علي شفيق يكتب:الدعاء مخ العبادة

من فضائل الأعمال الدعاء، والدعاء أساسه التضرع والتذلل والخضوع إلي الله تعالي- فهو أصل العبادة، يقول الله تعالي:

" ادعوا ربكم تضرعاً وخُفية انه لا يحب المعتدي"

في كتاب الله تعالي اثنتا عشر أية فيها كلمة "قل" بين سؤال وجواب مثال: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، و (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ) وفي كل مرة تأتي الإجابة قل يا محمد كذا إلا آية واحدة ألا وهي وإذا سألك عبادي، يقول المولي عز وجل : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) في هذه الآية الوحيدة أُغفلت كلمة " قل " ولكن قيل فاني قريب أُجيب دعوة الداعي مباشرةً دون وسيط، فهم بعض المفسرين انه ليس هناك حجاب أ وسيط بين العبد وربه، وقيل الصلاة لا تصح إلا بقراءة الفاتحة و سورة الفاتحة تنقسم إلي قسمين نصفها ثناء علي الله تعالي والنصف الأخر دعاء لله، الإنسان دائما وأبداً يطلب من الله الهدايا و إتباع الصراط المستقيم.

" ادعوا ربكم تضرعاً وخُفية انه لا يحب المعتدي"

أمرنا الله تعالي بالدعاء و أمرنا بعدم التعدي في الدعاء، وقد فسرا العلماء ألا يدعو العبد ربه وهو مستكبر علي التضرع والتذلل لله وحده، لأنه في هذه الحالة يكون من المعتدين، وقد يدعو العبد ربه بصوتٍ عالٍ في تشقيق وتصافح وتقعر في الكلام فقد اعتدي علي خُفية، وقد يطيل الإمام في الدعاء إلي درجة يملون الناس منه فهذا عدوان، ولكن أدق معني لهذه التعدي هو أن الله تعالي أمرنا بالدعاء و أمرنا بعدم التعدي في الدعاء، وكلمة " لا يجب المعتدين" أن يعتدي بعضنا علي بعض فإذا أكلتم أموال بعضكم بالباطل فهو تعدي، وإذا اعتديتم علي أعراض بعضكم بعض، وإذا أخذتم ما في أيدي بعضكم، هنا لا يُستجاب لكم لأنني لا أُحب المعتدين.

استجابة الدعاء:

عندما طلب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من النبي صلي الله عليه وسلم أن يكون مستجاب الدعوة، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا سعد أطب مطعمك تكُن مستجاب الدعوة، فيجب علي العبد تحري الحلال في الطعام والشراب، وعدم التعدي علي أعراض بعضنا البعض، وتحري الصدق والأمانة وتجنب الكذب و الخيانة عندها يستجيب الله لنا إذا رفع أحدنا يداهُ بالدعاء.

أوقات ومواضع استجابة الدعاء:

* أفضل أوقات الدعاء المستجاب، الدعاء في جوف الليل في الثلث الأخير من الليل فيه ساعة لا يرد فيها الدعاء قال النبي صلي الله عليه وسلم: تُفتح أبواب السماء في جوف الليل فينادي مُنادي هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطي؟ هل من مكروب فيفرج عنه كربُه؟... فلا يبقي مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له، إلا زانية تسعي بفرجها

*الدعاء بين الأذان والإقامة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة.

*الدعاء أثناء السجود في الصلاة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثر من الدعاء"

*دعاء الصائم حين يفطُر عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا ترد دعوتهم منهم الصائم حيت يفطُر"

*الدعاء يوم الجمعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ذكر يوم الجمعة فقال فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياها وأشار بيده يقللها

*الدعاء يوم عرفة:

فقد ثبت في صحيح مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وانه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟

وما أجمل من دعاء جاء في القران:

(ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين)