نائب يُعبّر عن الناس.. لا عن الكراسي

في خضمِّ سخونة المشهد الانتخابي وازدحام اللافتات والوعود والشعارات، يبقى السؤال الأهم الذي يجب أن يتردد في أذهان الناخبين جميعًا: من هو النائب الذي يستحق أن يحمل همَّ الوطن وصوت المواطن؟

لم تعد المرحلة تحتمل المجاملة، ولا تسمح بتكرار الوجوه التي اعتادت أن تتزيَّن بالكلمات ولا تفعل شيئًا سوى الصمت بعد الفوز. نحن اليوم أمام مفترق طرق حقيقي، إما أن نختار بعقولنا، أو نُسلِّم مصيرنا للصدفة والمصالح.

إنّ مجلس النواب ليس مقعدًا لتصفية الحسابات، ولا سلّمًا للوجاهة الاجتماعية، بل هو ساحة مسؤولة تُصنع فيها القرارات التي تمسّ حياة الناس، ويُكتب فيها مستقبل الأجيال. والوعي هنا ليس رفاهية، بل واجب وطني لا يقل عن الجهاد من أجل الوطن.

كم من نائبٍ حمل وعودًا رنانة ثم أضاعها في زحام المصالح! وكم من آخر جعل من صمته ستارًا لعجزه! لذلك فإنّ الناخب الواعي هو البطل الحقيقي في المعركة الانتخابية، لأنه هو من يملك مفاتيح التغيير، وهو من يختار من يمثله لا من يستغله.

يجب أن نبحث عن النائب القادر على الفعل لا القول، على المواجهة لا المجاملة، على العمل الميداني لا الظهور الإعلامي. نائب يعرف قضايا دائرته لا من التقارير، بل من هموم الناس التي يسمعها في الشارع والمقهى والمدرسة والمستشفى.

نحن بحاجة إلى نائبٍ يرى في البرلمان منبرًا لخدمة الشعب لا منصةً للتفاخر، يسمع قبل أن يتكلم، ويفعل قبل أن يعد، ويظل صوته من الشعب وللشعب.

إنّ الوطن لا يقوم بالشعارات، بل برجالٍ صادقين يحملون على أكتافهم أمانة الكلمة، وشرف المسؤولية. لذلك نقولها بكل وضوح:

اختيار نائب البرلمان ليس مجرّد تصويتٍ في صندوق، بل شهادة حقّ أمام الله والتاريخ.

لنُحسن الاختيار... فالنائب الذي نصنعه اليوم، هو الذي سيصنع غدنا غدًا.

وليكن شعارنا: نريد نائبًا يسمعنا... لا من يُسكتنا، يخدمنا... لا من يستخدمنا.