حوار عراقي في ”ستاد” النهار المصري
قاهرة السرطان ”ثانية” الفنانة العراقية المتمرّدة ”ميلاد سرّي”.. رحلتي في الحياة صعبة ومرضي كشف المستور..!


- من فندق في الحياة إلى أحدث أعمالها "الفندق"
- احترفت الرقص الشرقي عن قناعة والصُدفة قادتني للتمثيل..!
- تزوّجت ثلاثاً وطلّقت الزواج بالثلاثة !!!
- اسمي وعمري حقيقيان وليس لدي ما أخفيه..!
- أعدت ابني إلى حضني من جديد مسامحة إياه
- أبي ناظم كان شيوعياً و"سرّي" انقذه من أشياء كثيرة..!
- في شارع النهر "عركتني" الحياة فأصبحت كاشيرة وراقصة فممثّلة..!
- أولادي في التلفزيون والمسرح كثر..
- لا أفرق بين "مناوي وبلبل" وتبقى الموت والعذراء…!
هي أنثى ككل النساء، لكنها صعبة المراس حدّية بالتعامل تعشق المواجهة والوحدة.. أدوارها متنوّعة وحياتها سلسلة متصلة من المآسي التي تخللها بعض الفرح.. قاومت بجبروت الأنثى "وحشاً مخيفاً" وقبل أن يقول كلمته الفصل معها هزمته بتحدٍ للمرّة الثانية بعد أن هددها سنة ٢٠١١ وعاودها سنة ٢٠١٨ معتمدة على الله وحده..
خسرت المال وكسبت الصحة.. لم تعد تخشى "العوز" بعد أن جربته وهو الآخر طرحته بأنفة الأميرات التي تفاخر بها دائماً..
تنقّلت بين بلدها العراق ومكان علاجها "الأردن" لعدم وجود "جهاز العلاج" في الوطن..!
تعرفت على أناس في رحلة العلاج تمنّت أنها لم تعرفهم بعد أن أخذهم منها (مرض الموت)..
هي لوحة "آشورية" بابلية" عانية" عراقية جميلة رسمتها الحياة بريشة فنان "معتّق" عارف كيف يظهر ويبقي على الجمال بتفاصيل دقيقة لا ينال منها الزمن أو المرض..
ضَيفة "ستاد" النهار نيوز هي الممثلة العراقية الأنيقة الجميلة ذات الكاريزما المحببة.. ميلاد سرّي..
أهلاً بك يا ميلاد في النهار نيوز ونحن نطوي صفحة "سنةٍ" ربما كانت الأصعب عليك، بل على العالم أجمع ونترقب كي نفتح سجلٍ لعام جديد نريده مليءٍ بالخير والأفراح..
شكراً لكم على هذه الكلمات والتواجد معنا لتسليط الأضواء والتعريف بميدان الفن العراقي الزاخر بالكثير من الألق والمتألقين لنجوم كانوا وغيرهم أصبحوا..
ممكن نتعرّف على الانسانة ميلاد سري
أنا "ميلاد سري معروف العاني"..
انسانة عادية قبل أن أكون فنانة..
بسيطة واجتماعية، أحب الخير لكل الناس، متمردة كثيراً علي النفس، صعبة المزاج والـ"مراس" أعترف أني جداَ صعبة ولا أرجع في قراراتي أو أسامح بسهولة الا ما ندر، وعندما أسامح لمرة لا أعود وأسامح ثانية أبداً، أعطي فرص عديدة للشخص المقابل كي لا أفرّط به.. ويبقى هو وخياراته في التعوّد على طبيعتي كما أني أمتلك احساساً كبيراً بالشيء الذي يمكن حصوله قبل أن يقع وهذه الميزة مكّنتني من أشياء كثيرة اتخذتها لاحقاً معتمدة على حدس الحاسة السادسة.!
أنا إنسانة تَعَلّمَتْ الكثير وهي صغيرة، عملتُ في كثيرٍ من المجالات، بدأت بشارع النهر في معمل للأحذية النسائية كما عملت أيضاً "كاشيرة" في أحد الفنادق هذه بدايتي في التعرّف على الحياة كانسانة..!
أما "الفنانة ميلاد سري" فإنها لا تختلف بشيً، ولم تتغير عما قلته عن الإنسانة.. هي فنانة بسيطة تحب الجميع وتسعى للكل بدون مقابل وتتعامل مع الجميع سواسية، ليس عندي فرق بين أحد أو أقيس بالتعامل حسب، هذا صغير وذاك كبير.. كلنا خلقنا من تراب ومهما عشنا مرجعنا إلى التراب..!
هل أن اسمك الحقيقي هو ذاته "الاسم الفني" وهل هناك ما تودين كشفه عن سرٍ ما في الاسم..؟
نعم اسمي "ميلاد سري معروف".
