جودة أبو النور يكتب : عبد الحكيم اللواج… حين يصبح صوت الإعلام صدىً لنبض الناس


في قاعة الاستوديو المضيئة، خلف الميكروفون والكاميرا، يجلس رجلٌ لا يكتفي بسرد الأخبار، بل يعيشها بكل تفاصيلها. إنه الإعلامي عبد الحكيم اللواج، الذي تحوّل من مجرد مذيع إلى صوتٍ يحمل هموم الناس، ورسولٍ ينقل الحكايات من الشوارع والقرى إلى ملايين الشاشات.
بداية من الميدان
لم تكن انطلاقة اللواج من برج عاجي، بل من قلب الميدان؛ حيث تعلم أن الكلمة لا قيمة لها إن لم تلامس وجدان المستمع والمشاهد. في بداياته، كان يجوب المحافظات، يتحدث إلى البسطاء، يسجل ملاحظاته، ويرى بنفسه ما يعيشه المواطن بعيدًا عن ضوضاء المدينة.
“90 دقيقة محافظات”… مرآة الواقع
حين جلس أمام الكاميرا في برنامج “90 دقيقة محافظات” على قناة الحدث اليوم، لم يكن يقرأ نصًا مكتوبًا بعناية فحسب، بل كان يحكي قصصًا رآها وعايشها. تحدث عن فرح طفل في قرية نائية بوصول مياه الشرب، وعن أمّ تنتظر علاجًا لابنها، وعن شباب يصنعون المعجزات في ورشهم الصغيرة. كان البرنامج نافذة حقيقية تطل منها مصر على نفسها، بفرحها وألمها.
الفيوم… الجذور التي تروي مسيرته
بالنسبة لعبد الحكيم اللواج، الفيوم ليست مجرد مسقط رأس، بل هي الحاضنة الأولى لوعيه الإعلامي والإنساني. من بين شوارعها وحقولها وأهلها الطيبين، تشكلت شخصيته التي تجمع بين الصلابة في المواقف والدفء في التعامل. لم يكتفِ بنقل قضايا المحافظة عبر الشاشة، بل كان حاضرًا بنفسه في كثير من المبادرات والخدمات الموجهة لأبناء الفيوم.
من دعم الأسر البسيطة في أوقات الأزمات، إلى تسليط الضوء على مشروعات الشباب، والمطالبة بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، جعل اللواج من منبره الإعلامي أداة لتوصيل صوت الفيوم إلى صناع القرار. وقد عرفه الأهالي كإعلامي لا يزورهم بالكاميرا فقط، بل يعود إليهم بالدعم والمتابعة، ما جعل حضوره في محافظته مزيجًا من الصحفي والابن البار.
جرأة لا تعرف المساومة
عُرف عبد الحكيم اللواج بجرأته في مواجهة الأكاذيب والشائعات، وخاصة تلك التي تحاول ضرب استقرار البلاد. لم يكن يخشى أن يقول الحقيقة، مؤمنًا بأن الإعلام الحر هو خط الدفاع الأول عن وعي الناس. جرأته لم تكن صدامية، بل مبنية على الحقائق، مما أكسبه احترام جمهوره حتى من الذين يختلفون معه.
إنسان قبل أن يكون مذيعًا
وراء الكاميرا، هو نفس الرجل الذي أمامها؛ يستمع، يبتسم، ويمد يد العون قدر استطاعته. ربما لهذا السبب، حين يتحدث على الهواء، يشعر المشاهد أنه يخاطبه شخصيًا، لا جمهورًا مجهولًا.
رحلة ما زالت تُكتب
مسيرة عبد الحكيم اللواج ليست حكاية مكتملة، بل فصلٌ مفتوح من كتاب الإعلام المصري. نجاحه لم يأتِ من الشهرة وحدها، بل من الصدق، والمثابرة، والإيمان بأن الإعلام رسالة قبل أن يكون مهنة. وبينما تمضي الأيام، يزداد صوته رسوخًا في المشهد الإعلامي، كأحد الأصوات التي لا تكتفي بالحديث عن الوطن… بل تحبه وتعمل من أجله.