أحمد قنديل يكتب ”نُذُر الحرب”

نرى العالم الآن في هذه الظروف العصيبة يقف مندهشا ومزهولا من صلابة الموقف المصري حكومة وشعبا تجاه القضية المصيرية للاشقاء الفلسطينيين رغم كل الظروف الاقتصادية التي ضربت مصر عدة مرات ومازالت تطل على الدولة المصرية بوجهها المخيف .

لما كل هذا الإصرار ياسيسي؟!
سؤال يطرح نفسه من حين لآخر داخل المعسكرات الغربية واروقة السياسة الصهيوامريكية ، الجميع يقف حائرا يتسائل ماذا يملك هذا الرجل حتي يقف هكذا صلدا صلبا في وجه القوى العظمى ، ومخطط سايكو سبيكو رغم ما يحاك له ولشعبه من مؤامرات ومساومات.

يأتي الرد على هذا السؤال في جملة قالها الرئيس السيسي ، قد تكون مرت على الكثير مرور الكرام مفادها أن الرئيس طوال السنوات الماضية اتَّكَأَ ومازال يتكئ على بنيان اساس قواعدة الكرامة واعمدته الشموخ وهو الشعب المصري الصامد في أوقات المحن الذي قد يثور ويزأر ويتمرد ، لكنه في وقت المحن والشدائد يكن سيف ودرع الوطن .

فما حدث خلال السنوات الماضية ماهو إلا تحمل وجلد من شعب وفي يدرك المخاطر التي تلتف من حوله كالاختابوط لتوقع به فى فوهة بركان لن ينجوا منه أحد، لكن تركيبة الإنسان المصري تركيبة عجيبة يختلف ويتحد يثور ويبني يجوع ويصبر يعمل من أجل الكرامة دون النظر لأية اعتبارات أخرى، ولقد ساهم ذلك بشكل مباشر فيما فعله الجيش المصري والقيادة السياسية من بنية تحتية استراتيجية واستعدادات لكل السناريوهات على أرض الفيروز والذي ظهر جليا للجميع خلال الشهور الماضية، وهذا قد يكون إنذار بحرب وشيكة .

ايضا عندما ترى كل هذه التكتلات والاتفقيات المعلنة والغير معلنة تصب في صالح الكيان فاعلم أن المستهدف هو مصر ، مصر التي تقف شوكة في حلق من يريد محو الهوية الفلسطينية وطمسها بواقع مغاير للتاريخ فاعلم أن ذلك ينذر بحرب وجودية لا محال.

كذلك عندما نشاهد طائرات الكشف النووى الأمريكية على مقربة من حدود السواحل المصرية وكأنها رسالة عاجلة أن الولايات المتحدة الأمريكية تشك ان مصر لديها سلاح غير تقليدي ولذلك أرسلت هذه الطائرات بمهمة قياس الاشعاعات الموجودة بالمنطقة فهذا أيضا إنذار أن شبح الحرب يلوح من بعيد.

أما إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن اعتماد القرار الخاص بإرسال جسر جوى أمريكي الى الكيان لم يسبق له مثيل منذ ٥٠ عام بما يقارب من ٦ مليار دولار ، عبارة عن ٣٠ طائرة أباتشي، و ٣٢٥٠ مركبة ومدرعة وهذا معناه ان الكيان داخل حرب برية كبيرة ولايعقل ان كل هذا يتم تجهيزه لحماس أو اليمن مثلا !

نهيك عن المناورة العسكرية البحرية المصرية التركية يوم ٢٢ ،٢٦ وهذه يجوز أنها إنذار مبكر عن شيء ما سيحدث او كان سيحدث في هذا التوقيت ، وهذا ما دفع البلدين إلي إجراء هذه المناورة الضخمة وهذا التكتيك الاستراتيجي الذي يطوق سواحل الكيان منا ناحية البحرالمتوسط لقطع اى امدادات عن طريق البحر .

ايضا ماشهدته أرض سيناء الحبيبة من تطورات في البنية التحتية العسكرية فهو خير دليل على قوة الجيش المصري وذكاء القيادة السياسية.

كذلك ما يتم الترويج له من خلال القنوات الإسرائيلية عن دخول مسيرات من الأراضي المصرية الي الأراضي المحتلة وما تتناوله القنوات العبرية من انتقادات إسرائيلية للتواجد العسكري في سيناء واتهام مصر بانتهاك اتفاقية السلام قد يكون زريعة لضربة إسرائيلية خاطفة داخل سيناء او داخل العمق المصري، قد تدفع ثمنها غاليا بل باهظا وإذا قدر حدوث ذلك لن تجد طائرات الكيان أرض تهبط عليها.

ولا يستطيع أحد اغفال موقف الصبن تجاه مصر وطائرات الواى واى ٢٠ الصينيه التي حلقت في سماء الشرق الأوسط معلنة الدعم الصينيه لمصر
كل ذلك وأكثر ماهو إلا نُذُرا للحرب التى باتت وشيكة وكأن طبولها دوت في أذن الشرق الأوسط
"حفظ الله مصر وشعبها وقائدها من كل شر"