الإثنين 20 أكتوبر 2025 11:39 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أدب وثقافة

الأديبة منال رضوان تكتب: لم يضحك أحد!!

الكاتبة منال رضوان
الكاتبة منال رضوان

لم يضحك أحد

لم يكن يحتاج سوى لحظة ملل؛ كي يجد فريسته.
مرّر إبهامه على الشاشة، ليتوقّف عند صورةٍ لامرأةٍ بوجهٍ متورّم، ملامحها غارقة في انتفاخٍ غريبٍ لا يُشبهها.
ابتسم بخفّة، كتب تعليقًا ساخرًا، وانتظر...

في ثوانٍ، تتابعت "هاهاها" "كله فيلر يا أستاذ"، "أنت متابع: فين رقم المدام؟"…
ضحك الجميع، كانت أمسية خفيفة، لا شيء فيها سوى القليل من الدعابة على حساب وجهٍ مجهول.

في مكانٍ آخر، كانت المرأة تتشبث بحافة فراشها محاولة أن تُخفّف ضغط الحذاء على قدميها.
أنهت لتوّها يومًا طويلًا في عملها، وتهيّأت لتبدأ مرحلة جديدة من علاجٍ يفرغ المياه المحتبسة في جسدها؛ بفعل مرضٍ مزمنٍ أنهكها.
لكنها، قبل أن تُطفئ الضوء، فتحت هاتفها، باغتتها صورتها وقد غدت مادة للتندر.
كانت تتنقل بين التعليقات كما يتناوب الجرح بين مواضعه، كلّ سطرٍ يترك أثرًا أعمق، كل تفاعلٍ يلكزها بحدة، كل ضحكةٍ تنزف معها قطرة من كرامةٍ.

أغلقت الهاتف، وغفت على قرارٍ صامت؛ لن تُكمل العلاج، وستظهر بصورة اعتادها الجميع.
في الصباح، ربما ارتدى الرجل عباءته البيضاء، ربما خرج مطمئنًا إلى صلاة الفجر، ربما فكّر عابرًا أنه ما قصد أذًى، بل أسدى معروفه، لتتضح الفروق بين البوتوكس والفيلر؛ ما هذا إلا لتوعية الصغار، رفع يديه بالدعاء، شاكرًا حامدًا أنه صاحب بصيرة نافذة، وانصرف...
أقول: ربما.
أما هي، فكانت تغوص في فراشها من دون أن تبدي خوفًا من غدٍ آتٍ.
الدواء متروك على الطاولة، الماء إلى جواره، لا شيء سوى لكزات التعليقات.
فجأة، يومض هاتفها، قبل أن يخفت الضوء على نص تخييلي:
وهذه المرة…
لم يضحك أحد!
#منال_رضوان
#لم_يضحك_أحد
#قصة_قصيرة

منال/رضوان