السبت 23 أغسطس 2025 11:25 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

السياسة والبرلمان

الدكتور أيمن سلامة يكتب : الشائعات الزاحفة و التصدي الفوري من جهاز الأمن الوطني المصري

النهار نيوز

الشائعة الزاحفة هي شائعة انسلالية ، تزحف بخبث و بطء ، وتستخدم مثلا ًلتشويه سمعة القادة أو الزعماء أو رجال الدولة ، أو لوضع العصي في دواليب النظام الحاكم ، لإحداث صدمات سيئة لدي المواطن و المجتمع .

اياً كان نوع الشائعة فهي تنتشر في مواقف الحرج والاضطراب و القلق والفوضى ، كما تنتشر أكثر إذا كانت تدور حول موضوع هام ، و قد تعبرعن جزء بسيط من الحقيقة المتعلقة بموقف ما.

يجب أن يكون موضوع الشائعة ذو أهمية اجتماعية في حياة الناس ويجب أيضا أن تعتمد على الأمور الغامضة، لأن وضوح الرؤية لا يدع مجالاً للشك، ولا يترك فرصة لقبول الشائعات، ولذلك من وسائل التحصين ضد الإشاعات تعريف الشعب بالحقيقة قدرالإمكان ، وهذا ما حدث فعلياً من جهاز الأمن الوطني بعد ساعة واحدة من الفيديو الإحتيالي بواسطة المتآمرين مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ، وفق بيان جهاز الأمن الوطني المصري .

تشبع الشائعة حاجة الناس إلى الاستطلاع أي حب الاستطلاع، وحب المعرفة ويميل الناس میلا سیکولوجيا إلى البعد عن الحياد أو اتخاذ المواقف الحيادية، أو الاتجاهات الحيادية، ولكن الإنسان يميل إلى المبالغة في القول أو الإنكار، أي إلى اتخاذ موقف انفعالي .

إن الهدف النهائي للترويج المتحرك سلبا أو إيجابا، عن طريق تعمد المبالغة أو التشويه أو التهويل، هو التأثير النفسي في الرأي العام المحلي أو الإقليمي أو العالمي أو النوعي تحقيقا لأهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية على نطاق دولة واحدة أوعدة دول أو على النطاق العالمي ككل .

ما سبق كشفت عنه الإعترافات المثيرة للمحتالين المتآمرين علي تنفيذ مخططات إجرامية تنفذها الكيانات المعادية للأمن المصري ، من خلال ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة بهدف إثارة البلبلة في أوساط المواطنين وتشويه صورة مؤسسات الدولة أمام الرأي العام.

يقع العبء الأكبر في مواجهة الشائعات على وسائل الإعلام ومن خلفها السياسي البارع،و المخطط الذكي، والمحلل الداهية ، و مهرة الإعلام والدعاية وخبراء علم النفس المخضرمون .

بالإضافة إلى ضرورة أن تكون المواجهة فورية،كما حدث في مواجهة الفيديو الإحتيالي ، فعلى المواجهة أن تحدد أبعاد وأعماق الشائعة وتخضعها لدراسة علمية دقيقة ، وتكشف أهدافها القريبة والبعيدة بالتعرف إلى الإطارين الزماني والجماهيري اللذين ظهرت الشائعة في حدودهما ، ولا مشاحة أن كل هذه الأبعاد والأعماق والصُعد قد تناولها البيان الرصين الذي صدر عن قطاع الامن الوطني في مصر ، و بالرغم من محدودية الوقت المتاح لإصدار مثل هذه البيان المهم .

بما أن الشائعة قد تأخذ شكل الخبر أو الرواية الكلامية أو الحدث المختلق أو الصورة وتأخذ أيضا طابع الرسم الكاريكاتوري أو غير ذلك، فالمواجهة تقتضي وبسرعة وحذاقة وذكاء الربط بين التوقيت الزمني للشائعة وكل من الشكل الذي تأخذه والموضوع الذي تتناوله والجمهور المستهدف ، ثم التنبؤ بالآثار التي يمكن أن تترتب إذا تواجه الشائعة بالتوضيح والتصويب والتفسير المناسب.

أيضا يلعب الوعي الوطني دوره الفعال في مقاومة الشائعات، فالفرد الواعي لا يقع ضحية الشائعة، والفرد الذي يعرف جيداً خفايا الشائعات يحصن نفسه ضد سمومها .

من المهم في مجال مجابهة الشائعات أن تُدعم المؤسسات ويُحصن المجتمع ضد الإشاعة ذات الأهداف الشريرة المنبثقة من الإرهاب وزُمره ،وهنا تتوثق علاقة الحماية الأمنية وتترابط جميع الحلقات بتعاون فعال ، وذلك يُستكمل عندما يتشاطر المواطن والجهات الأمنية معاً الأمر الذي يؤدي من حيث الهدف إلى تعزيز الدورالإعلامي لنقل المعلومة والخبر الأمني في آن واحد ، وبتوثيق نقي وصادق لصالح المصلحة الوطنية من دون إخفاء الحقائق لعدم وجود ما يمنع من نشر الأخبار بما يحقق التوثيق السليم لإظهار سلامة النو