الأحد 24 أغسطس 2025 05:04 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : معوقات و تحديات الإنقاذ في درنة الليبية

النهار نيوز

كشف إعصار مدينة درنة الليبية عن أكبر كارثة طبيعية خُبرت بها ليبيا في التاريخ المعاصر ، كما كشفت كارثة إعصار دانيال عن كثير من التحديات والعوائق والعقبات التي تحول دون إنقاذ درنة معقدة ومترابطة بعض من أهمها ما يلي:

الافتقار إلى البنية التحتية. تعرضت البنية التحتية لمدينة درنة لأضرار بالغة بسبب الصراع، مما يجعل من الصعب توفير الغذاء والماء والرعاية الطبية لسكان المدينة، كما أن نقص شبكات الكهرباء والاتصالات يجعل من الصعب تنسيق عملية الإنقاذ.

ويشكل الافتقار إلى البنية التحتية تحديًا كبيرًا يواجه درنة في أعقاب الصراع. وتعرضت شبكات المياه والصرف الصحي في المدينة لأضرار بالغة، مما يجعل من الصعب الحصول على المياه النظيفة والتخلص من النفايات بشكل آمن ، كما تضررت شبكة الكهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من السكان، وقد أدى ذلك إلى صعوبة تشغيل المستشفيات والمرافق الأساسية الأخرى.

ويتعين على المجتمع الدولي أن يبذل المزيد من الجهد لمساعدة درنة في إعادة بناء بنيتها التحتية، وهذا أمر ضروري لضمان سلامة ورفاهية سكان المدينة.

فيما يلي بعض الطرق المحددة التي يمكن للمجتمع الدولي من خلالها مساعدة درنة في إعادة بناء بنيتها التحتية:

توفير التمويل لإصلاح أنظمة المياه والصرف الصحي وشبكة الكهرباء وشبكات الاتصالات.

أرسل مهندسين وخبراء فنيين آخرين للمساعدة في الإصلاحات.

توفير الغذاء والماء والمستلزمات الطبية لسكان المدينة.

المساعدة في تنسيق جهود الإغاثة.

كما أن الافتقار إلى شبكات الاتصالات جعل من الصعب تنسيق جهود الإغاثة. ولم تتمكن المنظمات الإنسانية من الحصول على معلومات دقيقة حول احتياجات الناس في درنة، كما واجهت صعوبة في إيصال المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها.

إن الافتقار إلى شبكات الاتصالات يمكن أن يشكل تحديًا كبيرًا لجهود الإغاثة في حالات الطوارئ، ويصعب على المنظمات الإنسانية التواصل مع بعضهم البعض ومع المجتمعات المتضررة. كما يمكن أن يحد من إمكانية الحصول على المعلومات اللازمة لتقييم الاحتياجات وتخطيط الاستجابة.

في حالة درنة، كانت حالة الاتصالات صعبة بشكل خاص، وتم تدمير العديد من أبراج الاتصالات خلال القتال، مما أدى إلى قطع السكان عن العالم الخارجي. كما تم قطع الوصول إلى الإنترنت، مما جعل من الصعب التواصل عبر الإنترنت.

أدى هذا إلى صعوبات كبيرة للمنظمات الإنسانية في تقديم المساعدة للناس في درنة. لم تتمكن المنظمات من الحصول على معلومات دقيقة حول الاحتياجات، كما واجهت صعوبة في إيصال المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها.

في هذا السياق يمكن أن تلعب الحكومات والشركات دورًا في تحسين الاتصالات في حالات الطوارئ. يمكن للحكومات الاستثمار في بناء وصيانة شبكات الاتصالات القوية. كما يمكن للشركات تقديم الدعم المالي أو الفني لجهود تحسين الاتصالات في حالات الطوارئ.

تمتلئ المدينة بالألغام الأرضية التي زرعها الجانبان الليبيان المتحاربان أثناء القتال، حيث تشكل هذه الألغام الأرضية تهديدًا خطيرًا لسلامة المدنيين، الذين يتعرضون لخطر الإصابة أو القتل إذا لامسوها.

إن إزالة الألغام الأرضية عملية بطيئة ومكلفة، ويتطلب استخدام المعدات المتخصصة والموظفين المدربين و تعمل دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام على إزالة الألغام الأرضية في درنة، لكن المهمة شاقة.

يتعين على المجتمع الدولي أن يبذل المزيد من الجهد لمساعدة درنة في إزالة الألغام الأرضية. وهذا أمر ضروري لضمان سلامة سكان المدينة والسماح لهم بإعادة بناء حياتهم.

فيما يلي بعض الطرق المحددة التي يمكن للمجتمع الدولي من خلالها مساعدة درنة في إزالة الألغام الأرضية:

توفير التمويل لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام والمنظمات الأخرى التي تعمل على إزالة الألغام الأرضية في درنة.

إرسال خبراء إزالة الألغام وغيرهم من الخبراء للمساعدة في إزالة الألغام الأرضية.

رفع مستوى الوعي بمخاطر الألغام الأرضية بين أهالي درنة.

تقديم الدعم النفسي للأشخاص المتضررين من الألغام الأرضية.

وعلى الرغم من هذه التحديات، هناك عدد من المنظمات التي تعمل على إنقاذ درنة. وتشمل هذه المنظمات الأمم المتحدة والحكومة الليبية ومختلف المنظمات غير الحكومية،وتعمل هذه المنظمات على تقديم المساعدات الإنسانية لسكان المدينة، كما تعمل على التفاوض على حل سياسي للصراع.

صفوة القول ،إن إنقاذ درنة مهمة معقدة وشاقة، لكنها مهمة ضرورية لمستقبل ليبيا، ويجب على المجتمع الدولي أن يعمل معًا للتغلب على التحديات والعقبات التي تعترض عملية الإنقاذ هذه، ولضمان أن يتمكن سكان درنة أخيرًا من العيش بسلام وأمن.