إنجي بدوي تكتب : نهاية الحشمونائيم كابوس يلاحق إسرائيل


خلال الأشهر الماضية انتشرت نبوءات عن زوال إسرائيل طبقاً لاقتراب العقد الثامن الذي يتنبئ بزولها مثل زوال أو بداية الزوال والتفكك مثل الحشمونائيم قديماً، حتي الأذرع الإعلامية الإسرائيلية كانت تحظر مراراً وتكراراً عن اقتراب الزوال وذلك من خلال قيادات سابقين في الحكومة أو الجيش الإسرائيلي وكان أشهر تصريح من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت "على مر التاريخ اليهودي لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن، ويتوجب استخلاص العبر من التشرذم والانقسام اللذين عصفا بممالك اليهود السابقة، والتي بدأت بالاندثار على أعتاب العقد الثامن".ويبقي هنا عدد من الاسئلة ما هي مملكة الحشمونائيم؟
وكيف انتهت المملكة؟ وما هي أوجه الشبه في نهايتها بوضع إسرائيل الحالي ؟
مملكة الحشمونائيم في عهد الهيكل الثاني 140 - 116 ق.م استمرت لمدة 77 عاماً وتعتبر هذه الفترة مهمة لأنها كانت أطول فترة استقلال للشعب اليهودي في أيام الهيكل الثاني، ولكن مع اقتراب العقد الثامن من عمرها بدأت في التمزق بسبب الصراعات الداخلية للسيطرة علي الحكم وفرض القوي وأهم نقطة الحرب بين الأخوين هيركانوس وأرستوبولوس حفيدا شمعون بن متاثياس شقيق يهوذا المكابي "حكام المملكة" وايضاً الجيل الرابع من عائلة الحشمونائيم هي التي تسببت في سقوط المملكة.
وفي عام 2021 نشر الحاخام يوئيل بن نون مقال عن سقوط مملكة الحشمونائيم وكانت اهم نقطة تحدث عنها هي الخطر الذي يهدد اسرائيل واختصر القول في جملة واحدة وهي " إن أخطر خطرين على وجود دولة إسرائيل هما الحرب بين الأشقاء، ونقل القرار بشأن مستقبلنا إلى أوروبا والأمم المتحدة".
واليوم في نهاية 2023 وفي أشهر بداية 2024 نري احداث متشابهة حدثت في الماضي ويكررها الآن شعب إسرائيل.
أولاً: الخوف من بداية العقد 80 فرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو صرح في ندوة دينية عام 2017 عن مخاوفه من "زوال إسرائيل" خلال السنوات القادمة" وانه يعمل من أجل ضمان أن تبقى إسرائيل بأمان وسلام وأن تصل إلى 100 سنة دون أي تهديد ضدها، وبالإضافة الي تصريحه للجنود الإسرائيلين خلال الحرب علي غزة عندما شبه حماس بالعماليق فهذا يدل ان مازالت مخاوف الزوال تلاحقه.
ثانياً: خلافات حكومة الحرب .. الصراعات بين حكومة اليمين واليسار في إسرائيل منذ بداية الحرب وهي في حالة من الغليان والاختلاف في اتخاذ القرار ومؤخراً شاهدنا المعارضة تقف في مظاهرات الشعب الإسرائيلي لاسقاط نتنياهو وحكومته وغيرها من الخلافات والوقيعة الداخلية.
ثالثاً: جبهات الحرب المختلفة .. إسرائيل تحارب حزب الله في لبنان و تجتاح غزة للقضاء علي حماس و هجمات الحوثيين علي السفن الإسرائيلية ومؤخراً جنوب أفريقيا و مصر يقضوا إسرائيل في محكمة العدل الدولية بسبب جرائم البشعة في حق الشعب الفلسطيني.
رابعاً: العنصرية الداخلية .. بالرغم من محاولة الإعلام الإسرائيلي من إظهار وحدة الشعب بين العرب، اليهود والدروز إلا انه في الحقيقة عكس ذلك، العداء ضد العرب تصاعد منذ اندلاع الحرب وبالفعل بدء مركز العمليات المدنية في تل أبيب بإطلاق 1000 مبادرة مدنية جديدة خاصة بالحرب وكيفية التعامل بين العرب واليهود.
خامساً: نغادر البلاد معاً .. رغم ان المبادرة أقيمت عام 2022 للتشجيع علي الهجرة من إسرائيل بسبب سوء احوال المعيشة، إلا أن بعد اندلاع الحرب نشاط المجموعة في تزايد للخلاص من العيشة في إسرائيل والهجرة لدول اقل معاداه للسامية.
وأخيراً كيف تستطيع إسرائيل النجاه من كابوس الزوال فالشعب لا يستطيع الاندماج رغم مرور أكثر من 70 عاماً ومنذ اشهر في تظاهر دائم بسبب تطرف الحكومة و رجوع الاسري وايقاف الحرب وغيرها من الاسباب، والحكومة التي يترأسها نتنياهو عليه الكثير من قضايا الفساد بجانب إلي قراراته المتطرفة خلال حرب غزة، ومشاكله الداخلية مع قيادات المعارضة التي تعتبر منسحبة أو مستقيلة.
وهنا نتذكر نهاية مملكة الحشمونائيم، كانت حرب أهلية في الداخل وإسرائيل الآن في مظاهرات مستمرة وعنصرية دائمة وهي اولي خطوات التفكيك، والاسرة الحاكمة في مملكة الحشمونائيم حاربت بعضها " الحرب بين الاشقاء" والوقيعة في الأسرة الحاكمة والآن في إسرائيل الحكومة منهارة والخلافات تصل إلي الضرب والسب.