هو الحقيقي والفني لي.. واسم "سرّي" هو الاسم البديل لوالدي الذي كان (مطارد) وقت تبديل اسمه بسبب انتمائه للحزب الشيوعي الممنوع في العراق.. فأبدله من (ناظم ليصبح سرّي)..!
أعمالك الفنية ماذا عنها وآخرها وهل هناك بالأفق من جديد..؟
لا أستطيع انتقاء الأبرز بين أعمالي على الإطلاق.. صعب.. صعب التشخيص، لأنها كثيرة "كلهم اولادي" مثل مسلسلات "مناوي باشا ومن بعده دار دور وزمن حيران وأمطار النار وسيدة الرجال وبيت البنات ومعروف الرصافي وحَرائق الرماد والحفرُ الباطن" وآخرهم الأحدث "الفندق" والجديد إن شاء الله يعلن عنه بوقته..
عانيت مؤخراً وخصوصاً في رحلتك مع المرض (الكانسر) السرطان، كيف كانت وهل تصفي لنا شعورك وانت تتحديه وتهزميه..؟
رحلتي مع الكانسر. طويلة وجميلة ومؤلمة وصف ما مررت به بسطور لا يمكن أبداً عليه أختصر القول بالأهم.. أولًا عانيت من العوز بشكل لا يصدّق وثانياً كانت معاناتي أكبر مع من اسميتهم أصدقائي من الجنسين، لكن الله لطف بي وأنا كنت مؤمنه بالله وحده والقضاء والقدر.. خسرت كل شيء، والحمد لله الذي عوّضني بالصحة والعافية وهو الأهم.. شعور جميل وأنا اتحدى أخطر مرض وهو "السرطان" الله كان معي في كل لحظة ومحنة مررت بها.. كان الله ولا زال عطوفاً بي.. الحمد لله دائماً وأبداً.. رغم الغصّة التي بقيت بسبب بعض المتنمّرين ممن (أفرحهم مرضي) كما يبدو وأخذوا يتحدثون عني بأشياء غير حقيقية عنوانها "الشماتة".. ترى من هو الذي يتشفّى بالمريض..؟ هذا السؤال متروك للمتابعين للجواب عليه..!
من وجدتهم قربك بأصعب ظروفك..؟
كثيرون ولله الحمد، كان معي أعداد غير قليلة من الأوفياء.. ومعذرة بدون ذكر أسماء، كي لا أنسى أحد منهم وأبقى شاكرة لهم كثيراً.
يحكى عن ميلاد أنها كثيرة الحب والعشق والزواج.. تحدثي أنت بالحقيقة وكم هي عدد مرات الزواج التي مررت بها.. وأسعدها واتعسها..؟
أحب نعم.. أعشق نعم..
أما كثيرة الزواج.. كلا..! هيا قسمة ونصيب وانتهى كل شيء مع ثالثهم..!
إن شاء الله يبقى الحب موجوداً يمشي معنا، لأننا لا نكره ولا توجد نقطة الكراهية في قلوبنا العامرة بالحب.. وبالمناسبة ولا "جوازه" من التي مضت أسعدت بها، لهذا اغلقت باب الزواج نهائياً..!
وإذا طرق الحب بابك كيف تردين.. لأننا نتابعك ونسمعك دائماً تقولين "الوحدة أجمل شيء مررت به" وحدة بلا حب..!؟
ذا صحيح.. اجمل شيء في الحياة هو الحب الصادق الذي يأتي بدون موعد أو سابق إنذار ولكن تبقى "الوحدة" أجمل شيء لدي أو حصل معي.. وإن كان لي نصيب في الحب.. ثق سيأتي..!
يعني تترقبين الحب..؟
لا تعليق.
هل تكشفي عن عمرك الحقيقي وأيضاً الفني..؟
عمري الفني ٢٥ سنة أما عمري الحقيقي.. أذكره ولا أخشى بذلك بالكشف عنه.. أنا من مواليد شباط ١٩٧٦ يعني "٤٤" سنة.. هذا هو عمري.. البعض يقيس العمر بالسنين والأعوام.. العمر الحقيقي هو الذي تعيشه بلا هواجس بسبب جري الأيام..!
من أعطاك جواز المرور لدخول عالم الفن كراقصة حسب علمنا ومن ثم ممثلة.. ولماذا لا يحترم الرقص الشرقي في العراق..؟
أنا كنت موديل إعلان وعارضة أزياء.. في يوم.. رأتني المتعهدة "مي حاتم" وطرحت عليّ الفكرة.. أنا وقتها فرحت كثيراً وبدأت أعمل في حفلات الأعراس ولم أتردد أبداً باحتراف الرقص الكل يحبون الرقص ولا أعلم لماذا التحسس عندنا من عمل الراقصات..!
أما التمثيل.. فدخلت من باب جارة لي كانت تعمل في المسرح وانسحبت من العمل وأدخلتني أنا في أول مسرحية لي وكانت "عقود فرهود" للمخرج حسين علي صالح عام ١٩٩٥..!
