جودة أبو النور يكتب: برشلونة وباريس سان جيرمان.. قمة أوروبية يظللها شبح الإصابات


تترقب جماهير كرة القدم حول العالم القمة الأوروبية المشتعلة، مساء اليوم، بين برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي على أرضية الملعب الأولمبي ببرشلونة، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا. مواجهة طال انتظارها، وتعد بمثابة “نهائي مبكر” للبطولة، لكنها تأتي هذه المرة محمّلة بغيابات مؤثرة قد تغيّر ملامحها.
صدام تاريخي لا يخلو من الثأر
تاريخ المواجهات بين الناديين مليء بالدراما الكروية. فمنذ “الريمونتادا” الشهيرة عام 2017، حين قلب برشلونة تأخره برباعية إلى فوز تاريخي 6-1، واللقاءات بين الطرفين تحمل نكهة خاصة. لكن باريس رد بقوة، فحقق انتصارات لافتة أبرزها فوزه 4-1 في برشلونة عامي 2021 و2024، ما أعطى المواجهة أبعادًا جديدة وأعاد التوازن إلى الكفة.
إحصائيًا، التقى الفريقان 15 مرة: فاز برشلونة 6 مرات، وباريس 5 مرات، بينما انتهت 4 مباريات بالتعادل. سجل برشلونة 28 هدفًا مقابل 27 لباريس، فيما يتصدر البرازيلي نيمار قائمة هدافي المواجهات برصيد 7 أهداف، متفوقًا بفارق هدف عن كل من ليونيل ميسي وكيليان مبابي.
غيابات تعصف بالقمة
على الرغم من الزخم الكبير، فإن الإصابات تشكل العنوان الأبرز للمواجهة، حيث سيفتقد برشلونة عناصر مهمة مثل: رافينيا، جافي، تير شتيجن، وأليخاندرو بالدي. أما باريس، فيعاني من غياب ماركينيوس، عثمان ديمبلي، وفيتينا، إضافة إلى إصابات أخرى تقلّص خيارات المدرب لويس إنريكي.
هذه الظروف قد تدفع المدربين للاعتماد على الأسماء الشابة، في مقدمتها لامين يامال من جانب برشلونة، فيما يعوّل باريس على منظومته الجماعية المدعومة بخيارات هجومية متنوعة.
معركة في الملعب وخارجه
لا تقتصر المواجهة بين برشلونة وباريس على المستطيل الأخضر. انتقالات مثيرة سبقت القمة، بدءًا من رحيل نيمار إلى باريس في 2017، مرورًا بخروج ميسي في 2021، ووصولًا إلى صفقة عثمان ديمبلي في صيف 2023. صفقات تركت أثرًا فنيًا واقتصاديًا كبيرًا على الناديين، وزادت من سخونة هذا “الكلاسيكو الأوروبي”.
فليك ضد إنريكي.. مواجهة العقول
على دكة البدلاء، يقف مدربان من العيار الثقيل.
- لويس إنريكي أعاد باريس سان جيرمان إلى منصة التتويج الأوروبية، ببناء منظومة جماعية صلبة، والاستغناء عن سياسة “النجوم الكبار” لصالح لاعبين شباب مثل كفاراتسخيليا وباركولا. فلسفته تقوم على فريق يدافع بـ11 لاعبًا ويهاجم بـ11 لاعبًا، وهو ما تُرجم بحصد لقب دوري الأبطال في الموسم الماضي.
- هانزي فليك من جهته، يواصل مهمته الصعبة مع برشلونة وسط أزمات مالية خانقة وإصابات متكررة. رغم ذلك، نجح في إعادة التوازن للفريق، والرهان على المواهب الشابة من “لا ماسيا”، مع الإبقاء على عناصر الخبرة مثل ليفاندوفسكي وفرينكي دي يونج.
الوضع المحلي للفريقين
يدخل برشلونة اللقاء بروح عالية بعد بداية مثالية في الدوري الإسباني (الليغا) حيث يتصدر الترتيب برصيد 19 نقطة من 7 مباريات دون هزيمة، متفوقًا على ريال مدريد بنقطة واحدة. أما باريس سان جيرمان، فيتصدر الدوري الفرنسي (ليج 1) برصيد 15 نقطة، بعد فوزه الأخير على أوكسير 2-0، متقدمًا على منافسين مثل موناكو ومرسيليا وليون.
المواجهة بين برشلونة وباريس سان جيرمان تحمل في طياتها كل مقومات الإثارة: تاريخ حافل، صراع النجوم، تكتيك مدربين كبار، وذكريات انتقالات مثيرة. لكن شبح الإصابات قد يجعل من هذه القمة نسخة غير تقليدية، تفتح الباب أمام أسماء جديدة لتسطع في سماء أوروبا.
وبين الرغبة الكتالونية في استعادة بريق الماضي، والطموح الباريسي لتأكيد زعامته القارية، يبقى الجمهور هو الفائز الأكبر في ليلة تعد بالكثير من المتعة والندية.