رشا عزت الجزار تكتب: في الذكرى الـ 45 ليوم الأرض الفلسطيني


"إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون"
في الذكرى الـ 45 ليوم الأرض الفلسطيني
يوم الأرض الفلسطيني هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام، وتعود أحداثه لمارس 1976 بعد أن قامت السلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية
وقد حدث اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب كرد فعل وأندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات، يعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الصهيوني حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الصهيونية بصفة جماعية وطنية فلسطينية
ومنذ ذلك الوقت أصبح الفلسطينيون يحيون ذكري هذا اليوم بالقيام بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفتها يد إسرائيل، بالإضافة إلى إحياء نشاطات مختلفة مثل افتتاح معارض تتضمن منتجات تراثية فلسطينية وأشغال يدوية وتنظيم حملات دعم واستذكار على مواقع التواصل الاجتماعي وإقامة المهرجانات المختلفة في كل أماكن تواجدهم
قبل قيام دولة إسرائيل كان عرب فلسطين شعبا مزارعا إلى حد كبير، حيث الفلسطينيون من العرب يعتمدون على الزراعة علي معيشتهم بنسبة ما يقارب 85% كمصدر للعيش. بعد نزوح الفلسطينيين نتيجة حرب النكبة عام 1948، بقيت الأرض تلعب دورا هاما في حياة 156 الف من العرب الفلسطينيين الذين بقوا داخل ما تسمي بدولة إسرائيل، وبقيت الأرض مصدرا هاما لانتماء الفلسطينيين العرب اليها
وبعد قرار الحكومة بمصادرة الأراضي تم إعلان حظر التجول على قرى سخنين، عرابة، دير حنا، طرعان، طمرة، وكابول من الساعة الخامسة مساء يوم 29 مارس 1976
عقب ذلك دعا القادة العرب من الحزب الشيوعي الإسرائيلي، مثل توفيق زياد والذي شغل أيضا منصب رئيس بلدية الناصرة ليوم من الاضرابات العامة والاحتجاجات ضد مصادرة الأراضي والتي ستنظم يوم 30 مارس
ففي 18 مارس اجتمع رؤساء المجالس المحلية العربية، وأعضاء من حزب العمل في شفا عمرو وصوتوا ضد دعم خروج المظاهرات، وعندما أصبح الخبر منتشرا خرجت مظاهرة خارج مبنى البلدية وقد فرقت بالغاز المسيل للدموع، وأعلنت الحكومة أن جميع المظاهرات غير قانونية، وهددت بإطلاق النار على المحرضين، مثل معلمي المدارس الذين شجعوا الطلاب على المشاركة، وقد كانت تلك التهديدات غير فعالة فقد خرج الطلاب من الفصول الدراسية وانضموا إلى الإضراب وكذلك شاركوا في المسيرات العامة التي جرت في جميع أنحاء البلدات العربية في إسرائيل، من الجليل في الشمال إلى النقب في الجنوب
وأيضاً قد جرت إضرابات تضامنية في وقت واحد تقريبا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كنوع من الدعم للصامدين في الأراضي العربية المحتلة
وبحسب البروفسور "أورين يفتحئيل" لم يقم الفلسطينيين بأي احتجاجات ضد سياسات وممارسات إسرائيل قبل عام 1970، وذلك بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك الحكم العسكري في مناطقهم، والفقر، والعزلة، وعدم تبلور حركة سياسية قوية بين الفلسطينيين، والتجزؤ في حين كانت الحركة السياسية للأرض نشطة لحوالي عقد من الزمن، وقد اعتبرت أنها غير قانونية في عام 1964، وكانت أكثر المناسبات البارزة المناهضة للحكومة هي احتجاجات عيد العمال سنويا التي كان ينظمها الحزب الشيوعي
وفي 30 مارس 1997 - أتفق وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة على تجميد العلاقات السياسية والتجارية مع حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل وذلك ردا على سياسة الأخيرة في مجال الاستيطان وتهويد القدس الشرقية
وكعادة درويش دائما ما تجده حاضر للتعبير عن معاناة شعبه وتسجيل نضالة عبر كلمات قصائدة، فكتب محمود درويش ليوم الأرض قصيدة بعنوان الأرض وخلد فيها اسم "خديجة شواهنة" احد شهداء صبيحة 30 مارس يقول فيها:
أنا الارض والارض أنت
خديجة .. لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من اناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل
في يوم الأرض تحية احترام وتقدير واعتزاز بنضال الشعب الفلسطيني الشقيقي تجاة تمسكه بحقه المشروع في إمتلاك أراضية، تحية لكل الاخوة في الأراضي العربية المحتلة، تلك النفوس الاكثر حريه من كثيرين، تلك السواعد المقاومة
سجل #أنا_العربي