الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 05:27 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

الفنون

د.أحمد صالح رئيس المركز القومى للسينما: على شاطئ الفنون ينحسر التطرف والعنف

د.أحمد صالح رئيس المركز القومى للسينما
د.أحمد صالح رئيس المركز القومى للسينما

حـوار

د. محمد مختار أبو دياب
نقلا عن صحيفة الأهرام المصرية

د. أحمد صالح

  • الحفاظ على تراثنا الفنى هدف قومى
  • زيادة التعاون مع المؤسسات السينمائية الدولية
  • هدفنا دعم صناعة السينما من خلال توفير التمويل والإنتاج وفتح المجال أمام المواهب الشابة لتبادل الخبرات وتعزيز حضورنا الدولى

المركز القومي للسينما هو القاطرة التي تقود وتدعم وتطور صناعة السينما في مصر، لما يمتلكه من إمكانيات وكنوز بشرية ومادية ولوجستية،ومع تولى الدكتور أحمد صالح رئاسة المركز القومي للسينما استبشر الجميع خيرا لما يمتلكه الرجل من سيرة ذاتية قوية ومكانة متميزة تؤكد قدرته على التعاون مع الجميع للنهوض بالمركز وتعزيز مكانة السينما المصرية محليًا ودوليًا، حاورناه فحدثنا عن طموحاته وآماله لتلك الصناعة المهمة، وطرح أفكاره ورؤاه للمستقبل حيث قال: «إن الدور الأساسي للمركز القومي للسينما هو الإنتاج، سواء من خلال الإنتاج المباشر أو الدعم اللوجستي لتجارب الشباب، ولكن دوره لا يقتصر على ذلك فحسب، إذ يهدف أيضًا إلى نشر الثقافة السينمائية وتوصيلها إلى جميع المواطنين في مختلف أنحاء مصر».. وإلى نص الحوار.

تولّيت رئاسة المركز القومي للسينما في ظروف صعبة، فما أولى الخطوات التي قمت بها لترتيب البيت من الداخل للنهوض بالمركز؟

هذا المنصب بالنسبة لى تكليفً قبل أن يكون تشريفً،وأشكر وزير الثقافة على هذه الثقة الغالية،التى تحملنى مسئولية كبيرة لعودة المركز القومى لمكانته الطبيعية ،وفى البداية كان لابد أن نجلس ونرصد المشكلات على أرض الواقع، ثم نحاول إيجاد أقصر الطرق وأنسب الحلول لتجاوزها في أسرع وقت،حيث تم تنفيذ مجموعة من الخطوات التي ساعدت على حل بعض المشكلات، وسنواصل العمل لحل الباقى خلال الفترة المقبلة.

وماذا كانت أبرز تلك الأزمات أو المشكلات؟

لقد وجدت أن معظم الأنشطة معطلة أو لا تعمل بانتظام، واستطعنا أن نعيد تفعيلها بشكل مباشر، وأصبح المركز يصدر برنامجًا شهريًا ثابتًا، وهذا تم بعد أيام قليلة من تسلمي المسئولية ، كما سعينا إلى توسيع نطاق الأنشطة المختلفة للمركز لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور ومن المعروف أن الدور الأساسي للمركز القومي للسينما هو الإنتاج، سواء من خلال الإنتاج المباشر أو الدعم اللوجستي لتجارب الشباب، ولكن دوره لا يقتصر على ذلك فحسب، إذ يهدف أيضًا إلى نشر الثقافة السينمائية وتوصيلها إلى جميع المواطنين في مختلف أنحاء مصر، فنحن في الوزارة نؤمن بمبدأ «العدّاد الثقافي»، الذي يؤكد أن من حق كل مواطن أينما كان أن تصله المعلومة والثقافة، ولهذا نعمل على إيصال المعرفة السينمائية إلى الناس، من خلال النقاد والمتخصصين الذين يمنحون المتلقي القدرة على التذوق الفني ، ولا شك أن أي إنسان يملك حسًّا فنيًا ويستمتع بالفنون البصرية أوالسمعية أو الحركية سوف يكون أكثر وعيا، وسيكون أكثر ميلًا للسلام والابتعاد عن العنف والتطرف، وهذا ينعكس إيجابًا على المجتمع في اكتساب مواطن صالح قادر على الإبداع والتطوير.

