رحلةً فريدةً تصل إلى قلب التاريخ البشري.. مشروع تاش تيبيلر يتحول إلي عاصمةً عالميةً للعصر الحجري الحديث

أكد وزير الثقافة والسياحة التركي ، محمد نوري أرصوي ، أنه بالإضافة إلى موقع غوبيكلي تيبي المُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تبذل تركيا قصارى جهدها للترويج لمشروع تاش تيبلر.

حيث استقطب المعرض الذي تمت إقامته في الكولوسيوم بروما، بعنوان “غوبيكلي تيبي: لغز مكان مقدس”، والذي استمر من 24 أكتوبر 2024 إلى 2 مارس 2025، عددًا قياسيًا من الزوار بلغ ستة ملايين زائر، وحظي باهتمام عالمي.

وفي معرض جيمس-سيمون ببرلين، سيت افتتاح معرض “المجتمع العمراني: غوبيكلي تيبي، تاش تيبيلر، والحياة قبل 12 ألف عام” العام المقبل، بعرض ما يقرب من 100 قطعة أثرية، من فبراير إلى يوليو.

بالإضافة إلى ذلك، تجري مناقشات مع المؤسسات المعنية لتنظيم معارض تتناول موضوع غوبيكلي تيبي/تاش تيبيلر في معرض جيلدهول الفني التاريخي بمدينة لندن، المركز المالي للمملكة المتحدة، في خريف عام 2026، وفي متحف طوكيو الوطني باليابان في خريف عام 2027.

لتعريف جمهور أوسع بالنتائج، إصدار منشورات هامة بالتزامن مع المعارض.

فبالإضافة إلى العديد من المقالات العلمية، نُشر كتالوج يضم قطعًا أثرية من العصر الحجري الحديث من متحف شانلي أورفا للآثار عام 2024 باللغتين التركية والإنجليزية.

وفي عام 2025، تم إعادة نشر هذا الكتالوج في طبعة موسعة، متوفرة باللغتين التركية والإسبانية.

كما يُصدر منشور شامل، باعتباره المجلد الأخير في سلسلة “العصر الحجري الحديث في تركيا”، منشورًا جاهزًا لمشاركته مع القراء، وهو بمثابة المجلد الأخير في سلسلة “العصر الحجري الحديث في تركيا”.

في إطار مشروع تاش تيبيلر، نُظِّمت حتى الآن العديد من المؤتمرات والندوات ومعارض التصوير الفوتوغرافي الدولية.

قدّمت فرق التنقيب والبحث نتائج مشروع تاش تيبيلر في أكثر من 100 مؤتمر، ووصلت إلى جمهور واسع في الصين واليابان وأمريكا الشمالية والوسطى وروسيا، بالإضافة إلى جميع دول البلقان وأوروبا تقريبًا.

بعد إسطنبول وأنقرة والمتحف الوطني في مدريد، أُقيم معرض “قصة جديدة – صور من غوبيكلي تيبي وما حولها” للمصورة الإسبانية الشهيرة عالميًا إيزابيل مونوز في ألتاميرا، أحد أشهر كهوف العصر الحجري القديم في إسبانيا. كما استضافت معظم الدول التي عُقدت فيها المؤتمرات معارض للتصوير الفوتوغرافي والنسخ المقلدة.

تم الاعتراف بمشروع كاراهانتيبه كواحد من أنجح المبادرات العالمية في منتدى شنغهاي الخامس للآثار.

في عام ٢٠٢٤، وللمرة الأولى، استضافت تركيا المؤتمر العالمي للعصر الحجري الحديث في شانلي أورفا، بمشاركة أكثر من ألف عالم من ٦٣ دولة. وعقب المؤتمر، تم إنشاء مديرية مختبر الترميم والحفظ في مركز أبحاث العصر الحجري الحديث في شانلي أورفا.

ومنذ عام ٢٠٢١، عندما بدأت وزارة السياحة والثقافة في تركيا الترويج لمشروع تاش تيبيلر، يستقبل معرض متحف شانلي أورفا للآثار، أحد أبرز متاحف العصر الحجري الحديث في العالم، الزوار بمجموعة أثرى وأكثر ثراءً.

حيث تُعرض في الموقع الأثري مجموعة صغيرة من القطع الأثرية، اكتُشف معظمها خلال أعمال التنقيب التي أُجريت عام ٢٠٢٥… من بين هذه القطع الأثرية، يوجد تمثال بشري صغير عن كثب، يُرجَّح أنه وُضع كنذور داخل جدار المبنى “د” في غوبيكلي تيبي. وقد اكتُشف هذا التمثال قبيل زيارة الأميرة اليابانية أكيكو من ميكاسا إلى شانلي أورفا.

ومن المتوقع أن الباحثون سيستغرقون وقتا لتفسير معناه وسبب وضعه داخل الجدار.

ومن الاكتشافات البارزة الأخرى لعام ٢٠٢٥ تمثال صغير من سايبرش، يُحاكي تعبير وجهه تعبير شخص متوفى، ويُصوَّر فم التمثال وكأنه مُخيط.

