الثلاثاء 23 أبريل 2024 02:56 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

عامريات..  من يعلن براءة حمد؟ 

النهار نيوز

 

 

يسألونا دائماً عن حال البلاد والعباد.. نقف حيارى ولا نعرف بماذا نجيب.. هل نقول الحقيقة كما هي أم نجمّل المفردات ونتجاوز الطرائق المستقيمة ونستعين ببدائل عنها وهي (المعوجّة) المتعرجة التي لا نعلم أين سيكون السقوط فيها..

كلما هممنا بالكتابة عن الحال والأحوال، نصاب بالاحباط.. لأن الواقع مؤلم وكئيب.. بل مقرف حدّ الغثيان..

نسأل أنفسنا.. لماذا نحن فقط من نعاني؟

لماذا نحن فقط من ندفع الثمن باهضاً من حياتنا وصحتنا وأعمارنا التي شارفت على النهاية؟

ترى لماذا تنتصر ارادة (الشللية) دوناً عن الأغلبية؟ سؤال صعب كلنا نعرف اجابته! وقبل ان نتعمّق أكثر.. نكشف بل نقرّ بأننا (شططنا) اليوم عن الرياضة وموبقاتها التي لم تعد تبتعد كثيراً بمن فيها عن أهل السياسة والحل والربط..

اغلبهم باتوا من التجّار ثقيلي الأوزان والاوزار.. مع اننا حين رأيناهم اول مرة، كانوا من فصيلة الحفاة العراة..

اي منطق هذا الذي يجعل من مشكولي الذمم (قادة)..

صراحة أصبحنا نتحسّر ونحن نبحث عمن يقودنا نحو الخلاص الذي طال انتظاره وما من مغيث..

قبل أيام تصاعدت نسبة المتعاطين مع اسم (حمد) حتى شكّل (ترند) كاد يودي بشبكات التواصل الاجتماعي بكل منصّاتها ويدفع بها إلى انتحار محركاتها ولكن.. الله ستر ومرّت موجة (حمد) التي كشفت كل ما جرى ويجري وتحمّل (المظلوم حمد) كل خطايا الأزمنة التي مرّت.. مع أن حمد بريء كذئب ابن يعقوب والكل يعلم بذلك..

خاف الذين استغلوا حمد من التطرّق لأسماء حقيقية عاثت بالمجتمع فساداً وتفريقاً وقتلاً ونهباً.. حتى أضحينا كالعميان الذين فرحوا بما أصابهم كي لا يروا الحقيقة التي قد تعمي قلوبهم أيضاً..

ما نريد قوله تم اختصاره من مطلع القرن الماضي ولأهمية ذلك نستشهد بما قيل في تلك الحقبة..

هناك قصة قصيرة نُشرت لأول مرة سنة 1904 في مجلة ستراند البريطانية بقلم المؤلف هربرت جورج ويلز..

"يحدثنا فيها المؤلف وكاتب القصة هذه عن مرض غريب انتشر في قرية نائية معزولة عن العالم بجبال الانديز فأصاب المرض سكان القرية بالعمى..

 

ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلتهم بالخارج ولم يغادروا قريتهم قط تكيفوا مع العمى وأنجبوا أبناء عُميان جيل بعد جيل حتى أصبح كل سكان القرية من العميان ولم يكن بينهم مبصر واحد..

 

وذات يوم وبينما كان متسلق الجبال (نيونز) يمارس هوايته انزلقت قدمه فسقط من أعلى القمة إلى القرية لم يُصب الرجل بأذى..

 

إذ سقط على عروش أشجار القرية الثلجية، أول ملاحظة له كانت: أن البيوت بدون نوافذ وأن جدرانها مطلية بألوان صارخة وبطريقة فوضوية ..

 

فحدث نفسه قائلاً : لا بُد أن الذي بنى هذه البيوت شخص أعمى...

 

وعندما توغل إلى وسط القرية بدأ في مناداة الناس، فلاحظ أنهم يمرون بالقرب منه ولا أحد يلتفت إليه هنا عرف أنه في (بلد العُميان)..

 

فذهب إلى مجموعة وبدأ يعرف بنفسه.. من هو وماهي الظروف التي أوصلته إلى قريتهم؟

وكيف أن الناس في بلده (يبصرون)..

وما أن نطق بهذه الكلمة.. أحسّ بخطر المشكلة وانهالت عليه الأسئلة:

ما معنى يبصرون؟ وكيف؟ وبأي طريقة يبصر الناس؟ سخر القوم منه وبدأوا يقهقهون!

 

بل ووصلوا إلى أبعد من ذلك حين اتهموه بالجنون وقرر بعضهم إزالة عيون (نيونز) فقد اعتبروها مصدر هذيانه وجنونه..

لم ينجح بطل القصة (نيونز) في شرح معنى البصر، وكيف يفهم من لا يبصر معنى البصر.. فهرب قبل أن يقتلعوا له عينيه وهو يتساءل كيف يصبح العمى صحيحاً بينما البصر مرضاً؟!.“

 

موطن العميان، هو كل مجتمع يسوده الجهل والفوضى والفساد والتخلف والفقر والعنف والتعصب.. بسبب افكار غير صالحة ومُهيمنة عليه.. وأي دعوة تنويرية تخرج للعلن، تواجه برفض وريبة وعنف.

 

وطن العميان هذا هو كل مجتمع تسوده الطائفية البغيضة وكره الآخر المختلف.. والتبرير لإيصال الأذى لكل من أختلف..

 

بؤرة العميان هذه، هي ذلك المجتمع الذي يوجد فيه أفراد جل همهم ماذا يأخذون منه لا ماذا يقدمون له..

ونحن بعد الذي حصل لنا هل من طاقات بصيرة تأخذ بأيدينا بدلاً عن تركنا (أكفاء) لا نبصر الا بقلوب قاربت على التوقّف كبراً وهرماً لا بفعل التدخين الذي لم نلتزم بجمل التحذير منه.. ويكفي أننا من عقود نستنشق دخان البارود الذي لم يتوقف ويبقى السؤال أيهما أشد.. دخان السجائر أم الرصاصات والقذائف المنفلتة؟

لا تتهموا "حمد" بل اجهروا بالأسماء الصريحة إن كنتم بحق مبصرين.. واتركوا "حمد" للكبير مظفّر النوّاب ولفنان الأرض ياس خضر الذي غنّاها وقال.. "مرينه بيكم حمد واحنه بقطار الليل واسمعنه دگ اگهوه وشمينه ريحة هيل....... "

دمتم أخيار بلدي فقط.. وإن شاء الله لنا عودة.. هذا (إذا ما صار شي)..