الخميس 7 أغسطس 2025 10:09 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتبة د.فاطمة عطية عمران تكتب : رسالة أم مكسورة إلى ضمير كل مسؤول

النهار نيوز

(. لستُ أمًّا تدافع عن ابنها لأنه كان متفوقًا،

ولا لأنه اجتهد وذاكر وتعب…

أنا أم تروي الحقيقة كما هي، دون تجميل.

ابني التحق بالكليه

وقضى فيها عامين من عمره، وفي منتصف الطريق… فَقَد والده.

ومع فقد الأب، فقد توازنه، وحياته، واستقراره النفسي.

دخل في دوامة من الانهيار النفسي، لم يكن قادرًا على الاستيعاب، ولا المذاكرة، ولا حتى الاستمرار.

وأنا، كأم، رأيتُ هذا الانهيار بأمّ عيني،

حاولت أن أرفعه، أن أُخرجه مما هو فيه… ولم أفلح.

لم يسأله أحد في الكلية: "ما الذي جرى؟"،

لم يقترب منه أحد ليسأل عن ألمه.

بل فجأة، جاءه القرار:

"ستُفصل… لأنك لم تُكمل 36 ساعة، ونقصك ساعة واحدة فقط!"

ساعة واحدة يا سادة!

هل يُعقل أن يُحكم على مستقبل إنسان بالضياع… لأجل ساعة؟!

هل يُمحى تعب عامين كاملين بسبب ظرف قاهر، لم يكن له فيه يد ولا حول؟

توجهنا للعميد… لرئيس الجامعة… ثم للوزير.

تحدثت، وبكيت، وتوسلت…

لكن الرد كان واحدًا: "القانون لا يسمح… اللوائح واضحة".

لم اكن أطلب معجزة.

بل كنت أطلب رحمة.

أناشد ضمير كل مسؤول يرى هذه الكلمات…

أن يسأل نفسه:

هل هذا القانون يُحقق العدالة؟

هل نُطبق اللوائح وكأننا بلا قلوب؟ بلا إنسانية؟!

أيها المسؤول…

هل وُضعت اللوائح لنسحق بها الضعفاء، أم لننصف بها من وقع؟

هل هدف القانون أن يُقصي من تعثّر… أم أن يُمد له يد العون؟

كل ما كنت أريده هو أن يُمنح ابني فرصة ليُكمل مستقبله.

لا أطلب تمييزًا… بل فقط نظرة عادلة، لموقف استثنائي.

فرصة ليستحق بها الحياة من جديد، بعد أن كسرته الظروف، فلا نكمل عليه بالكسر بأيدينا.

"من المسؤول حين يقف القانون جامدًا أمام دموع أمٍ أرملة، فلا ينصفها، لأنه بلا قلب؟!"

وأي يد تطبّق بنوده دون رحمة، وكأن القلوب نُزعت من صدور أصحابها؟!

"أي قانون هذا الذي يقف عاجزًا أمام دموع أمٍ أرملة؟!

ربما جعل الله من هذه الكلمات سببًا،

لتوقظ قلوبًا نسيت معنى الرحمة وسط زحام القوانين.

وإني على يقين…

أن الله لن يخذل قلب أم صادقة،

وأن دعائي سيصل

وربما يكون في قلب أحدكم مفتاح الفرج.