ويُتيح تمثال سايبورج فرصةً لاستكشاف كيفية ارتباط البشر في عصور ما قبل التاريخ بالموت، ليس فقط من خلال طقوس الدفن والجماجم، بل أيضًا من خلال دراسة طقوس الجنازة من وجهات نظر مختلفة. ومع تقدم البحث، تستمر القطع الأثرية في الظهور

وتعتبر النتائج التي تم اكتشافها في موقع سفرتيبي ذات أهمية خاصة

وخلال أعمال التنقيب التي أُجريت عام ٢٠٢٥ في موقع سفرتيبي، عُثر على نقشين بارزين لوجهين بشريين على حجرين مُعدّلين.

يلفت هذان الوجهان البشريان، أحدهما نُفذ بتقنية النقش البارز والآخر بتقنية النقش المنخفض، الانتباه لتميزهما الأسلوبي عن النقوش البارزة التي عُثر عليها سابقًا في مواقع غوبكلي تيبي، وكارا هانتيبي، وسايبورج.

هذا العام، عُثر في موقع سفرتيبي على خرزة تحمل زخارف بشرية على كلا الجانبين. الخرزة، المصنوعة من حجر السربنتين الأسود، بها ثقب في مركزها. نُحت على جانبي هذا الثقب وجهان بشريان مُميزان بأسلوب تعبيري شائع في غوبكلي تيبي وكارا هانتيبي.

في الوقت نفسه، وفي إطار إدارة التراث الثقافي، وصل بناء مركز زوار جديد في غوبكلي تيبي، بالإضافة إلى مركز أبحاث وبيت تنقيب في كاراها هانتيبي، إلى مراحله النهائية. صُمم مركز الأبحاث بسعة ومرافق كافية لاستضافة جميع الدراسات الأثرية التي أُجريت ضمن نطاق مشروع تاش تيبلر.

وتشير النتائج التي جُمعت حتى الآن إلى أن المنطقة كانت خلال العصر الحجري الحديث موطنًا لمستوطنات مكتظة بالسكان على نطاقات متفاوتة، مع سكن متواصل استمر لمدة 1500 عام. وقد اكتُشفت في جميع المستوطنات، الكبيرة والصغيرة، هياكل سكنية وعامة؛ كما عُثر على مدافن وأفران وأماكن لإعداد الطعام داخل المنازل. وتكشف هذه النتائج عن ترابط عميق بين الحياة اليومية والقيم الروحية، وأن مفاهيم التنظيم الأسري والاجتماعي قد ظهرت بالفعل في تلك الفترة المبكرة. ولهذه النتائج أهمية خاصة أيضًا، إذ تتيح فرصة لتسليط الضوء على العمق التاريخي لمؤسسات الأسرة في الأناضول، ولإثبات، بالأدلة العلمية، كيف تبلورت البنية الاجتماعية في هذه الأراضي مبكرًا في عام 2025، الذي أعلنه الرئيس رجب طيب أردوغان “عام الأسرة”.

لقد زودت الدراسات الأثرية الشاملة رؤى تفصيلية حول حياة الإنسان في العصر الحجري الحديث، وفنونه، وبنيته الاجتماعية، واستخدامه للموارد.

وفي الفترة المقبلة، تهدف وزارة السياحة والثقافة في تركيا إلى تعزيز البحوث التي تركز على التحليلات الدقيقة، ودراسات القياسات الأثرية، والتكنولوجيا، والقطع الأثرية الرمزية، بالإضافة إلى الدراسات المتعلقة بالبيئة الطبيعية، وعلم الآثار العرقي، وأنشطة الحفظ.

ويعتقد أن هذه الدراسات الشاملة ستجعل من منطقة تاش تيبيلر عاصمةً عالميةً للعصر الحجري الحديث.

واكد وزير السياحة والثقافة ان غوبيكلي تيبي استقبلت منذ افتتاحها أربعة ملايين زائر، مقدمةً رحلةً فريدةً تصل إلى قلب التاريخ البشري. ويشير عدد زوار الموقع هذا العام، الذي بلغ قرابة 750 ألف زائر، بوضوح إلى الجاذبية العالمية المتنامية للمنطقة. وتعمل غوبيكلي تيبي وتاش تيبيلر باستمرار على تعزيز الإمكانات السياحية لكلٍ من شانلي أورفا وتركيا. يتطلب تنفيذ هذا المشروع الشامل موارد مالية ضخمة وكمًا كبيرًا من العمل.

لذا، أعرب وزير السياحة والثقافة التركي عن خالص امتنانه وشكره لكل من ساهم في نجاح مشروع تاش تيبلر، وفي مقدمتهم الخطوط الجوية التركية، الراعي الرئيسي لمشروع تاش تيبلر، ومجموعة دوغوش، راعية حفريات غوبيكلي تيبي؛ ولجميع العلماء المساهمين، وخاصةً البروفيسور نجمي كارول ومديري التنقيب الآخرين؛ وللإدارات المحلية والجامعات؛ ولجميع المؤسسات المحلية والدولية التي دعمت المشروع؛ وخاصةً لفرق التنقيب التي عملت بتفانٍ.

.