عيد فؤاد يكتب: ..وماذا بعد ؟!


الحمدلله والشكر، صعد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي تقام في أمريكا وكندا والمكسيك للمرة الرابعة في تاريخ الكرة المصرية، بعد إيطاليا 1934، و 1990، وروسيا 2018، وهو الإنجاز الذي كنا نتوق له مع بداية التصفيات الإفريقية، وقد تحقق بفضل الله أولا، ثم بجهد اللاعبين، وفكر الجهاز الفني بقيادة حسام حسن، ودعم المصريين على اختلاف مستوياتهم، الرسمية والشعبية، مع المساندة الكبيرة من الإعلام الرياضي، المرئي، والمسموع، والمقروء .
وعلى الرغم من هذا الانجاز التاريخي الكبير الذي سيجعل إسم مصر يتردد كثيرا في العالم أجمع خلال الفترة المقبلة، باعبتاره أحد المنتخبات الثمانية والأربعين التي ستشارك في هذا العُرسْ الكروي العالمي إلا انني لم أرى الفرحة في عيون المصريين مثلما شاهدتها عندما صعد منتخبنا لكأس العالم 2018 في روسيا، ربما هذه المرة لسهولة المجموعة الأولى التي وقع فيها منتخبنا، وكذلك للفوارق الفنية الشاسعة التي تصب في صالحنا على حساب باقي فرق المجموعة، بوركينا فاسو، غيينا بيساو، سيراليون، أثيوبيا، جيبوتي، إضافة إلى تصدر مصر قمة المجموعة منذ البداية حتى النهاية وهو ما منح الجميع الثقة مبكرا، بأن التاهل قادم ..قادم لا محالة .
لكن ما لفت نظري خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية التي أعقبت المباراة قبل الأخيرة لمنتخبنا الوطني في التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال هو حرص الكثيرين على أخذ "اللقطة" والظهور في الكادر، بقيادة د. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الذي لم نكن لنراه لو لا قدر الله خسر منتخبنا أمس أو تعادل، حيث كان حينها سيطلب من مرافقي البعثة عدم ذكر إسمه نهائيا، أما وأن الصعود قد حدث والحمدلله فلماذا لا نظهر للشعب ونبرهن لهم على أننا، وأعني هنا معالي الوزير أنني معهم قلبا وقالبا ومساندا على طول الخط، وأهو نأخذ "بنط " بالمرة على حساب اللاعبين وجهازهم الفني المجتهد الذي حقق إنجازا سيُخلد طويلا، بغض النظر عن سهولة التصفيات من عدمها .
لم يكن الوزير بمفرده مرافقا للبعثة في المغرب، ولكن رافقها مجلس إدارة اتحاد الكرة بالكامل برئاسة هاني أبو ريدة ومعه مجموعة من "الحبايب"، ما هي "هيصة" والسفرية فُسحة مجانية على متن طائرة خاصة، وبالمرة نشارك في "فرح العمدة" وعلى الكل أن ينقط.. بسيطة خاااااالص . !!
رسالتي لحسام حسن وجهازه المعاون الفني والإداري الذي أقدم لهم التهاني على هذا الإنجاز التاريخي، عقب الانتهاء من مواجهة غينيا بيساو، الأحد القادم بالقاهرة في الجولة الأخيرة "الإحتفالية" بالتصفيات أن يغلق على نفسه جيدا ويستعد جيدا لما هو أصعب، وهو المشاركة في كأس الأمم الإفريقية القادمة التي تقام في المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر وحتى 18 يناير 2026 والبحث عن كيفية استعادة لقب هذه البطولة الغائبة عن مصر منذ عام 2010 ، تاريخ التتويج بآخر لقب لها في أنجولا على حساب غانا في المباراة النهائية للبطولة بهدف جدو الشهير، مع العلم أن منتخب مصر قد وقع في المجموعة الثانية القوية التي تضم إلى جانبه منتخبات، جنوب أفريقيا، زيمبابوي، أنجولا وإذا أراد أن ينافس على اللقب هذه المرة ويعوض إخفاق ضياع اللقب مرتين خلال العشر سنوات الأخيرة إحداهما عام 2017 أمام الكاميرون في المباراة النهائية بالخسارة 1/ 2 ، ومن بعدها 2021 أمام السنغال في المباراة النهائية أيضا ولكن بركلات الجزاء الترجيحية، على الفريق أن يستمد الدفعة المعنوية الهائلة التي حصل عليها بالصعود للمونديال بوضع هدف اعتلاء منصة التتويج أمام أعينهم والتأكيد على أن جموع المصريين يثقون فيهم، وأنهم قادرين على قبول التحدي ومقارعة نجوم الأطلس "رابع العالم" والتي تقام البطولة على ملاعبهم والعودة بكأس البطولة من قبل المغرب ولما لا، وإن كان هذا يتطلب بذل جهد وعرق وروح قتالية مع إنكار الذات وعمل فترة إعداد قوية باللعب مع منتخبات عالمية، وعدم السماح لكل من هب ودب الاقتراب من المنتخب، إذا توفرت كافة هذه العوامل، فإن كأس البطولة سيعود للقاهرة مع أبطال منتخبنا، مواصلا تحطيم أرقامه القياسية التي وصل فيها إلى الرقم 7 فقط ولا زلنا نطمع في الوصول إلى رقم 8 وأكثر مستقبلا، طالما نمتلك القدرة واللاعبين الذين يستطيعون تحقيق أحلام وطموحات شعب يتنفس لعبة إسمها كرة قدم .