عيد فؤاد يكتب: حاكموا أبو الفتوح وأبعدوا هواة التريند عن المشهد الرياضي

فوجئت خلال الساعات الماضية مثل ملايين المصريين بانتشار فيديو عبر السوشيال ميديا، لـ "يحي أبو الفتوح"، نائب رئيس البنك الأهلي، قال فيه "التعليم في مصر بايظ علشان كده نتج عنه أهلاوية كتير، والبنوك ناجحة لأن كل قياداتها زملكاوية.!!"

الواقع والمنطق والعقل يؤكد على أن هذا الكلام لا يليق أن يصدر عن مسؤول يتعامل مع ملايين الأهلاوية، من خلال فروع البنك الأهلي المنتشرة في كافة محافظات ومدن المحروسة .

ألا يعلم أبو الفتوح"الزملكاوي" أن جماهير الأهلي تتجاوز الـ 80 مليون مشجع من أبناء مصر في الداخل فقط، يمثلون كافة طبقات المجتمع، من مثقفين وعمال، بداية من العَالِمْ، وانتهاء بالعامل، يتوسطهم كافة المهن العُليا، وأن ما صدر عن هذا المسؤول اللا مسؤول يُعد إهانة لهم جميعا، بل وتسبب في غضبهم وإثارتهم بدون داع في وقت نحتاج فيه للالتفاف حول منتخبنا الوطني الذي يستعد لمهمة قومية قوية، وهي المنافسة على كأس الأمم الإفريقية المقبلة التي تقام في المغرب في الفترة من 21 ديسمبر وحتى الثامن عشر من يناير2026 القادم .

الأهلي من جانبه سارع بتقديم شكاوي للعديد من الجهات لمحاسبة صانع الفتنة الجديد، يحي أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي كرد فعل طبيعي لنادٍ هو الأنجح على الإطلاق في المنظومة الرياضية على كافة الأصعدة، المحلية والإقليمية، والقارية، وصولا إلى العالمية .

النادي أرسل شكوى إلى أحمد كوجك وزير المالية، بصفة وزارة المالية هي المالكة للبنك الأهلي، وأخرى مماثلة إلى محمد عبد اللطيف وزير التعليم، بعدما أشار أبو الفتوح في الفيديو المنتشر إلى أن التعليم في مصر "بايظ علشان كدة نتج عنه أهلاوية كتير، والبنوك ناجحة لأن كل قياداتها زملكاوية"، وثالثة إلى أشرف صبحي وزير الرياضة، لمسئولياته عن المؤسسات الرياضية والشباب المصري الذي بات يتلقى تعليمًا، يراه نائب رئيس البنك الأهلي "بايظ"، كما كلف النادي محمد عثمان المستشار القانوني بتقديم بلاغ إلى النائب العام أيضا للحفاظ على حقوق الأهلي وجماهيره، وحتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات التي تثير الفتن بين أبناء الشعب مستقبلا، في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلى التكاتف ووحدة الصف لمواجهة كل التحديات .

خطأ أبو الفتوح ليس خطأ عادي، لذلك يجب أن يُحاسب ويكون العقاب على قدر الخطأ الكبير الذي وقع فيه، باعتباره صادر عن مسؤول وليس فردا عاديا، حيث يستحق الإقالة من منصبه ثم المحاكمة لصناعته الفتنة، بإهانة الأهلاوية على الرغم من اعتذاره غير المقبول .

لم أفهم لماذا تسرع يحي أبو الفتوح بارتكاب مثل هذا الخطأ الذي اعتذر عنه بعد ذلك، بعدما وجد التيار عالٍ ضده وتعرض لهجوم شديد من قبل جماهير الأهلي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجهة نظري الشخصية، أنه لو تمت محاكمة هاني شكري، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك على اللفظ الخارج الذي "سب" به جماهير الأهلي قبل عدة اشهر، ومن بعده مروان حمدي مهاجم بيراميدز، الذي سار على دربه وسب جماهير الأهلي أيضا بلفظ مماثل، ما تجرأ محمود أبو الفتوح أو غيره على انتهاج هذا السلوك الغوغائي وإهانة 80 مليون أهلاوي، بينهم العالم، وأستاذ الجامعة، والطبيب، والوزير وكافة فئات المجتمع.

الأغرب من ذلك دفاع بعض لاعبي الزمالك القدامى، وبعض المحسوبين عليه من هواة "التريند" في السوشيال ميديا وعلى الفضائيات عن أبو الفتوح بقوة، بداعي أنه كان "يمزح"، رغم أن ما ذكره الأخير في حق الأهلي لا يندرج تحت بند المُزاح على الإطلاق .

المؤكد أن تدني الأخلاق وزيادة الاحتقان بين جماهير أكبر فريقين في مصر يرجع لعدم توقيع عقوبة إدارية قوية أو إحالة المخطئ للمحاكمة الجنائية، فلو كان قد حدث هذا في حينه، وكذلك تم إبعاد هواة "التريند" عن المشهد الرياضي ما تجرأ أمثال هؤلاء على النيل من أكبر نادٍ في مصر وإفريقيا، من حيث الجماهيرية والبطولات والتاريخ ..ولكن الأمور تسير على طريقة "سداح ..مداح" والأخطاء هي هي، والاحتقان يزداد ..والفجوة تتسع ..بسبب تشجيع المخطئ على التمادي في خطأه وكذلك تشجيع الآخرين على الحذو حذوه، ليس لشيئ سوى التقليل من الأهلي "الناجح"..وربنا يستر فيما هو قادم، طالما تواجد بيننا مثل هذه النوعية من العقول الخاوية التي لا تعرف عواقب ما تتفوه به في لحظة "طيش" وتظنها مُزاح .