الليلة... الفراعنة في مواجهة إسود الكاميرون من أجل كتابة رقم جديد


يلتقي اليوم منتخب مصر مع نظيره الكاميروني في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية الثالثة والثلاثون.. ويسعى كل من الفريقين الكبيرين للفوز باللقاء والوصول لنهائي البطولة لحصد اللقب في مواجهة إسود التيرانجا السنغالية.. التي صعدت أمس للمباراة النهائية بالفوز على الخيول البوركينابية 3-1..
وحقق الفراعنة فوزا غاليا في ربع النهائي.. وهو فوز "من فم الأسد".. بعد مواجهة شرسة مع إسود الأطلسي في مباراة شهدت العديد من الأحداث قبل وأثناء وبعد المباراة.. وإنتهت المباراة بفوز غالي حققه المصريون على أشقاءهم المغاربة.. حيث تعادل الفريقين ثم حققت مصر الفوز 2-1 بعد تمديد الوقت..
وقبل المباراة كان هناك إحساس بالقلق من الجمهور المصري.. حيث إعتاد على ما يسمى ب"عقدة المغرب".. وترجع هذه التسمية إلى عدم قدرة الفريق على تخطي المنتخب المغربي طوال أكثر من 60 عاما.. بإستثناء مرات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة.. في مقابل إنتصارات كثيرة للفريق المغربي.. وأحداث وفرص ضائعة كثيرة من المصريين خلال مواجهات الفريقين لا تزال عالقة في أذهان الجمهور..
وترسخت هذه العقدة مع إنطلاق مباراة الفريقين الأخيرة.. فبعد أقل من 7 دقائق على البداية كان المغاربة متقدمون على المصريين بهدف للا شيء سجل بواسطة الجناح الأيسر المغربي سفيان بوفال من ضربة جزاء.. وكان الهدف كفيلا بالقضاء على أمل المصريين وطموحهم في الوصول لنصف نهائي البطولة.. خاصة مع إصابة المدافع المخضرم أحمد حجازي مصابا مع بداية الشوط الثاني.. إلا أن الفريق المصري بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش إستطاع أن يتدارك الموقف ويقلب الطاولة على منافسه.. فتعادل محمد صلاح لمنتخب مصر مع بداية الشوط الثاني إثر متابعة لرأسية المدافع محمد عبد المنعم والتي تصدى لها الحارس الكبير ياسين بونو.. لتجد قدم صلاح في إنتظارها ومنها إلى الشباك المغربية..
وإنتهى الوقت الأصلي بتعادل الفريقين.. ليبدأ الوقت الإضافي بخروج الحارس المصري محمد أبو جبل مصابا.. وهو الحارس الثاني للفريق والذي نزل بديلا للحارس الأول محمد الشناوي المصاب أيضا في المباراة السابقة ضد ساحل العاج.. لينزل الحارس الثالث للفريق وهو الشاب محمد صبحي.. وهو حارس واعد إلا أن المباراة كانت الأولى دوليا بانسبة له مما صدر القلق للمصريين مجددا..
لكن قبل نهاية الشوط الثالث كان المصريين على موعد مع السعادة.. فمن خلال هجمة مصرية بعكس إتجاه اللعب إنطلق محمد صلاح من الجناح الأيمن ومرر كرة "مقشرة" إلى محمود حسن "تريزيجيه".. ولم يجد الأخير صعوبة في تسديدها إلى المرمى المغربي.. وتمر الدقائق المتبقية صعبة على المصريين حتى يطلق السنغالي ماجيت نداي صافرة النهاية معلنا صعود الفراعنة للدور نصف النهائي..
وشهدت اللحظات التالية لنهاية المباراة إشتباكات بين لاعبي ومسئولي الفريقين.. نتجت عنها قرارات رادعة من الاتحاد الإفريقي ما بين إيقافات وغرامات.. أبرزها إيقاف المدافع المصري الشاب مروان داود..
ولم يكن صعود منتخب الكاميرون للدور ذاته سهلا.. فقد واجه منتخب جامبيا العنيد والذي تمكن من الصمود طوال الشوط الأول من المباراة.. قبل أن يتفوق الإسود بهدفين للا شيء سجلهما مهاحمهم كارل توكو ايكامبي..
ويتوقع الجميع مباراة شرسة بين الفراعنة والإسود التي لا تقهر.. وهي المواجهة الحادية عشر بين الفريقين في النهائيات الإفريقية.. حيث حقق كل من الفريقين أربعة إنتصارات مقابل تعادلين.. في مباريات شهدت تألق طاهر أبو زيد وحسني عبد ربه ومحمد زيدان ومحمد أبو تريكة وأحمد حسن من مصر.. وروجيه ميلا والفونس تشامي وصامويل لإيتو وفانسان ابو بكر من الكاميرون..
وإذا كان الفريقين هما الأكثر تتويجا بالبطولة عبر تاريخها.. بتفوق مصر برصيد 7 ألقاب مقابل 5 للكاميرون.. فأن هناك رقم أخر في إنتظار المصريين في حالة الفوز باللقب.. وهو الفوز بالبطولة للمرة الخامسة خاج الديار..
فعلى هذا الصعيد يتصدر منتخب الكاميرون الفرق الإفريقية.. وهو الفريق الذي نظم النسخة الثامنة من البطولة على أرضه عام 1972 بمشاركة 8 فرق.. وخسرها بالخروج من نصف النهائي حيث إنهزم أمام منتخب الكونغو 0-1.. وإكتفى بإحتلال المركز الثالث.. إلا أن إنتفاضة الكاميرون منذ بداية الثمانينات حققت لهم 5 بطولات خارج أرضهم.. في 1984 بساحل العاج و1988 بالمغرب و2000 بغانا ونيجيريا و2002 بمالي و2017 بالجابون.. أما مصر فحققت اللقب خارج أرضها 4 مرات فقط.. في السودان 1957 وبوركينا فاسو 1998 وغانا 2008 وأنجولا 2010.. وينتظر المصريون الفوز بنسخة الكاميرون 2021 لمعادلة رقم أصحاب الأرض..