الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : حسين الشحات.. حاضر أنت ونحن في وهج حضورك منتشين


(. حسين الشحات …كل محبيك وأنا منهم وما أكثرهم، يزهون بفعلك خلال 20 دقيقة لعبتها مع الاهلي سيد الاندية المصرية والعربية والافريقية امام الزمالك جمالاً فاح منه روائح الإخلاص والانتماء والحب ، فأنت عُيونِ النِّيلِ ونخلة من اعلى النخلات، في "التتش"التي لا تحني هاماته الا لكي تهمس في أذن الاجيال بقصص واحد من صناع البطولات والشموخ والتضحيات والفداء المدونة في كتب النور.
(. حاضر أنت يا حسين الشحات ونحن في وهج حضورك منتشين وكيف يغيب عن هذا المشهد الجميل من كان نور البصر زي وهج البدر، وزينة قاعدات السمر حتى فجر اشراقة الآمل التي تشرق من انفاس المخلصين ك"شموس حب "تمزق السحاب لكي يصب مطرك في في كل المستطيلات الخضراء
(.لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية"، بكل تأكيد من اللحظة التي امرت فيها من وضع الله سبحانه وتعالى الجنة تحت قدميها السيدة الفاضلة والدتك ،وهو "أمر الحب"وقالت" إمضي يا حسين عند تجديد عقده العام 2026 ,النادي الأهلي بيتنا، وعمرنا ما نسيب الأهلي حتى لو بكنوز الدنيا "،كلمات استثنائية من ام استثنائية لولد استثنائي في لحظة اسثنائية للاستمرار مع نادي استثنائي في يوم استثنائي مبارك لذكره في القران الكريم «وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ».
(. انه السبت الذي وقع فيه حسين الشحات اللاعب الاستثنائي بتضحياته لعشقه الكبير الاهلي سيد افريقيا تجديد عقده مع الاهلي حتى العام ٢٠٢٦ ليبث الراحة في نفوس عشاق القلعة الحمراء ولما لا ف "يوم السبت" هو يوم الراحة بإمر من رب العزة فاطر السموات والارض وخالق الخلق حيث ذكر مولانا فضيلة الشيخ متولي الشعراوي قصته فقال :: «في عهد النبي داوود شهد قضية مهمة تتعلق بيوم الراحة، عندما سألوا الله عن يوم للراحة فيه من عناء العمل، فأعطى الله لهم يوم السبت».
). لم اشك لحظة ان حسين الشحات لن يبعد عن الاهلي قيد انملةً وان التجديد حتى 2028 محسوم لا محال ، لان يقيني لم يتزحزح ولو لبرهة ، ان كل من ارتدى الفانلة الحمراء بعشق الواصلين واخلاص المخلصين للقيم والمبادىء هو جواد أصيل ينوء تحت ثقل ضغوطات الانجازات وأفاق التطلع نحو رحابها المدهشة والمنعشة .
واستغرب كيف اعتقد قصار النظر ان من الممكن ان يبعد حسين الشحات التقي النقي وصاحب البصيرة الملائكية عن قلعة عرفت النور بسحر ادائها وعرفها النور بشمس عشقها للانجاز لا يغيبها جبان، وعشقت الدنيا طرقات اقدام اصائلها عندما تنطلق"الروح الحمراء" كالفراشة ، من سجن اللحظات الملتهبة ، قادمة من غابات الدجى ، يقودها هدف واحد لا غيره ،الا وهوالانجاز لا واحدة تلوى الأخرى ، وتضيق عنده مساحة الاحلام بالجد .
حسين الشحات قصة كفاح مع الحياة ومجد مع معشوقته كرة القدم وأمه كلمة السر في حياته.. والنادي الأهلي وش السعد عليه كان شغال في سنترال وعامل بنزينة وأبوه مات وهو حتة لحمة حمرا وهو عنده 7 شهور وحالتهم المادية كانت صعبة جدًا، حيث لقت امه نفسها مسئولة عن 4 بنات وولدين، والحمل كان ثقيل عليها والعين بصيرة والإيد قصيرة..
لكن حسين كان راجل من صغره، ولما حس إن البيت محتاجه قرر ينزل يشتغل عشان يساعد والدته: مرة في سنترال، ومرة عامل في بنزينة، ومرة صنايعي ألوميتال.. وأي حاجة تجيب قرش حلال ماكنش بيقولها لا.
ولما الضغوطات زادت عليه كان هيسيب التعليم ويركز في الشغل، لكن أم حسين رفضت وقالتله: شهادتك قبل أي حاجة حتى لو هنبيع هدومنا. ولما صمم على رأيه خد علقة مقدرش ينساها في حياته، وقالتله:
“مفيش لعب كورة غير لما تاخد شهادة”.
(. حسين كان شايف إن حياته ومستقبله كله في الكورة وماكنش بيحب يعمل حاجة غيرها، فكان يخلص شغله والمدرسة ويطلع على النوادي والأكاديميات يلعب فيهم، وبعد ما يخلص كان بيقعد يلم الكور من ورا الجون بـ 10 جنيه في اليوم عشان يروح بيها للبيت.
(. وبيحكي حسين إنه كان بيروح النادي بتاعه كل يوم من مدينة السلام لمدينة نصر بـ 5 جنيه في اليوم، وأجرة المواصلات كانت جنيه وربع، وكان المفروض يآكل ويشرب بيها ويرجع البيت، فقال: ماكنتش باكل وبوفر من الـ 5 جنيه نصها وأرجع أكل في البيت وأدي اللي اتبقى لأمي.
(. وعشان الحياة كانت صعبة، فمكنش معاه تمن الكوتشي اللي هيلعب بيه لأنه كان غالي جدًا وقتها (حوالي 80 جنيه)، لكن والدته جابتهوله، ورغم إنه اتقطع كذا مرة، حسين كان بيخيطه ويلعب بيه تاني وماكنش راضي يفرط فيه نهائي، ولسه محتفظ بيه لحد دلوقتي وبيقول إنه وش السعد والخير عليه.
(. ولأن لكل مجتهد نصيب، ففي دوري المدارس شافه الكابتن حسن شحاتة، وكان شايف فيه لاعب كويس وليه مستقبل، خصوصًا بعد ما جاب 27 جول في البطولة، لكن النادي بتاعه ماكنش عايز يسيبه. ولما الحاجة أم حسين راحت تتحايل عليهم، رئيس النادي قالها:
“لو عايزة ابنك يمشي لازم تدفعي 20 ألف جنيه”.
وطبعًا مكنش معاها المبلغ، فقررت تعرض الشقة اللي حيلتهم للبيع عشان تقدر تدفع الفلوس ويمشي، يروح نادي تاني كبير.
لكن حسين رفض، وقبل ما يحصل أي حاجة، جاله عرض من نادي الشرقية للدخان، وهنا كانت بداية أشهر لاعب في النادي الأهلي.
ومن نادي الشرقية راح للمقاصة، وعمل موسم جامد معاهم، وهنا اتفتحتله طاقة القدر، والحياة ابتدت تضحكله لما نادي بحجم العين الإماراتي خده على سبيل الإعارة واتدفع فيه مبلغ كبير جدًا.
ومن هنا بدأ النادي الأهلي يحط عينه على حسين، وقرر في 2019 يضمه، وحقق بطولات كتير جدًا ولسه مكمل لحد دلوقتي.
وحسين مقدرش ينسى فضل النادي الأهلي عليه، لا هو ولا والدته، ودايمًا بيعتبر الأهلي بيته، وفي أي لقاء بيقول إنه من غير الأهلي محدش كان هيعرف ولا يقدر موهبته.
”.