يمتلك المركز بنية تحية جيدة لكنها بالتأكيد بحاجة للتطوير.. ما خططكم لذلك؟

بالفعل يمتلك المركز بنية تحتيه جيدة نسعى لاستغلالها بأفضل صورة ممكنة،ورغم الظروف الصعبة فقد بدأنا في تفعيل أدوات المركز وكوادره، من خلال ورش العمل السينمائية، وبرامج التدريب، ومتابعة أنشطة نوادي السينما،كما نعمل حاليًا على تنفيذ مبادرات في المحافظات، مثل مشروع «سينما بورسعيد» الذي نستعد لإطلاقه قريبًا، ليكون متنفسًا سينمائيًا للشباب والجمهور بالمدينة، وهناك أيضًا خطط لأنشطة في الإسكندرية، البحيرة، القليوبية، دمنهور، وصعيد مصر، وذلك بشكل تدريجي، وبما يتماشى مع إمكاناتنا، وبالتوازي مع ذلك، ندعم كل المهرجانات والفعاليات السينمائية داخل مصر، ونسعى لتقديم صورة مشرفة للسينما والفن المصري في الخارج، بوصفهما أحد أهم عناصر القوى الناعمة للدولة.

أكدت فى وقت سابق سعيك لعقد شراكات محلية ودولية للحفاظ على هوية مصر ورمزيتها الثقافية، كيف سيتحقق ذلك خلال الفترة المقبلة؟

أولًا يجب أن تصل أفلامنا إلى الخارج ليس فقط عبر المهرجانات التي تظل غالبًا حكرًا على جمهور متخصص، وإنما أيضًا من خلال توسيع دائرة العروض وتنظيم أسابيع سينمائية في الخارج ،وقد بدأنا بالفعل خطوات في هذا الاتجاه،مثل التعاون مع الهند التي تُعد قوة عظمى في صناعة السينما،وهذا التبادل يسهم في تعزيز حضور السينما المصرية عالميًا، ويؤكد هويتها الثقافية، ويحافظ على مكانتها الرمزية.

البعض يتهم كل رئيس يتولى المركز بالعمل على الانفراد بالقرارات ، ورفض تشكيل مجلس ادارة بالمخالفة للقانون ، ما حقيقة ذلك ؟

بمجرد أن توليت المسئولية طلبت الاطلاع على تشكيل مجلس الإدارة بالكامل، وراجعت بنفسى جميع القرارات الوزارية الخاصة بالمجلس منذ فترة رئاسة د.أحمد عواض، والحقيقة أنه كان من الضروري فتح هذا الملف مجددًا للتأكد من التشكيل القانوني والإداري، بحيث يتحمل كل عضو مسئوليته إلى جانب الرئيس، ويكون هناك فريق متكامل يضم عناصر تثق فيها الإدارة ويتمتعون بخبرة إدارية وفنية.

الجميع يتحدث دائما عن الحفاظ على التراث السينمائي وترميم الأفلام دون خطوات جدية ماهى رؤيتك لهذا الموضوع ؟

