جودة أبو النور يكتب: صراع التاريخ والحلم… الفراعنة في اختبار الخيول بملعب 4 أغسطس

بعد مرور 460 يومًا على اللقاء الأول بين المنتخبين في القاهرة، يعود منتخب بوركينا فاسو (الخيول) لمواجهة مصر (الفراعنة) مساء الثلاثاء 9 سبتمبر الجاري، في العاصمة واجادوجو، ضمن الجولة الثامنة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة 48 منتخبًا للمرة الأولى في التاريخ.

المباراة لا تحمل طابع المنافسة على النقاط فحسب، بل تمثل صراعًا بين تاريخ طويل للفراعنة وطموح جامح للخيول، وبين منتخب اعتاد الوجود في المحافل الكبرى، وآخر يسعى لكتابة اسمه بين الكبار.

مصر والهيمنة التاريخية

المنتخب المصري يدخل اللقاء متصدرًا مجموعته بثقة كبيرة، بعدما حسم مباراة الذهاب في يونيو 2024 بالقاهرة بهدفين مقابل هدف، سجلهما محمود حسن “تريزيجيه”، فيما أحرز تراوري هدف بوركينا فاسو الوحيد.

تاريخ المواجهات يميل بقوة للفراعنة، إذ لم يسبق أن خسروا أمام الخيول في أي مباراة رسمية، ما يجعلهم في موقع الأفضلية النفسية.

ملعب يعود للحياة

المواجهة تحمل رمزية خاصة لأصحاب الأرض، فهي أول مباراة لهم على ملعب 4 أغسطس بعد غياب أربع سنوات بسبب أعمال التحديث والتجديد بطلب من الفيفا والكاف.

الملعب الذي يسع نحو 55 ألف متفرج ويحتفظ بذكرى تتويج مصر بكأس إفريقيا 1998، سيكون ممتلئًا عن آخره بعد أن نفدت التذاكر المخفضة سريعًا وسط إقبال جماهيري غير مسبوق.

الإعلام البوركيني: بين التفاؤل والحذر

صحيفة سيدوايا حذرت من الإفراط في الثقة، مؤكدة أن مواجهة منتخب مصر “تتطلب تركيزًا دفاعيًا صارمًا”. في المقابل، اعتبرت صحيفة لوبسيرفاتور بالجا أن عودة المنتخب للعب في واجادوجو “تمثل نقطة تحول مهمة في علاقة الخيول بجماهيرها”، بينما شدد موقع فاسو.نت على “الضغط الكبير لتحقيق فوز تاريخي”.

تصريحات المدرب تراوري

مدرب بوركينا فاسو براما تراوري أكد أن الهدف هو تحقيق الانتصار الأول على الفراعنة قائلاً:

“سنلعب أمام جماهيرنا بحماس وروح قتالية عالية. درسنا نقاط ضعف الدفاع المصري، وسنعتمد على الكرات الثابتة والهجمات المرتدة لفرض أسلوبنا.”

تراوري الذي تولى القيادة الفنية عام 2023، قاد الفريق في 16 مباراة رسمية (8 انتصارات – 5 تعادلات – 3 هزائم)، ويعتبر مواجهة مصر محطة حاسمة لإثبات هوية فريقه الجديد.

وجوه شابة وطموحات كبيرة

القائمة البوركينية شهدت انضمام أسماء شابة محترفة لأول مرة مثل فيصل بابو كوناتي (ريجا إف إس – لاتفيا)، جورجي مينوجو (سياتل ساوندرز – أمريكا)، وكلوفيس بازيمو (إفريقيا سبورت – ساحل العاج)، في إشارة لرغبة المدرب في دمج الخبرة بالطموح.

إلى جانب هؤلاء، تضم القائمة نجومًا بارزين مثل إدموند تابسوبا (باير ليفركوزن – ألمانيا)، عيسى كابوري (مانشستر سيتي – إنجلترا)، وبرتراند تراوري (أياكس – هولندا).

صراع على القمة

بوركينا فاسو تحتل وصافة المجموعة خلف مصر برصيد 14 نقطة، ما يجعل المواجهة بمثابة “حياة أو موت” للخيول، فالفوز يفتح لهم باب المنافسة على الصدارة، بينما الهزيمة قد تقضي على آمالهم في بلوغ المونديال.

في المقابل، يسعى الفراعنة لحسم التأهل مبكرًا، وتأكيد تفوقهم التاريخي على منافس عنيد، مستفيدين من خبرة نجومهم الكبار وعلى رأسهم محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد وتريزيجيه وزيزو.

ختام: ليلة فارقة

كل الظروف مهيأة لليلة كروية استثنائية في واجادوجو؛ ملعب ممتلئ، طموحات متجددة، وضغط تاريخي على الخيول. فهل ينجح أصحاب الأرض في كتابة صفحة جديدة بكسر العقدة المصرية، أم يواصل الفراعنة زحفهم نحو كأس العالم للمرة الرابعة ؟