أجمل الأدوار التي قمت بها والجوائز التي حصدتها..؟
أجمل أعمالي الجادة، كان عمل مسرحية "الموت والعذراء" وحصلت عنها على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان المسرح العالمي في سورية وكذلك في مهرجان تونس.. أنا أحب كل أعمالي المسرحية الجادة وحاصلة من خلالهم على جوائز محلية كثيرة داخل بلدي العراق..
عمل كنت تحلمين تمثيله ولم تتحقق الفرصة لذلك..؟ وآخر تمنيت تمثيله وكان لفنانة أخرى.
أنا لم احلم يوماً بأداء دور ما بعد، لأني جسدت أغلب الشخصيات من التي كنت أرغب بتجسيدها وأنا مقتنعة بما قدمته من انجاز في حياتي الفنية ولم أنظر يوماَ للذي عند غيري أو ألتفت إلى الوراء ..
بمن تأثرت وكيف ترين الفن العراقي..؟
الفن حالياً بقي يعاند كل الظروف القاسية التي يمر بها والمنافسة تبقى موجودة في كل العالم، هل تصدّق إن قلت لكم.. أني لم اتأثر بأي فنانٍ لا عراقي أوعربي ولا حتى عالمياً..أستمتع بكل ما أراه وهذا يكفيني..!
هل لديك ذكريات في مصر أم الدنيا وتتمنين التمثيل هناك..؟
أتيت مصر مرة واحدة وكانت في مهرجان مونديال.. وكان الكرنفال جميلاً جداً.. لكن حظي العاثر جعلني لا أستمتع بالزيارة، حين مرضت بشدّة في أول أيام المهرجان… تضحك "ههههههه" وتردد بعدها.. راحت عليّ الفرصة.. وتستدرك.. إن كان لي نصيب هناك سوف أعمل في مصر أم الدنيا.. لأن فيها الحياة والفن والفرص والرزق.. و"إللي إلك ميروح لغيرك"..!
كيف تردين على الشائعات التي تنال منك ومن سيرتك وشخصك..؟
اردهااا بـ"ههههههههههه" ضحكة جميلة مصحوبة بـ(قهقه) قوية.. أرى وأسمع ولا أرد عليهم دعهم يتكلمون حتى ازيد من حسناتي..!
هل حقاً الأنثى لا تتعلم من الدروس التي تمرّ بحياتها وتقع بذات الأخطاء؟
كلا بالعكس فالانثى تتعلم، لكنها تعطي الفرصة لنفسها كثيراً قبل كل شيء ويبقى القدر مكتوباً لا يتغيّر..!
ممكن نعرف أقرب الأصدقاء لك من الوسط الفني أو خارجه ومن الأثير بينهم عندك؟
من الوسط الفنانة القديرة سمر محمد والفنانة بيداء رشيد والفنان رائد محسن.. و"ماما أم سلافه" وجدان الأديب ومن خارج الوسط، عندي الكثير من الأوفياء..!
علاقتك مع ابنك التي قلت عنها لن تعيديها أبداً وقاطعته لسنوات..؟
الحمد لله انتهت تلك الفترة الصعبة.. سامحته وفتحت له ومعه صفحه جديدة ويبقى هو إبني أولاً وأخيراً وقلب الأم لا يمكن أن يحقد على أولادها مهما كانت أفعالهم.. ثم نحن دائماً نريد الأفضل لهم بل نفرح عندما يتفوّقون علينا بأعمالهم وأفعالهم..
أشياء تحبها ميلاد..
في الطعام:
احب كل الذي أعمله بيدي من أكلات..
الرجل:
صراحته وأناقته..!
المرأة:
ثقتها بنفسها.
اللبس:
أحب اللبس الذي يعجبني أنا وَ "مو" ليس" بالضرورة يعجب الناس..!
الحب والحياة:
الحب يبقى هو" الحب" لكن لا "حب" في عالمنا الذي نعيش.. والحياة مستمرة بالتفاؤل..!
ماذا يعني لك..
العراق:
العراق هو "موطني" الذي لا استغناء عنه.
الغربة:
الغربة موجعة جداً
المرض:
"المرض كشف المستور".
الصحة:
نعمة من الله.. الصحة لا تعوّض.. إسأل مجرّب ولا تسأل…….
الشفاء:
الله هو الشافي المعافي.
الغدر: أكره الغدر.
مضي السنين:
السنين تمضي ولم نزل نتعلم.
كلمتك الأخيرة
شكراً لك صديقي على الأسئلة الجميلة جداً مثلك أيها الرائع..
ومن خلالكم أتوّجه بأسمى آيات الحب والتقدير إلى كل العراقيين من معجبين وغير معجبين داخل الوطن أو خارجه.. وإلى أهل المحروسة الذين نقول لهم.. إن شاء الله نراكم في مصر.. وكل عام وأنتم والعالم أجمع بانسانيته بألف خير وعام مقبل سعيد بكم أنتم أسرة النهار نيوز..