الخميس 2 أكتوبر 2025 01:14 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب: الخطيب.. الأسطورة التي لم تبلغ المونديال

النهار نيوز

العلاقة بين التاريخ والجغرافيا علاقة متشابكة؛ فالمكان يصنع الزمان، والتاريخ يشكّل الهوية. وعندما نتوقف أمام شخصية بحجم محمود الخطيب، لا بد أن نحكم عليها بمنطق العقل، بعيدًا عن العاطفة أو المقارنات الظالمة.

اليوم، يتصدر اسم الخطيب عناوين الأخبار بعد تردد أنباء عن رغبته في عدم الترشح لرئاسة الأهلي لأسباب صحية. وكما جرت العادة مع الشخصيات العامة، يكثر الجدل وتكثر التفسيرات. لكن يظل الثابت أن “بيبو” سيبقى أيقونة للكرة المصرية والعربية والإفريقية.

الكرة الذهبية الإفريقية.. إنجاز لا يُنسى

عام 1983، أصبح محمود الخطيب أول – ولا يزال الوحيد – لاعب مصري يفوز بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية من مجلة “فرانس فوتبول”. جاء التتويج بعد تصويت رسمي شارك فيه كبار الصحفيين الرياضيين، ليُعلن للعالم أن مصر أنجبت هدافًا استثنائيًا لا يقل شأنًا عن أساطير القارة.

هذا الإنجاز سبق أن اقترب منه نجوم مصريون كبار مثل علي أبو جريشة (1970)، وحسن شحاتة (1984)، وإبراهيم يوسف (1984 و1985)، لكن التوفيق لم يحالفهم كما حالف الخطيب.

لماذا لم يصل الخطيب إلى كأس العالم؟

السؤال الذي يتردد كثيرًا بين الجماهير العربية: إذا كان الخطيب بهذه العظمة، لماذا لم يتأهل مع مصر إلى المونديال؟

الإجابة ببساطة أن كرة القدم لعبة جماعية، ولا يمكن أن يحمل لاعب واحد مصير منتخب كامل. في تلك الحقبة، كانت منتخبات المغرب وتونس والجزائر أكثر تنظيمًا وقوة، وهو ما جعلها تسبق مصر في تمثيل القارة بالمونديال. وبالتالي، فإن عدم التأهل لم يكن فشل الخطيب وحده، بل مسؤولية جيل كامل ومنظومة رياضية بأكملها.

سيرة ناصعة كلاعب وإداري

بعد اعتزاله، واصل الخطيب تأثيره داخل النادي الأهلي. اختاره صالح سليم عضوًا في مجلس الإدارة، ثم صار نائبًا للرئيس مع حسن حمدي، قبل أن يتوج مسيرته بالفوز برئاسة الأهلي بعد منافسة قوية مع محمود طاهر.

وعلى المستوى الشخصي، يشهد الجميع للخطيب بالانضباط الأخلاقي والشفافية المالية، وهي صفات نادرة في عالم الرياضة.

الخطيب.. رمز يتجاوز الأجيال

سيبقى محمود الخطيب أسطورة كروية، ليس فقط لأنه هداف فذ أو لأنه حمل الكرة الذهبية الإفريقية، بل لأنه رمز لحقبة كاملة من تاريخ الكرة المصرية. لم يصل بالمصريين إلى المونديال، لكنه وصل بقلوبهم إلى قمة الفخر.