أشرف محمدين يكتب: الخير والحق والجمال… مثلث الحياة الذي لا ينهار


في عالم تموج فيه الصراعات وتتشابك المصالح وتتزاحم الرغبات، تبقى هناك قيم ثلاث خالدة تشكل جوهر الوجود الإنساني، وتمنح للحياة معناها الأسمى: الخير، والحق، والجمال. هذه القيم ليست شعارات براقة أو ألفاظًا تُزيّن الخطاب، بل هي ركائز الحياة التي لا تنهار، ومفاتيح لفهم معنى الإنسانية في أعمق صورها.
الخير هو الروح التي تبعث الدفء في قلب العالم. ليس منحة عابرة ولا عملًا وقتيًا، بل هو اختيار يومي ينبع من قلب يؤمن بأن إنسانيته لا تكتمل إلا بالعطاء. الخير هو أن تمد يدك لتواسي، أن تزرع الأمل في أرض يابسة، وأن تمنح الحنان لمن لا يعرفون كيف يردّونه. إنه الفعل الذي يجعل من العالم مكانًا يمكن احتماله، ويمنح للحياة طعمًا يليق بكرامة الإنسان.
أما الحق، فهو النور الذي يبدّد ظلمات الباطل، والبوصلة التي تعيد للخطى توازنها حين تنحرف. الحق لا يُقاس بالقوانين وحدها، بل هو إحساس داخلي بعدالة الوجود، وإيمان بأن لكل إنسان كرامة لا تُمسّ. من يقف إلى جانب الحق، وإن كان وحيدًا، يربح احترام التاريخ وطمأنينة الضمير. لأن أمة بلا حق كالسفينة التي تبحر بلا شراع، لا تعرف طريقها، ولا تبلغ شاطئها الآمن.
ويأتي الجمال ليمنح للحياة بريقها ودهشتها. فالجمال ليس محصورًا في لوحة فنية أو قصيدة شعر، بل يسكن في أبسط تفاصيل الوجود: في ابتسامة أمّ، في لمسة حنان، في كلمة طيبة تُقال في لحظة وجع. إنه السرّ الذي يجعل الإنسان قادرًا على التوازن بين ماديات الحياة وروحانيتها، ويذكّره بأن العيش ليس مجرد بقاء، بل فن في التذوق والامتنان.
هذه القيم الثلاث لا تنفصل عن بعضها، بل يتكامل بعضها مع بعض. الخير بلا حق يتحول إلى ضعف أو استغلال، والحق بلا جمال يصبح قسوة وجمودًا، والجمال بلا خير يغدو زينة خاوية بلا روح. ومن يجمع بينها يقترب من الكمال الإنساني الممكن، فيصبح قلبه نقيًا، وعقله مستقيمًا، وروحه قادرة على التحليق.
لقد علّمتنا مسيرة التاريخ أن الحضارات التي نسجت في نسيجها خيوط الخير والحق والجمال بقيت خالدة، أما التي انفصلت عنها فانهارت مهما بلغت قوتها المادية. الإنسان يُذكر بما أعطى لا بما امتلك، وبما أنصف لا بما فرض، وبما أبدع لا بما زيّف. وكل لحظة مضيئة في التاريخ كانت نتاجًا لهذه الثلاثية التي تهب للحياة معناها الحقيقي.
فلنسأل أنفسنا كل يوم: هل زرعنا خيرًا في قلب أحد؟ هل دافعنا عن حق ولو كان بسيطًا؟ هل أضفنا لمسة جمال إلى حياتنا وحياة من حولنا؟ إن كانت الإجابة “نعم”، فنحن نسير في الطريق الصحيح، لأن الطريق إلى المعنى لا يُقاس بسهولة السير فيه، بل بعمق الأثر الذي نتركه ونحن نسير. وفي النهاية، لا يبقى من الإنسان سوى ما جسّد به هذه القيم الثلاث: خير زرعه، وحق صانه، وجمال نشره في العالم. عندها فقط، يصبح جزءًا من لحن أبدي لا ينقطع، لحن صنعته القلوب الطيبة، والعقول العادلة، والأرواح الجميلة.



















استجابة سريعة من مديرية أمن سوهاج..ضبط صاحب فيديو إستقطاب الفتيات لممارسة الأعمال...
تموين القليوبية تضبط مخالفات كبيرة وتشدد قبضتها على الأسواق
مصدر أمني: ضبط إحدى السيدات بحوزتها بطاقات شخصية لعدد من السيدات
الداخلية ترد على تداول عدد من مقاطع الفيديو تدعي وجود مخالفات أمام...
بالصور .. برعاية سيلفر سكرين .. سفراء ومشاهير يحتفلون بإطلاق معرض ”مرئيات...
انطلاق كأس العالم للاولمبياد الخاص لكرة السلة الموحدة 3×3 للأولمبياد الخاص بورتوريكو...
«لارز للتطوير العقاري» تطلق مشروع «مداي» بالعاصمة الإدارية باستثمارات 17 مليار جنيه
رئيس هيئة الشراء الموحّد يشهد اختيار جمهورية مصر العربية ضيف شرف للدورة...