مونديال الأندية بين طموح الفيفا ومعارضة أوروبا


يبدو أن بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد لم تُرضِ طموحات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بعدما افتقدت النسخة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية صيف 2025 لعدد من كبار القارة الأوروبية، وعلى رأسهم برشلونة الإسباني وليفربول الإنجليزي ونابولي الإيطالي.
زيادة المقاعد لكل دولة
كشف الفيفا أنه يخطط لمنح كل دولة 3 مقاعد، بدلاً من مقعدين فقط، لضمان تواجد الأندية الكبرى بانتظام، ولتفادي سيناريو غياب علامات بارزة في عالم اللعبة عن البطولة. هذا التوجه قد يرفع عدد المشاركين من 32 إلى 48 فريقاً بحلول نسخة 2029، وهو أمر يحظى بدعم داخل أروقة الفيفا، لكنه يثير في المقابل معارضة قوية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
صراع جديد بين الفيفا واليويفا
اليويفا يرى أن زيادة عدد الفرق سيضر بجودة البطولة، وسيزيد من إرهاق الأندية الأوروبية التي تعاني أصلاً من جدول مزدحم بالمباريات. أما الفيفا فيعتقد أن توسعة المشاركة ستمنح البطولة زخماً تجارياً وجماهيرياً أكبر، وتجعلها أكثر جاذبية للرعاة وللجمهور العالمي.
مفاوضات مستمرة
بين الفيفا واليويفا مفاوضات مستمرة متجددة مع رابطة الأندية الأوروبية لمناقشة مستقبل المسابقة، مشدداً على أن الهدف هو "إيجاد التوازن بين المنافسة الرياضية والقيمة التسويقية".
بطولة بين الطموح والجدل
النسخة الأولى من المونديال الجديد بمشاركة 32 فريقاً لاقت اهتماماً إعلامياً وجماهيرياً، لكنها واجهت انتقادات بسبب غياب أندية اعتبرها كثيرون "ضرورية" لنجاح أي بطولة عالمية. ومن هنا، جاء التفكير داخل الفيفا بضرورة تعديل النظام قبل نسخة 2029.
وبينما يطمح جياني إنفانتينو وفريقه لتوسيع رقعة البطولة وجعلها النسخة الأندية الموازية لكأس العالم للمنتخبات، يقف اليويفا في مواجهة المشروع حرصاً على حماية مصالح أنديته وجدولة مسابقاته المحلية والقارية.
إلى أين تتجه البطولة؟
يبقى السؤال الأهم: هل سينجح الفيفا في تمرير مخططه لتوسعة مونديال الأندية، أم سيصمد اليويفا في معركته للحفاظ على التوازن بين الرياضة والتسويق؟
الإجابة قد تحدد مستقبل البطولة التي يريدها إنفانتينو "مونديال الأندية الحقيقي"، لكنها في الوقت نفسه تهدد بإشعال صراع جديد بين أكبر كيانين كرويين في عالم كرة القدم.