عامٌ دراسي جديد… ميلاد للأمل، ونهضة للوطن


ها هو العام الدراسي يطلّ علينا كفجرٍ جديد، يحمل في طياته بشائر النور، ويبعث في القلوب نسمات الأمل، ويوقظ في العقول شغف المعرفة. إنّه ليس مجرّد تاريخٍ في روزنامة الأيام، بل موعدٌ مع الحلم، وعهدٌ مع الغد، ووعدٌ بأن العلم وحده هو الطريق إلى المجد.
في ساحات المدارس تصحو الأرصفة على وقع أقدام الصغار، وتبتسم النوافذ حين تُزيّنها أعين الكبار. يعلو صوت الجرس فيتماوج في أرجاء القلوب، كأنه ناقوس يُنادي: قوموا إلى العلم، فهو حياة الأرواح، وضياء العقول، وزاد المستقبل.
أيها الطلاب… إن هذا العام صفحة بيضاء تنتظر أقلامكم، فإن أحسنتم الكتابة كنتم أبطال الحكاية، وإن أهملتم ضاعت منكم الفرصة كما يضيع الماء بين الأصابع. اجعلوا الجدّ مركبكم، والصبر دليلكم، والطموح جناحكم، فإن الغايات العظمى لا تُنال إلا بالعزيمة.
أيها المعلمون… أنتم حَمَلةُ الرسالة، ورُسُل النور، وأمناء الكلمة، فلا تقفوا عند حدود المنهج، بل ابذروا القيم في النفوس، واغرسوا الأخلاق في القلوب، فالعلم بلا خُلق جسد بلا روح.
أيها الآباء… اعلموا أن أبناءكم أمانة في أعناقكم، فكونوا لهم عونًا لا عبئًا، وعضدًا لا عائقًا، وسندًا لا هادمًا، فإن الوطن الذي يتكاتف فيه البيت مع المدرسة وطنٌ يكتب للتاريخ قصة نجاح.
إنّ البداية الدراسية ليست مجرد عودة إلى الكتب والدفاتر، بل هي عودة إلى الانضباط، وإحياء لقيمة النظام، وتجديدٌ لعهدنا بأن نُنشئ جيلاً يملك العقل المفكر والقلب المؤمن واليد العاملة. فالأنشطة التي تُقام، من ركن ثقافي وفني ورياضي، ليست ترفًا يُمارس، بل جناحًا يحلّق به الطالب نحو سماء الإبداع.
فلتكن مدارسنا هذا العام منابر نور، وقلاع معرفة، وساحات أمل. ولنجعل من القلم سلاحًا يفتح الأبواب، ومن الكتاب مصباحًا يبدّد الظلام، ومن التعليم جسرًا نحو مستقبلٍ أرحب.
أيها الأحبة… إنّ الأمة التي تبدأ عامها الدراسي بهمّة عالية هي أمة لا تُهزم، بل تمضي قُدُمًا في طريق النهضة والريادة. فلنستقبل هذا العام بقلوبٍ متفائلة، وأرواحٍ متوثبة، ولنُدرك أنّ الغد يصنعه جهد اليوم، وأن النهضة تُبنى من أول مقعدٍ في الصف، ومن أول كلمةٍ في الدرس.
فيا أبناء مصر… اجعلوا من مقاعدكم عروشًا للعلم، ومن دفاتركم ميادين للفكر، ومن أحلامكم سُلّمًا إلى العلياء. ولتظل مدارسنا وأوطاننا عامرة بالعلم والإيمان، زاهرة بالجد والاجتهاد، مشرقة بالأمل واليقين.