد تحدث ظروف خارجة عن إرادته تحول بينه وبين طموحاته .
هكذا لابد وأن يعي كل ذي قصد أنه قد يتعثر أو يحول بينه وبين هدفه شيئ غير متوقع ، وسرعان ما يأتي الأمر على عكس رغبته تماما.
منذ أيام طالعنا صفحات بعض السادة النواب والسادة المرشحين ومن كانوا يأملون في تواجدهم وسط الاسماء التي اختيرت لتمثل الأحزاب ، وقد بدى علي تلك الصفحات سخط شديد وعدم رضا عن بعض ما تم تداوله من أسماء رشحتها الأحزاب المؤثرة في الحياة النيابية والتي أظهرت هشاشه البعض ، وكشفت أن المعيار الحقيقى فى إختيار الأحزاب لممثليها يكن من داخل غرف الأحزاب السياسية واللجان التنفيذية.
أعتقد البعض أن انتمائهم إلي بعض الأحزاب أصبح بالنسبة لهم بمثابة طوق نجاة يعبرون به إلى المجالس النيابة دون إرادة الشعب ما جعل البعض يدير وجهه ويصم أذنيه عن نداءات وقضايا الشعب التي تمس حياته اليوميه !
ويجوز أن هذا هو ما دفع الأحزاب إلى ضخ دماء جديدة لدى بعضهم والبعض الأخر تمسك بنوابه القدامى الذين استطاعوا أن يحافظوا على الشعرة التي تصل الحزب بعامة الشعب ، وهي التواجد بينهم وتلبية مطالبهم العامة والتحدث بما تكن صدورهم .
فجاءت الرياح بما لم تشتهي السفن ، فلقد رائينا أحدهم يندب حظه والاخر يلوم على حزبه واخر حدثت له صدمة لعدم اختياره ضمن من تم اختيارهم ، معتقدين في أنفسهم أن من يختاره الحزب قد فاز فوزا . عظيما!
لكن لا يخشي البرد إلا من هو بدون غطاء ، فشتان بين هذا وذاك بين"نائبا عَمِلَ ، واخر عَمَل" قال تعالى : "فمن عمل صالحًا فلنفسه" وقال تعالى أيضا. "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"صدق الله العظيم .
من وجهة نظري أن الأحزاب استشعرت عزوف أغلب المواطنين عن العملية الإنتخابية والذي جاء بسبب تقصير بعض النواب في أداء أقل القليل تجاههم دوائرهم ، على الأقل حضور المناسبات العامة ، والتحدث معهم فى أحوالهم وحثهم على الصبر والجلد حتى نعبر بمصرنا إلى بر الأمان ، مما جعل البعض يفقد ثقته في بعض الأحزاب ، وهذا قد يؤثر على القاعدة الشعبية لهم .
فلا قديم يذكر ولا جديد يعاد هو هو نفس الأسلوب التكرارى الذي إعتاد عليه الجميع وتعود تكراره فبعض المرشحين قبل الإنتخابات أخاك الذي لم تلده أمك ، وعندما يصير هو هو بعينه نائبا يقول لك عند أول مسائلة: " هذا فراق بين وبينك" !
قالها سيدنا الخضر لنبي الله تعالى موسى ، لكن بعد سؤاله عن ثلاث غيبيات يعلمها الله تعالى ، وأمر عبده الصالح بفعلها ، ففعلها ، حيث بدت له فى ظاهرها أنها شيئ غريب ، ينكره العقل البشرى.
ويجب على جميع الأحزاب إنتقاء كوادر لها ظهير شعبي وحب حقيقي بين المواطنين لا شعارات ولقطات فوتوغرافية فالتواجد الميداني هو أساس العمل العام .
وانت أيها النائب قيمة المرء في ذاته ليست بالكرسي ، قيمته الحقيقية هى حب الناس بعد مغادرة الكرسي ،وليس حين الوجود فوقه . فكن ممن يصنعون السعادة على وجوه البائسين ولا تكن ممن يقولون للجنيه اياك نعبد وإياك نستعين ، وجمع ولا تفرق ولا تستغل منصبك لانه سوف يصنع لك شيء واحد من شيئين إما إلى تاريخ مشرف و إما إلى مزبلة التاريخ.
واعلم تماما ان المناصب لا تصنع الرجال .. بل الرجال هي من تصنع المناصب. لذلك لابد وأن ينتبه المرشحون الجدد القادمون على الترشح أن تواجدهم الخدمي والرقابي والتشريعي ، مثلث ذا ثلاثة أضلاع أذا غاب منه ضلع سقط سائر الأضلع .
بسم الله الرحمن الرحيم "لمثل هذا فليعمل العاملون" صدق الله العظيم