كنت دائمًا أطالب رؤساء المركز السابقين بالحفاظ على التراث السينمائي المصري الذي يتعرض للنهب، وأكدت مرارًا أن دور المركز القومي يجب أن يكون قويًا وفعّالًا في حماية هذا التراث، والحفاظ علي التراث السينمائي المصري عملية شاقة ومكلفة للغاية، حيث إن الترميم ليس مسئولية المركز وحده وإنما يحتاج إلى تكاتف قومي ودعم من جميع الجهات المختلفة،وهناك بالفعل تواصل قائمً مع الجهات المعنية، وأعتقد أن وجود مركز للترميم بمدينة الإنتاج الإعلامي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في هذه المهمة ، كما أن الكم الكبير من الكنوز السينمائية يتطلب «ملايين الملايين» حتى بعد احتساب التخفيضات، والمركز في الوقت الراهن بصدد حصر شامل للاحتياجات المالية والفنية والإجرائية، بما في ذلك المعدات والبروتوكولات اللازمة لبدء عمليات الترميم ، مشيرا إلى أن المركز سبق أن أسهم في ترميم عدد من الأفلام التي عُرضت في مهرجانات كبرى مثل مهرجان الإسماعيلية، لكن هذه الجهود كانت تستهلك معظم ميزانيات المهرجانات نفسها ، وفى النهاية هناك خطط للحفاظ على الأرشيف السينمائي المصري، والذي يُعد بمثابة «هدف قومي»، خاصة وأن تاريخ السينما المصرية يتجاوز الـ120 عاماً .

وماذا عن خطط المركز لنشر الثقافة السينمائية بالمحافظات؟

أعتقد أن قصور الثقافة في المحافظات تشكل قاعدة مهمة يمكن البناء عليها، كما أن التعاون ممتد مع الأوبرا المصرية في بعض المناطق، وكذلك مع المكتبات العامة ومن جانبنا نبحث دائمًا عن أنسب الأماكن التي تناسب متطلبات العروض وتتيح الوصول إلى الجمهور المحلي ، كما أن هناك خطة لاستخدام مكتبات متنقلة لتنظيم عروض سينمائية،على أن يرافق هذه العروض مجموعات من السينمائيين لفتح النقاش المباشر مع الجمهور، خاصة في المناطق المحرومة من الأنشطة الثقافية،وهذا التوجه يهدف إلى الوصول إلى الأطفال والشباب، ومنع أي محاولات للتأثير السلبي عليهم، ونحن نراهن على التنوير، وكلما وُجدت مساحات للوعي كلما ساعدتنا على حماية الأجيال الجديدة.

هل سيقوم المركز بعمل بروتوكولات تعاون مع بعض الجهات لنشر الثقافة السينمائية وتدعيم الصناعة ؟

بالفعل هناك تعاون مباشر ومستمر مع المركز القومي للطفل، نتج عنه أنشطة مشتركة يتم الإعلان عنها بشكل دوري، بالتنسيق مع رئيس المركز للطفل ، وهناك أيضا بروتوكولات تعاون تم توقيعها مع وزارة التربية والتعليم والمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة، لكنها لم تُفعل بعد، وهناك خطة لتفعيلها قريبًا بما يحقق أقصى استفادة لهذه الفئات ، كما أن هناك بروتوكولات تعاون قائمة مع عدد من الجهات، من بينها هيئة الآثار، لتسهيل تصوير بعض الأعمال داخل المواقع الأثرية، مع حصول بعض أنواع الأفلام على معاملة خاصة فيما يتعلق بإجراءات التسليم والتنسيق مع الجهات الأمنية ، كما أن التعاون ممتد أيضًا مع النقابات الفنية التي باتت تقدم دعمًا مباشرًا للمركز ، وحاليا يعمل المركز على إعداد أعمال جديدة موجهة للمرأة والطفل والطلاب، ستُعرض في الفترة المقبلة ونتمنى أن تلقى إعجاب الجمهور، مشددًا على أن الأنشطة الثقافية لا بد أن تكون قومية ووطنية الطابع، وتشارك فيها جميع الفئات دون استثناء.

هل يوجد أى برامج لمشاركة ذوى الهمم فى أنشطة المركز؟

المركز يولي أهمية خاصة لدمج ذوي الهمم في أنشطته، ليس بشكل منفصل وإنما عبر إشراكهم في الفعاليات والمناسبات الهامة ، مثل احتفالات المولد النبوي وذكرى 23 يوليو، حتى لا يشعروا بأي فرق بينهم وبين بقية أفراد المجتمع، وقد قام المركز بتنظيم عددًا من الأنشطة الميدانية شملت زيارات للمتاحف والحدائق والنوادي الرياضية، وهذا النهج يُعيد تجربة ملتقى»أولادنا» الذي كانت تتبناه الدكتورة سهير عبدالقادر بمشاركة الناقدة فايزة هنداوي، حيث نُظمت نسخة من الملتقى في أسوان كانت مميزة وناجحة للغاية.

