???? الشعب هو من يصنع الفارق

في كل زمانٍ ومكان، يظلّ صوت الشعب هو الكلمة الفصل، واليد التي تغيّر الموازين، مهما تعالت الأصوات الزائفة، ومهما أغرت الأموال السياسية النفوس الضعيفة أو ضغطت القوى المصلحية بأثقالها. فالتاريخ لا يكتب بأيدي أصحاب المال، بل بأقلام الوعي، وإرادة الجماهير التي تؤمن أن الوطن لا يُباع ولا يُشترى.

اليوم، ونحن على أعتاب استحقاقٍ نيابي جديد، تكثر الوعود وتتناثر الشعارات، وتُبذر الأموال في محاولة لتوجيه البوصلة، لكنّ الشعب الواعي هو من يدرك أن صوته أمانة، وأنه وحده القادر على صناعة الفارق الحقيقي. فالصناديق لا تُحسم بالأوراق، بل بالضمائر الحيّة التي لا تنحني إلا للحق، ولا تبايع إلا من يصدق القول والفعل.

لقد أثبتت التجارب أن الشارع حين يتحرك بوعي، تسقط كل الأقنعة، وتُهزم كل محاولات شراء الإرادة. فالقوة ليست في المال، بل في الوعي، والكرسي لا يُمنح، بل يُستحق بثقة الناس وأمانة الموقف.

ولذلك، يبقى الرهان الأكبر على المواطن البسيط، الذي يعرف من يخدمه ومن يستغله، من يعمل لأجله ومن يتاجر باسمه. فلتكن رسالتنا جميعًا أن الوطن لا ينهض إلا حين ينهض الشعب، ولا يتغير الحال إلا حين يرفض الناس الصمت ويختارون من يحمل آمالهم بصدقٍ وشرف.

إن الرهان على وعي الشعب هو الرهان الرابح دائمًا، لأن الشعوب التي تعرف طريقها، لا يمكن أن تُضللها الأضواء الزائفة، ولا يشتريها الذهب مهما لمع بريقه.