الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 04:27 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب: اذربيجان بلاد …”الثلج والنار”

مصطفى جمعة
مصطفى جمعة

اتذكر مع كل "لسعة"برد في الشتاء القارص اتذكر معبد النار في العاصمة الاذربيجانية «باكو» تلك المدينة الساحرة في كل شيء، ولذلك ليس بعجيب ان تصنف في دليل الكوكب ضمن أفضل عشرة مواقع في العالم، فهي مدينة متمازجة بالثقافة، تجمع بين الطابع الأوروبي الغربي والطابع الإسلامي الشرقي.

(.وأبرز ما يدل على ذلك طراز العمارة المتنوعة، فالمباني العائدة للعهد الروسي يطغى عليها الطابع الأوروبي، وتلك السابقة لهذا العهد يغلب عليها الطابع الإسلامي، كل هذا جعل منها قبلة يقصدها السياح للتمتع بأجوائها النقية وبالحياة الليلية الصاخبة، اضافة الى معالمها السياحية الحديثة والتاريخية والتي من ابرزها "معبد النار»، في ضاحية «سورخاني» بباكو هو معبد مجوسي قديم يرجع زمنه الى ما قبل التاريخ ، يعود للفترة السابقة من الفتح الإسلامي لأذربيجان، ويعتبر أحد الآثار العريقة للمدينة ومن بين أكثرها تميزاً، وقد شُيّد المجمع الخماسي ذو الباحة الخارجية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وتحول الى متحف في سنة 1975، حيث يوجد معرض تراثي داخل المعبد يحتوي على العديد من الأزياء والمقتنيات والمجسمات التي تجسد أبرز نشاطات الحياة القديمة كالزراعة وأدواتها، وكذلك أساليب العبادات وطقوسها

هُجر المعبد خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. وتم التخلي عنه في أواخر القرن التاسع عشر، ربما بسبب تضاؤل عدد السكان الهنود في المنطقة. انطفأ اللهب الطبيعي الأبدي في عام 1969، بعد ما يقرب من قرن من استخدام البترول والغاز في المنطقة، لكنه الآن يضيء بأنابيب الغاز الممتدة من المدينة المجاورة.

ويعود تاريخ المعبد الى ما قبل التاريخ. وهدم بعد احتلال آذربيجان من قبل العرب واعتناق معظم سكانها الاسلام مما ادى الى هروب معظم الزردشتيين الى الهند ولكن عادوا من جديد بعدما ربط المجوسيون طريق التجارة والحرير بالمكان المقدس في سوراخاني من جديد. بعد اقامة علاقات اقتصادية وثقافية مع الهند في القرن الخامس عشر بعدها بدأ التجار الهنود الأغنياء يشيدون مبانيا في اماكن معابد المجوسيين القديمة. يعود تأريخ اول مبنى للمعبد الى سنة ١٧١٣. اما المعبد المركزي- المحراب فيعود تاريخه الى عهد ما بعده. تظهر الكتابة الموجودة عليه انه أنشئ عام ١٨١٠ بتمويل التاجر كانجانقارا. في القرن الثامن عشر بدأ انشاء معابد وحجرات وكروان سرايات (نزل للقوافل)توجد في الحجرات كتابات بالابجدية الهندية المنقورة في الأحجار.

(. كان عشرات من النساك الذين كانوا يعيشون في آتشكاه يعبدون النار، كانوا يسعون الى تذكية أرواحهم بالتعذيب لأبدانهم. كانوا يحملون في اعناقهم زناجير كتلتها ٣٠ كغ، وكانوا يرقدون على الكلس الساخن الى ان تنتهى هذا بتخدير بعض اجزاء اجسادهم.

(. ما كان النساك يعملون وكانوا يعيشون على حساب تبرعات التجار الهنود. كانوا يؤمنون بتناسخ الأرواح وعودتها الى الارض. اما حلولها في اي شكل (في شكل انسان او حيوان) متعلق بالكارما- الاعمال الصالحة، او غير الصالحة.

(. في اوائل القرن التاسع عشر تحول المعبد الى صورته الحالية،وانشئ على اساس التقاليد العمرانية المحلية تشتمل على خصائص معبد النيران القديم. هو بناء خماسى الأركان – له بوابة المدخل وجدران مسننة في الداخل. يوجد في الداخل في مركز الفناء روتوندا (بناء مربع صغير ذو قبة او نصف قبة) للمعبد الرئيسي. بنيت في بوابة المدخل غرفة للضيف- بالاخانا تتسم بها آبشرون. توجد قرب المعبد حفرة رباعية الشكل، حاليا تراكمت الاحجار فيه، فيما قبل كانت تستخدم لإحراق جثث الهندوس.

(. في اواسط القرن التاسع عشر انتهى انبعاث الغاز الطبيعي في هذه الاماكن نتيجة الانهيار الأرضي. علل الزوار هذا بغضب الله وتفرقوا. ظل كمكان العبادة حتى عام ١٨٨٠، وغادره الهندوسي الأخير في هذا العام. بعد اعمال الترميم فيه عام ١٩٧٥ فتح ابوابه امام السياح من جديد.

الطابع الاسلامي