الشهيد خميس علي عبد المطلب.. الفدائي وبطل معارك حرب الاستنزاف


حينما وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية احتراماً وتقديراً للجندي المصري الذى انتصر خلال حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر 1973 ، كان يقدم رسالة للمصريين وللعالم جميعاً، بأهمية وقيمة رجال ضحوا بأنفسهم وأرواحهم في هذه الحروب لصناعة تاريخ ومجد مصر،
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الجيش المصري استطاع أن يكسر حاجز الخوف وغياب الثقة وفارق القوة الضخمة خلال حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن من عايش فترة حرب الاستنزاف خلال الفترة من 1967 إلى 1973 يدرك أن مصر لم تنتصر فقط بل قفزت للتفوق في الحرب.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال حلقة نقاشية ضمن الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الخمسين لنصر أكتوبر المجيد، أن أي قوة لم تكن قادرة على تحقيق النصر سوى الجيش المصري.
وقال: إن الهزيمة تقع عندما يتم القبول بها، لكن الشعب المصري لم يقبل بالهزيمة
وخلال الندوة التثقيفية وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي التحية إلى أبطال معركة "رأس العش" إحدى معارك حرب الاستنزاف، مطالبا من جميع الحاضرين الوقوف لهم احترامًا وتقديرًا.
حرب الاستنزاف أو حرب الألف يوم كما أطلق عليها بعض الإسرائيليين، والاستنزاف هو مصطلح أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتي قناة السويس.
وقد بدأت أحداثها عندما تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو، 1967، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية بنجاح فيما عرف بمعركة رأس العش، وتصاعد القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها الاستنزاف أو مرحلة التحدي والردع، وذلك من خلال عبور بعض القوات والإغارة على القوات الإسرائيلية، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات لاقناعها بأنه لابد من دفع الثمن غاليا للبقاء في سيناء، وفي نفس الوقت تأهيل الجيش المصري عمليا ومعنويا للمعركة، واستغرقت هذه المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.
ساهم في حرب الاستنزاف أبطال وخير جنود مصر وساهم فيها من ابناء محافظة المنيا الشهيد عريف مجند خميس علي عبد المطلب
الذى استشهد في شهر 22 مايو عام 1970 ومنذ أن التحق الشهيد خميس بالجيش ، كانت تجري حرب الاستنزاف علي أكبر قدر من العمليات الفدائية، حيث وهب الجنود المصريون أنفسهم وأرواحهم لمصر وكانوا قد ذاقوا مرارة الانكسار فأبوا إلا أن يصنعوا بأياديهم مجد مصر حتي وإن كانت أرواحهم هي السبيل لنيل العزة والكرامة.
وجاءت عمليات الاستنزاف وأشهرها عملية لسان التمساح الأولى فهي عملية الإغارة الأولى على النقطة الإسرائيلية الحصينة (نقطة مدولال: מדולל) أو موقع المعدية 6، لسان التمساح، في ليلة 19 أبريل 1969 ونفذتها عناصر صاعقة من المجموعة 39 قتال. وجاءت العملية رداً على مقتل رئيس أركان الجيش المصري الفريق عبد المنعم رياض بينما كان يتفقد أعمال القتال على الجبهة المصرية
ففي 9 مارس 1969، بينما كان رئيس الأركان المصري عبد المنعم رياض يتفقد نتائج القصف المصري على خط بارليف الذي وقع في اليوم السابق، حدث وأن قصفت المدفعية الإسرائيلية المنطقة التي كان يتواجد فيها، حيث أصابته شظايا إحدى دانات المدفعية الإسرائيلية وتوفي نتيجة الجروح التي أصابته.
أثار هذا الحادث موجة غضب شديدة وقررت القيادة المصرية الرد عليه بعملية إغارة ضد الموقع الذي انطلقت منه قذائف المدفعية وهو موقع المعدية 6 الذي تتحصن بها قوة إسرائيلية.
في مساء يوم 19 أبريل 1969 بعد عدة أيام من التخطيط والاستطلاع، انطلق أكثر من 60 فرد صاعقة من مجموعة 39 قتال بقيادة المقدم إبراهيم الرفاعي في عدة قوارب زودياك عبر بحيرة التمساح، يغطيهم قصف مدفعي لتأمين انتقالهم إلى الضفة الشرقية للبحيرة وعقب نزولهم من القوارب توجهت القوة المصرية إلى موقع الدشمة الإسرائيلية الحصينة حيث أبادوا كل من فيها تقريباً باستخدام القنابل اليدوية وقنابل الدخان لإجبارهم على الخروج كما دمروا دبابتين وعربة مدرعة نصف جنزير كانت في الموقع ورفعوا العلم المصري على الموقع والذي ظل مرفوعاً طيلة ثلاث أشهر
بلغت خسائر الجانب الإسرائيلي 44 قتيلاًإضافة إلى المعدات وبعض الأسلحة الخفيفة التي استولى عليها أفراد الصاعقة المصرية. في حين أصيب فقط فردان من الجانب المصري.
توسعت القوات المصرية في أعمال القتال البرية نتيجة عاملين: أولهما الانتقام من غارات العمق الإسرائيلية بإحداث أكبر خسائر في قوات العدو، والثانية كسر الحاجز النفسي وتسابق الوحدات والأفراد على الاشتراك في عمليات العبور، التي كانت دائما تنجح نتيجة للتخطيط السليم، والتأمين المتكامل مما منح ثقة مطلقة للمقاتلين المشاركين فيها. وقد نفذت 16 إغارة وكمين ناجح على طول الجبهة، علاوة على ثلاث إغارات في العمق الطور وإيلات. وكانت جميع الكمائن ناجحة تماما، وأحدثت خسائر كبيرة في العدو، مما اضطره إلى تحجيم تحركاته إلى اقل حد ممكن، بل إِن تحركاته أصبحت تتم، من خلال تأمينها بمجموعات قتالية ضخمة، ومع ذلك فلم تسلم هذه الأرتال من نيران القوات المصرية.
ومن أهم الكمائن التي نفذت خلال هذه الفترة: كمين الشط (11 فبراير 1970): من أهم الكمائن التي أحدثت خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي، هي كمين نهاري من الفرقة 19 مشاة في منطقة شمال الشط يوم 11 فبراير 1970، حيث تمكن من تدمير دبابة وثلاثة عربات، وقتل 18 فردا، وأسر فردين.
وفي شهر مايو من العام ١٩٧٠ لقي الشهيد خميس على عبد المطلب ربه تاركا وراءه ذكريات الأمجاد وحكايات عن الأبطال ممن افتدوا الوطن بأرواحهم وكانت عملياتهم الفدائية تمهيدا لنصر اكتوبر المجيد ومنذ استقرار احوال مصر بعد حرب أكتوبر المجيدة لم تنسي القوات المسلحة المصرية الشهيد خميس على الذي تم تكريم إسمه وأسرته عدة سنوات في ذكري انتصارات اكتوبر.