كيف يتم دعم المواهب الشابة والأفلام القصيرة ؟

هناك تواصل مع الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين بهدف إتاحة الفرص أمام المواهب الشابة من خلال الأفلام الروائية القصيرة، وهذه الأعمال تمثل منفذًا مهمًا لاكتشاف فنانين يمتلكون الموهبة لكنهم لا يجدون فرصًا كافية في السوق ، كما أن هناك تعاونًا مرتقبًا مع وزارة الداخلية لتسهيل تأمين مواقع التصوير، وهو ما يقلل من التكلفة ويدعم صناعة الأفلام بشكل مباشر، والفيلم المصري حين يخرج للسوق يحقق نجاحًا يستحق أن تدعمه الدولة بكل قوة، ليس فقط محليًا بل أيضًا على مستوى الانتشار العربي ، ونقوم حاليًا بإعادة تشكيل المركز تمهيدًا لمرحلة جديدة، حيث سيتم خلال فترة قريبة الإعلان عن بدء استقبال السيناريوهات ، حيث تم تشكيل لجنة قراءة السيناريوهات وستبدأ في استلام النصوص خلال فترة قصيرة، مع تسهيل الإجراءات على المتقدمين مقارنة بما كان يحدث في السابق، حيث لن يُطلب منهم الحضور شخصيًا لملء الأوراق، بل سيُتاح لهم رفع بياناتهم وإرسالها إلكترونيًا ،كل هذا رغم الصعوبات المالية حيث أنه في العام الماضي كنا مقيدًين بميزانية لم تتجاوز 50% فقط من المطلوب، والمركز يعمل حاليا وفق موازنة مالية محددة، تقل بنسبة 50% عن ميزانية العام الماضي، لكننا نسعى لتوفير الموارد واستغلالها بما يخدم نشاط المركز.

هل يواصل المركز تقديم الدعم لمهرجانات السينما المصرية؟

بالتأكيد سيواصل المركز تقديم الدعم اللازم لإنجاح جميع المهرجانات وعلى سبيل المثال الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي برئاسة الناقد أحمد عسر ابن المركز شهدت دعم كامل من المركز، تقديرًا لجهود أبنائه المخلصين ، كما قام المركز بتوفير كل الاحتياجات اللازمة لمهرجان الغردقة السينمائي برئاسة السيناريست محمد الباسوسى ، وفى النهاية المركز لن يتأخر في دعم جميع المهرجانات الفنية والثقافية في مختلف المحافظات، سواء مهرجانات الإسكندرية أو الأقصر أو أسوان، إلى جانب الفعاليات الخاصة بالطفل والشباب والمرأة،وهذا الدور يمثل التزامًا وطنيًا وفنيًا يحرص المركز على الوفاء به.

ختاما.. فى ظل ما يعانيه أشقاؤنا بالمنطقة، وما تتعرض له بعض الفئات من ويلات الحروب مثلا، هل للمركز دور فى دعم القضايا الإنسانية والقومية؟

السينما لا تنفصل عن قضايا المجتمع والإنسان، ومن أولويات المركز دعم الأفلام التي توثق معاناة الشعوب أو تناصر قضايا المقاومة والحرية والإبداع في العالم العربي، ولن يتأخر عن أي دعم من هذا النوع ونجاح المركز مرتبط بدعم المجتمع والسينمائيين أنفسهم،وبتعاوننا جميعًا سنصل إلى ما نصبو إليه، وسنحقق الأهداف التي يستحقها جمهورنا وصناع السينما في مصر والعالم العربي.

د.أحمد صالح رئيس المركز القومى للسينما شاطئ الفنون التطرف والعنف