قارئ الجثث”.. مذكرات طبيب تشريح بريطاني في مصر الملكية


عن الدار المصرية اللبنانية صدر مؤخرًا كتاب قارئ الجثث.. مذكرات سيدني سميث في 320 صفحة من القطع المتوسط، بترجمة وتحقيق الباحث والروائي مصطفى عبيد.
يقدم الكتاب سيرة أستاذ الطب الشرعي الإنجليزي الشهير سيدني سميث والمولود في نيوزيلندا سنة 1884، درس الطب في إدنبرج ثم عمل في مجال الطب الشرعي في مصر في الفترة من 1917 إلى 1927. واشتهر الرجل بكشوفاته العظيمة في مجال الطب الشرعي والتي كانت سببًا في كشف العديد من حيل القتل الغريبة والإيقاع بالمجرمين الأذكياء. وتوفي سيدني سميث في مايو سنة 1969 بإسكتلندا.
تضمنت مذكرات الرجل فصولًا عن أهم عمليات التشريح التي أجراها في مصر، ومن بينها جثامين ضحايا ريا وسكينة، وكيف توصل إلى تحديد شخصياتهم رغم مرور عدة شهور على دفنهم. كما تضمنت تشريح جثمان السير لي ستاك سردار الجيش البريطاني في مصر الذي اغتيل سنة 1924، فضلًا عن جرائم أخرى شهيرة.
ويستعرض الكتاب أشهر القضايا المحيرة التي شكلت ألغازًا للشرطة في بريطانيا وإيرلندا، وأستراليا وماليزيا، وكيف ساهمت الخبرات العملية التي اكتسبها الطبيب الشرعي في مصر في حل هذه الألغاز.
وقال مصطفى عبيد مؤلف الكتاب: إن مذكرات الطبيب الشرعي الإنجليزي تكشف جانبًا منسيًّا من التاريخ الاجتماعي للمصريين، خاصة ما يخص عالم الجريمة خلال النصف الأول من القرن العشرين. كما أنها توضح حيل القتلة وأساليبهم في تصفية ضحاياهم، وسبل تتبع ما يتركونه من أدلة على مسارح الجريمة.
ويتضمن الكتاب فصلًا عن ثورة 1919 وأحوال المصريين في ذلك الوقت، وطبيعة العلاقة بين المصريين والأجانب، خاصة الموظفين المدنيين من الإنجليز على وجه التحديد.
ويقدم الرجل وصفًا دقيقًا ومُوجعًا للقرى المصرية في بدايات القرن العشرين، وكيف كانت مرتعًا للبؤس والحرمان وموطنًا للأمراض النادرة، ومركزًا للجهل والإهمال، ما جعلها بمثابة حقلًا خصبًا لمختلف أنواع الجرائم وطرق القتل بدءًا بالتسميم بالزرنيخ وحتى الخنق وتقطيع الضحية لعدة أشلاء.
وقال "عبيد" إنه قام باستبعاد عنوان المذكرات الأصلي وهو "على الأرجح.. قتل" ليضع عنوانًا أقرب لما استشعره خلال ترجمته للحكايات، وهو "قارئ الجثث"، حيث رأى أن الحاكي أقرب لقارئ للجثث، مستهدفًا مُهمته الحقيقة، بغرض وحيد هو مقاربة العدالة. وأضاف بأنه كان لا بد لروح الباحث أن تتجاوز فكرة الترجمة النصية الحرفية لتُعيد الصياغة وفق أسلوب أكثر بساطة وأقرب لفهم قراء اليوم، مع إضافة بعض الهوامش التوضيحية في بعض الفصول.
صدر للكاتب اثنان وعشرون كتابًا بين الدراسات التاريخية والسير والأعمال الأدبية، وفاز كتابه مذكرات توماس راسل حكمدار القاهرة بجائزة أفضل كتاب مترجم في معرض القاهرة الدولي للكتاب في 2021.